بيان لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني بشأن هزيمة إسرائيل في لبنان
أصدرت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني بيانًا هنأت فيه بنهاية المعركة المظفرة التي خاضها حزب الله اللبناني ضد جيش الكيان الصهيوني المجرم، وعودة الشعب اللبناني بكرامة إلى مناطقه ومنازله.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن البيان أشار إلى أن أكثر من عام قد مر على عملية "طوفان الأقصى"، التي وصفها قائد الثورة بأنها هزيمة غير قابلة للترميم للكيان الصهيوني. ففي الأيام الأولى لحرب غزة، دخل حزب الله المقاوم والمفعم بالفخر، بقيادة سيد شهداء المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله، في مواجهة مصيرية وتاريخية دفاعًا عن الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة. وقد أسفرت هذه المواجهة عن استهلاك جزء كبير من قدرات وتجهيزات جيش الاحتلال.
وأبرز البيان أن هذا الدفاع أثبت رؤية الشهيد النافذة والتزامه بالمقاومة في مختلف أنحاء العالم بغض النظر عن القومية أو المذهب، مما أظهر أن مقاومة لبنان ليست طائفية أو مذهبية، بل هي رد على الجرائم والإبادات الجماعية ونفي استقلال الشعوب المسلمة من قبل العصابة الصهيونية المجرمة. ومع حلول مرحلة ارتقاء سيد المقاومة ورفاقه، شهدنا انتصارًا جديدًا لرفاق المقاومة. فقد تكبد الكيان الصهيوني المجرم، رغم الدعم العسكري والسياسي الأمريكي والأوروبي، هزيمة أمام قوة المقاومة اللبنانية وإرادة الشعب الصلبة، ما أجبره على قبول وقف إطلاق النار والتراجع.
وأكد البيان أن الكيان الصهيوني لم يحقق أيًا من أهدافه المعلنة حتى اليوم، وأن المقاومة، بما في ذلك حزب الله، أظهرت أن الاعتماد على سلاح الإيمان والاعتقاد بالنصر الإلهي قد أدى إلى هزيمة مخزية وغير قابلة للترميم للكيان الصهيوني.
وأشار البيان إلى أن الشعب اللبناني، وخاصة سكان الجنوب والبقاع وبيروت، تحملوا تكاليف باهظة، وفقدوا أحبائهم، وعانوا ظروف النزوح القاسية لعدة أشهر. ومع ذلك، فإن عودتهم الكريمة والمفعمة بالعزة، التي كانت شاهدة على تمسكهم بالمقاومة، جعلت العدو الصهيوني عاجزًا في الحرب النفسية أمام إرادتهم الفولاذية.
وأشاد البيان بالتلاحم والوحدة التي ظهرت بين اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب خلال هذه الفترة العصيبة، حيث فتح سكان المناطق الأخرى من لبنان بيوتهم ومراكز الخدمات العامة لاستقبال النازحين، مما أبرز الوحدة الداخلية للشعب اللبناني. وأكدت هذه الأحداث أن المقاومة ليست مجرد مجموعة ميليشياوية أو طائفية، بل جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني وحامي أمن البلاد.
وأدان البيان بشدة الجرائم الصهيونية التي استهدفت المدنيين عمداً، بما في ذلك النساء والأطفال، وقصفت البنية التحتية. وأشار إلى أن هذه الجرائم ليست انتصارًا عسكريًا، بل أكدت أن الإبادة الجماعية وقتل الأطفال هما الصفات الأبرز لهذا الكيان المزيف. ورغم استخدام أحدث التقنيات العسكرية والقنابل المدمرة، فإن جيش الكيان الصهيوني فشل أمام حزب الله وحماس.
ووصف البيان أن الإنجاز الأهم للمقاومة اللبنانية والفلسطينية في هذه الحرب هو التعبئة العالمية التي شملت أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، وحتى الجامعات في الدول الغربية التي تدعم الكيان الصهيوني. وأشار البيان إلى أن هذه التعبئة ساهمت في صدور حكم من محكمة لاهاي باعتقال نتنياهو المجرم وغالانت قتلة الأطفال. ورغم أهمية الحكم، أكد البيان أن ما يستحقه هؤلاء هو الإعدام لجرائمهم ضد الإنسانية.
وندد البيان بصمت الحكام العرب والمسلمين المرتجعين أمام هذه الجرائم، واعتبر أن الاحتلال الصهيوني للبنان وفلسطين يتناقض مع القيم الإسلامية والعربية. وأكد أن غضب الأمة الإسلامية من انتهاك استقلال لبنان وفلسطين واجب لا يمكن تجاوزه.
وتوجهت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالتحية إلى أرواح شهداء غزة ولبنان، وخاصة الشهيد السيد حسن نصر الله، الذي بذل حياته دفاعًا عن الإسلام والقدس والشعب الفلسطيني المظلوم. كما هنأت اللجنة الشعب اللبناني على انتهاء المعركة المظفرة وعودتهم بكرامة إلى ديارهم، وأكدت وقوف الشعب الإيراني إلى جانب الشعب اللبناني.
/انتهى/