من سيحكم غزة؟
مع استمرار الحرب في قطاع غزة، تتزايد التساؤلات حول من سيحكم القطاع في مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي، تتنوع السيناريوهات المطروحة حول إدارة غزة، بين فرض إدارة مدنية من قبل الكيان الإسرائيلي، تدخل دول عربية، أو تشكيل لجنة إدارية فلسطينية دولية، كل سيناريو يحمل تحديات وأبعادًا سياسية وإنسانية معقدة.
في مقابلة حصرية مع وكالة تسنيم، يقول المناضل الوطني عمر عساف: "لا خيار أمامنا إلا أن يكون اليوم التالي في غزة فلسطينيًا بامتياز، وشعبنا الذي سيحكم القطاع وسيحكم نفسه بنفسه، فشعبنا قادر على تجاوز هذه المحنة بحكومة توافق وطني".
من جهته، يعبّر الإعلامي والباحث الفلسطيني خالد صبارنة عن رأيه قائلاً: "السيناريو الصهيوني الذي يروج له البعض يقضي بضرورة بقاء إسرائيل في قطاع غزة، بل ويتحدث البعض عن بناء مستوطنات داخل القطاع، وهو ما يعكس رغبة في السيطرة الكاملة على غزة".
إن فرض الكيان الإسرائيلي حكمه في القطاع يهدف إلى تقويض حركة حماس والهيمنة على غزة، بينما قد يُعتبر تدخل الدول العربية، خاصة الإمارات ومصر، في إدارة غزة بعد الحرب مساسًا بالسيادة الفلسطينية، ومع ذلك، لا تزال النقاشات بين حركتي فتح وحماس جارية حول تشكيل لجنة إدارية تضم أطرافًا مستقلة لإدارة القطاع في المرحلة المقبلة.
ويتحدث الناشط السياسي هشام ابو ريا وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية لوكالة تسنيم قائلاً: "في مبادرة بكين، أكدنا ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني في ظل هذا الاستقطاب الكبير والمعركة المستمرة ضد غزة".
على الرغم من الظروف الصعبة والتطورات غير المتوقعة، يتمسك الفلسطينيون بموقفهم الثابت بأن مستقبل القطاع هو شأن فلسطيني بحت، ولن يقبلوا بأي تدخل خارجي فيه. الشارع الفلسطيني يظل متمسكًا بثوابته وأرضه، ولن يتركها للإحتلال وأتباعه مهما كانت التحديات.
السؤال الذي يظل مطروحًا: من سيحكم غزة؟ الجدل مستمر، ولكن إرادة الشعب الفلسطيني ستظل سيدة الموقف في تحديد مصير القطاع.
/انتهى/