تفاصيل لقاء وزيري خارجية إيران وروسيا في موسكو
التقى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في موسكو، اليوم الجمعة بنظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عباس عراقجي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي يزور موسكو على رأس وفد دبلوماسي للتشاور مع كبار المسؤولين الروس وتسليم رسالة خطية من سماحة قائد الثورة الإسلامية إلى رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، التقى ظهر اليوم الجمعة بنظيره الروسي سيرغي لافروف وأجرى معه محادثات.
وفي هذا اللقاء، تبادل وزراء خارجية إيران وروسيا وجهات النظر حول طيف واسع من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، وكذلك المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تطورات منطقة غرب آسيا، والوضع في فلسطين المحتلة، وسوريا، ولبنان، واليمن، وأفغانستان، وبحر قزوين، والقوقاز، وأوكرانيا، ومسار المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا.
وأشار عراقجي ولافروف إلى أهمية توقيع معاهدة الشراكة الشاملة الاستراتيجية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي، باعتبارها أبرز مظاهر التعاون بين البلدين، وأكّدا أن هذه المعاهدة تمهّد لتوسيع التفاعلات والتعاونات الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية-التجارية، والسياحية، والعلمية والتعليمية، والجامعية، والثقافية، والإعلامية، وكذلك العلاقات الشعبية، ويجب متابعتها بجدية بعد المصادقة عليها في برلماني البلدين.
وأعرب الطرفان كذلك عن ارتياحهما لزيادة المبادلات التجارية بين البلدين خلال العام الماضي، وشدّدا على ضرورة التعرف على الطاقات الواسعة غير المستثمرة في كلا البلدين واستغلالها.
وأكد وزير الخارجية على التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المتبادلة للجانبين.
كما شرح عراقجي المواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه تطورات الأوضاع في فلسطين وسوريا ولبنان وأفغانستان، مشددًا على أن إيران تتابع عن كثب مسار الأحداث في المنطقة، وتتمسّك بموقفها المبدئي القائم على ضرورة إرساء السلام والاستقرار الدائم، والحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي للدول الإقليمية، بعيدًا عن التدخلات التخريبية الأجنبية، ومنعًا لاستغلال الجماعات الإرهابية للظروف الراهنة أو لاستمرار الاحتلال والعدوان من قبل الكيان الصهيوني.
وأشار وزير الخارجية إلى المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، مشددا على أهمية التشاور والتنسيق مع روسيا، وأضاف: إن روسيا، بصفتها عضوًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وشريكًا استراتيجيًا لإيران، قادرة على أن تضطلع بدور داعم في هذا المسار، وسنواصل مشاوراتنا في هذا الإطار.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي أن العلاقات الجيدة بين روسيا وإيران تصبّ في خدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين، وأكد على أهمية معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة باعتبارها أساسًا لتوسيع وتعميق العلاقات في المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والنقل، والطاقة، والثقافة، والسياحة.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن ترقية العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي، ودخول اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي حيز التنفيذ في الأيام المقبلة، وتعاون البلدين في الأطر متعددة الأطراف مثل بريكس ومنظمة شنغهاي، تُعدّ فرصًا مناسبة لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية. كما شدّد على ضرورة الإسراع في تنفيذ مشاريع التعاون، من بينها مشروع سكة حديد رشت–آستارا، والتعاون في مجال الطاقة، والنقل، وممر الشمال–الجنوب.
كما أعلن سيرغي لافروف، في سياق توضيح موقف بلاده من الوضع في فلسطين المحتلة، عن معارضة روسيا لأي خطة تنطوي على تهجير قسري للشعب الفلسطيني، محذرًا من تصاعد حالة انعدام الأمن في المنطقة بسبب استمرار الانتهاكات القانونية.
وأعرب لافروف عن تقديره للموقف الإيراني المسؤول في الملف النووي، مرحّبًا بالمفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، واصفًا موقف إيران القائم على التركيز على رفع العقوبات الأمريكية غير القانونية والمسألة النووية بـ"المنطقي"، معلنًا استعداد روسيا لتقديم أي دعم ممكن في هذا المسار.
/انتهى/
