كيان الاحتلال الصهيوني يحوّل بيوت الفلسطينيين الى سجون داخل المستوطنات في القدس المحتلة

هنا في هذا المنزل الذي تحول إلى ما يشبهُ سجنًا داخلَ مستوطنةِ جفعوت حدشاه في بيت إجزا شمالَ غربي مدينةِ القدس المحتلة.. تسطرُ عائلةُ الفلسطيني سعدات غريِّب قصةَ صمودٍ عز نظيرُها.

ويأتي هذا الصمود رغمَ الحصارِ والمراقبة المستمرة وتضييقاتِ الاحتلالِ الصهيوني ومستوطنيه الذين لم يتركوا وسيلةَ ترهيبٍ أو ترغيبٍ إلا واستخدموها للاستيلاءِ عن المنزل. كلُّها جوبهتْ بالرفضِ والتحدي.

 

 

ويروي سعدات لـ "وكالة تسنيم" الدولية للأنباء قصة عائلته: "نسكن في هذا البيت المقام منذ عام تسعةٍ وسبعين بترخيص بناء رسمي على قطعة أرض بمساحة مئة دونم، بدأت المحاولات الاحتلالية بمصادرة خمسةَ عشر دونمًا ثم توسعت إلى أربعين دونمًا لبناءِ بؤرة استيطانية، ولم يتبق لنا إلا البيت وستون دونمًا داخل الجدار العنصري ولا نستطيع الوصول اليها إلا عبر التنسيق مع الارتباط الفلسطيني".



جذورُ قصةِ عائلةِ غريب تعودُ إلى عامِ ثمانيةٍ وسبعين حين تمت مصادرةُ أكثرَ من أربعين دونمًا من أراضي العائلةِ لصالح مستوطنة غيفعون هحداشا بعد صراعِ مرير في محاكمِ الاحتلال إثرَ رفضِ العائلة بيعَ دونمٍ واحدٍ للمستوطنين.

 



ويضيف: لم يستسلم الاحتلال بل حاول بكل أدوات الترغيب والترهيب مع معظم أفراد العائلة، للاستيلاء على منزلنا وأرضنا، ومما أذكر أنهم عرضوا على والدي مبالغ طائلة مقابل تنازله عن قطعة الأرض، ثم عرضوا علي مبالغ طائلة ومنحي جنسية أي بلد أختار الهجرة إليها مع عائلتي وكل ذلك قوبل بالرفض".

 

ويضيف سعدات لـ تسنيم: "وبعد أن فشلوا بالإغراءات لجأوا إلى أساليب الترهيب والتضيق، عبر تكرار اقتحام منزلنا من بوابة الجدار العنصري تارةً، وحصار المنزل ومنعنا من الخروج منه تارةً أخرى، وسط مخاوف تسيطرُ علينا من اعتداءات المستوطنين التي قد تطال أطفالنا كما حدث مع عائلة دوابشة والطفل المقدسي محمد أبو خضير، اللذين تعرضا للحرق على ايدي المستوطنين". يقول سعدات.

 

سعدات غريب يعيش مع والدتِه وزوجتِه وأطفالِه الأربعة في بيت أحاطه جيشُ الاحتلال  الصهيوني بسياج فولاذيٍ بارتفاعِ ثمانيةِ أمتار ومجهزٍ بمجساتٍ حساسة ومحاصرٍ بمنازلِ المستوطنة.

 

ويبرق سعدات رسالة عبر وكالة تسنيم: "رسالتنا أننا كعائلة محاصرة في بيت داخل سجن وأجواء القلق والتوتر تسيطر علينا، لكننا صامدون ونرى أن ما نعيشه لا يقارن مع ما يعيشُه أهلنا في قطاع غزة، ورغم كل ما يحدث، سنبقى متشبثين بأرضنا ومنزلنا مهما حصل".

حياة العائلة صارت كفاحًا يوميًا يعبّرُ عن التمسكِ بترابِ الأرض.. وفي ذلك رسالةٌ للعالم أن الحقَ الفلسطيني لن يسقطَ مهما بلغ الطغيان.

/انتهى/