في قمة الدول الثماني الإسلامية النامية.. الرئيس الإيراني: يجب اتخاذ خطوات عملية وعاجلة لحماية شعوب المنطقة من المزيد من الأذى
بدأ مؤتمر منظمة الدول الثماني الإسلامية النامية (دي 8)، اليوم الخميس، بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ببدء مؤتمر منظمة الدول الثماني الإسلامية النامية (دي 8)، اليوم الخميس، في القاهرة بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
ووصل الرئيس الايراني، مسعود بزشكيان أمس الأربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في قمة مجموعة دي 8.
بزشكيان قال قبيل قبيل مغادرته طهران الى القاهرة للمشاركة في قمة "دي 8" ان اجتماعات على هذا المستوى، مفيدة ومؤثرة للغاية للدبلوماسية النشطة لكي يكون بوسع الدول الاسلامية المزيد من التقارب فيما بينها في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ونقل الخبرات.
مستعدون لإنشاء بنك مشترك
صرح الرئيس الإيراني، الدكتور مسعود بزشكيان، بأن إيران مستعدة لإنشاء بنك مشترك لدعم أفكار ورأس مال الدول الأعضاء في منظمة الدول الثماني الإسلامية النامية (دي-8)، بالإضافة إلى إنشاء حدائق علمية وتكنولوجية مشتركة.
كما أكد استعداد إيران لتقديم منح دراسية، وتبادل الأساتذة والطلاب بين الدول الأعضاء، وتوفير برامج تعليمية تركز على ريادة الأعمال للشباب.
وأعرب الرئيس عن أمله في أن تشهد فترة رئاسة مصر لمنظمة دي-8 تعميق أواصر الصداقة والأخوة بين الدول الأعضاء، واتخاذ خطوات جادة نحو تعزيز التعاون متعدد الأطراف في مختلف المجالات.
يجب وقف الاعتداءات الإسرائيلية
أكد الرئيس الإيراني، الدكتور مسعود بزشكيان، على ضرورة تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية مع إدارة تبعاته السلبية بشكل فعّال.
وشدد على أن إيران تدعم أي مبادرة أو اقتراح يسهم في تعزيز التعاون والتكامل في المجالات الاقتصادية بين الدول الأعضاء في منظمة دي-8.
وأضاف، لأكثر من 14 شهرا، تعرضت منطقة غرب آسيا، وخاصة غزة وجنوب لبنان، والآن سوريا، لهجمات واسعة النطاق من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب.
وتعرضت غزة ولبنان وسوريا لهجمات واسعة النطاق من قبل الصهاينة. يجب علينا منع المزيد من الأذى لأعزائنا.
وفي ما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربية؛
في البداية، أتوجه بالشكر الجزيل لفخامتكم على استضافتكم الكريمة للقمة الحادية عشرة لرؤساء دول منظمة دي-8. كما أعرب عن خالص امتناني على حسن الضيافة في بلدكم الشقيق مصر. وأخص بالشكر جهود زملائنا الأعزاء في لجنة دي-8، وأثني على العمل الدؤوب الذي قام به السيد الأمين العام المحترم، السيد إمام، وزملاؤه في الأمانة العامة.
لا شك أن مصر، بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة على ضفاف نهر النيل، تشكل واحدة من أبرز مظاهر الحضارة الإنسانية. ولا تزال معالمها التاريخية والثقافية الإسلامية تمثل مزيجاً فريداً يجمع بين الحضارة القديمة والثقافة الإسلامية الغنية. وآمل أن تشهد فترة رئاسة مصر لمنظمة دي-8 تعميق أواصر الصداقة والأخوة بين الدول الأعضاء، واتخاذ خطوات جادة نحو تعزيز التعاون متعدد الأطراف لتحقيق الرؤى المشتركة للمنظمة.
أصحاب المعالي، الحضور الكرام؛
قبل مناقشة موضوع القمة، أود التطرق إلى التطورات الأخيرة في منطقة غرب آسيا. فمنذ أكثر من 14 شهراً، تتعرض المنطقة، وخاصة غزة وجنوب لبنان وسوريا، لهجمات متواصلة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب. هذه الهجمات، التي طالت المدنيين الأبرياء، وأودت بحياة النساء والأطفال والمستضعفين، كشفت أبعاداً جديدة لسياساته غير المشروعة الهادفة إلى نشر الفوضى وانعدام الأمن. ومن واجبنا الشرعي والقانوني والإنساني أن نتكاتف لاتخاذ خطوات عملية وعاجلة لحماية شعوبنا من المزيد من الأذى.
الزملاء الأعزاء، السيد الأمين العام؛
اليوم، تبرز أهمية تعزيز الصداقة وبناء روابط جديدة للتعاون متعدد الأطراف بين الدول الإسلامية أكثر من أي وقت مضى. إن التوجه نحو تعددية الأطراف، وإنشاء شبكات اقتصادية وتجارية ذكية بين الدول، هو مسار حكيم يعكس تطلعات شعوبنا.
موضوع قمة اليوم، الذي يركز على الشباب، يعكس اختياراً ذكياً. الشباب هم الثروة الحقيقية التي يمكن من خلالها تحقيق أعظم الاستثمارات الوطنية والجماعية. وفي ظل التقدم المتسارع في المجالات الصناعية والتكنولوجية، من الضروري إعادة النظر في أطر التعاون المستقبلية.
إن الابتكار والتطور القائم على المعرفة هما المجال الذي يتصدر فيه الشباب المشهد، وتمتلك دول دي-8، بفضل مواردها البشرية والبنية التحتية المتقدمة، إمكانات هائلة لتحقيق مكانة بارزة في هذا المجال.
تعلن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن استعدادها لتبادل خبراتها ومشاركة إنجازاتها، ودعم أي مبادرات أو مقترحات تعزز التعاون الاقتصادي، وتمهد الطريق أمام الشباب للانخراط في برامج تنموية محورية.
نحن مستعدون لاتخاذ خطوات مشتركة في إطار دي-8 تشمل: إنشاء "بنك مشترك للأفكار والاستثمار". إقامة "حدائق ومراكز علمية وتكنولوجية مشتركة". تنظيم جولات ولقاءات علمية وتكنولوجية. تخصيص منح دراسية وفرص تبادل للطلاب والأساتذة. تقديم برامج تدريبية لرواد الأعمال الشباب. الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة لمعالجة مشكلات التوظيف. إقامة معارض لعرض الإنجازات والمنتجات القائمة على المعرفة. كما أن شبكة نقل التكنولوجيا التابعة لدي-8، والتي يقع مقرها في حديقة التكنولوجيا في طهران، يمكن أن تكون منصة فعالة لدفع هذه المبادرات قُدماً.
الزملاء الأعزاء؛
حجم التجارة بين دول دي-8 لا يزال بعيداً عن التطلعات المنشودة بحلول عام 2030. وآمل أن تشهد فترة رئاسة مصر للمنظمة زيادة في وتيرة التجارة بين الدول الأعضاء. في هذا السياق، يمكن أن يلعب نظام المقايضة دوراً مهماً في تعزيز التجارة البينية.
إضافة إلى ذلك، فإن التباعد الجغرافي بين دول دي-8 يُبرز أهمية تعزيز العلاقات اللوجستية لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري. ويجب أن تكون رؤية الدول الأعضاء متوجهة نحو مجالات تسهم في النمو المستدام، وتتحلى بالمرونة لمواجهة الصدمات المستقبلية. ولهذا، أقترح أن تتبنى القمة توجيهات واضحة حول الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتعزيز مرونة اقتصادات الدول الأعضاء.
كما أن الاجتماع الأول لـ"اللجنة الدائمة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدي-8"، الذي ستستضيفه إيران قريباً، يمكن أن يكون فرصة لبدء العمل على هذا التوجيه. أؤمن بأن الشركات القائمة على المعرفة، والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، توفر للشباب في الدول الإسلامية فرصاً جديدة تعزز من قيمنا الثقافية والدينية، وتساهم في تحقيق تقدم وتنمية مستدامة لمجتمعاتنا.
فخامة الرئيس؛
في الختام، أعبر عن أمنيتي لتعميق العلاقات داخل المنظمة. وأنا واثق بأن إدارة مصر الحكيمة ستسهم في تعزيز دور منظمة دي-8 في تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم.
أجدد شكري وتقديري لحكومة وشعب جمهورية مصر العربية على كرم الضيافة.
/انتهى/