في ظل معاناة الاحتلال للاطفال.. مدرسة الهلال الأحمر في الضفة الغربية تعمل على مساعدة الأطفال الصم
محمد طفل فلسطيني ابن الستةِ أعوام خُلق من دون أذنين وفقد بذلك القدرة على السماع والنطق هاهو اليوم يستمتع بوجود والدته بعدما تمكن من تعلمِ بعضِ الكلمات ساعدته على التفاعلِ مع محيطِه.. محمد يرفضُ اللونين الأبيض والأزرق ويتمسكُ بعلمِ وطنِه فلسطين.
وتقول صباح ياسين والدة الطفل محمد سعيد لوكالة تسنيم الدولية للأنباء: "محمد تطور كثيرًا واصبح قادرًا على نطق عدد من الكلمات ساعدته على التواصل والتفاعل مع المحيط، محمد، تواصله مع المحيط تطور بنسبة 100%، بعدما كانت لغته عبارة عن رموز غير مفهومة، الآن أصبح بإمكانه التواصل والتعبير عن احتياجاته ومتطلباته بشكل مفهوم، وأصبحت لديه قدرة على التعبير عن مشاعره".
وتضيف: "أنصح كل اسرة لديها طفل أصم ان يلجأ الى مدرسة الهلال الاحمر المكان الصحي الذي يضم طاقمًا من المدرسين ذوي الخبرة والقدرات الخاصة".
بلغةٍ تواصليةٍ بين طاقم التدريس وأكثر من 70 طالبا من الصم يبدأون يومهم في رحاب مدرسة الهلال الأحمر الفلسطيني لتأهيل من مثلهم بآيات عطرة من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني الفلسطيني في مشهد يعكس الإنسانية والإصرار معا".
وحول سبل التدريس وادواته، تقول الرياضيات في مدرسة الهلال الأحمر جمانة ثابت لوكالة "تسنيم": "المناهج الفلسطينية مدعومة بلغة الإشارة، والطلاب لدينا يتعلمون بلغة الإشارة، ليخلق ذلك تواصلا بينهم وبين المحيط والمجتمع الخارجي، حتى أنهم يلتحقون بالجامعات، هم فقط يحتاجون دائمًا إلى مترجم لغة إشارة، وهذا النظام اصبح موجودًا في معظم الجامعات الفلسطينية، لمساعدة الطلبة الصم على أن يكونوا اسوة بأقرانهم القادرين على السمع والحديث".
ويقول فراس عليان القائم بأعمال مدير مدرسة الهلال الاحمر لوكالة "تسنيم": "مدرسة الهلال الأحمر الفلسطيني لتعليم الصم وتأهيلهم من المدارس الرائدة في هذا المجال، ولها خبرة فاقت الثلاثين عامًا ضمن رؤية أن من حق هذه الفئة الصم التعلم، ولذلك توفر المدرسة اثني عشر صفًا لتأهيل الطلبة الصم للانخراط في سوق العمل وميادين الحياة، عبر مساعدتهم بلغة الإشارة التي تعلموا عبرها نطق بعض الكلمات واجتياز الصفوف بشكل يناسب قدراتهم عبر حصص حسية وسمعية وذهنية وبصرية رغم كل الصعوبات التي يواجهها الطلبة الصم إلا أنهم استطاعوا أخيرا أن يجدوا بيتهم الثاني هنا في هذه المدرسة التي توفر لهم كافة الاحتياجات كما وتدعمهم حتى بالانخراط في المجتمع.
/انتهى/