زحمة زيارات دبلوماسية في المنطقة الخضراء.. هل يُنعش العراق دوره الاقليمي؟
تشهد العاصمة العراقية بغداد، حراكاً دبلوماسياً دولياً واسعاً اطرافه الجمهورية الاسلامية الايرانية والاردن وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وصل الى بغداد امس الأحد، يرافقه وفد رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق 4 ايام للقاء كبار المسؤولين العراقيين وحضور عدد من الملتقيات الاقتصادية المشتركة في هذا البلد.
وذكرت السفارة الايرانية لدى بغداد، أن وفداً مؤلفاً من 30 شخصية سياسية واقتصادية يرافق ظريف في زيارته التي ستستمر حتى يوم الخميس.
والتقى وزير الخارجية الايراني نظيره العراقي محمد علي الحكيم وبحثا في اللقاء القضايا الاقليمية سيما الاوضاع الجارية في سوريا و اليمن وسائر الازمات والتحديات التي تواجهها المنطقة وأكدا على ضرورة دعم الحق المشروع للشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه.
هذا والتقى ظريف رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي حيث أعرب عبد المهدي خلال اللقاء "عن ارتياحه للمباحثات الناجحة التي اجراها الرئيس العراقي في طهران وأمله في ان تؤدي الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين الى تعزيز العلاقات الثنائية".
كما اجتمع ظريف بقيادات في تحالف الإصلاح والإعمار، وبين قادة الإصلاح برئاسة السيد عمار الحكيم، قائلا ان "العلاقة بين العراق وايران علاقة استراتيجية وان العراق يقف داعما لإيران في ملف العقوبات التي تواجهه فيما اشرنا الى ان العقوبات الاحادية تمثل سابقة خطيرة في ملف العلاقات الخارجية والعلاقات بين الدول والاحتكام للشرعية والمواثيق الدولية".
زيارة الملك الاردني الى العراق
ووصل ملك الأردن عبد الله الثاني إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية، هي الأولى من نوعها له منذ توليه العرش عام 1999، وكان في استقباله الرئيس العراقي برهم صالح.
وقالت الرئاسة العراقية في بيان، إن "رئيس الجمهورية برهم صالح استقبل في مطار بغداد الدولي، اليوم الاثنين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبد الله الثاني والوفد المرافق له، وسط حفاوة بالغة وترحيب كبير".
وأضاف البيان، أن الرئيس برهم صالح "رحب بالملك عبد الله الثاني الذي يزور العراق بدعوة منه (رئيس الجمهورية برهم صالح)، في بلده الثاني، وجرت مراسم استقبال رسمية تضمنت عزف السلامين الوطنيين لجمهورية العراق والمملكة الاردنية الهاشمية، وتفتيش الحرس الرئاسي الذي اصطف لتحيتهما".
وتابع، أن الطرفين "عقدا اجتماعاً ثنائياً في قصر السلام، جرى خلاله التأكيد على عمق العلاقات التاريخية والأواصر المشتركة التي تربط العراق والاردن، وضرورة العمل من اجل الارتقاء بها وتطويرها بما يخدم تطلعات الشعبين، فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وتوسيع آفاق التعاون بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة".
وأشار إلى أنه "تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن العديد من القضايا العربية والدولية، والتأكيد على الدور المهم للبلدين في تثبيت دعائم السلام والاستقرار عربياً واقليمياً، وان تكون بغداد وعمان مرتكزاً اساسياً لتعزيز العلاقات بين الاشقاء العرب ومنطلقاً لحوار جاد وبنّاء لانهاء الازمات التي تشهدها المنطقة".
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ملك المملكة الاردنية الملك عبدالله الثاني وناقشا سبل تطوير العلاقات سياسيا واقتصاديا.
وزير الخارجية الفرنسي في بغداد
كما وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الاثنين، الى بغداد في زيارة رسمية.
وقال مصدر بوزارة الخارجية العراقية ان" لودريان وصل، صباح اليوم الى العاصمة بغداد في زيارة رسمية لبحث العلاقات الثنائية بين بغداد وباريس".
عبدالمهدي يستقبل لودريان
واستقبل رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية الفرنسي حيث قال خلال هذا اللقاء، ان "التجربة الديمقراطية في العراق تتعزز وتحقق تقدما لصالح جميع العراقيين"، لافتا الى ان "داعش ليست صناعة عراقية وانما هي صناعة فكر متخلف ومتطرف"، داعيا "لبناء توازنات تدعم الاعتدال والوسطية والقيم المدنية".
وأكد رئيس حكومة العراق "حرصه على تطوير علاقات الشراكة مع فرنسا في مكافحة الارهاب ومشاريع البناء والاعمار"، كما اعرب عن "الاستعداد الكامل لتذليل العقبات".
وكان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، قد زار بغداد، يوم الأربعاء (9 كانون الثاني الحالي)، حيث التقى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والرئيس برهم صالح، ووزير الخارجية محمد علي الحكيم، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي. ثم سافر إلى أربيل، حيث التقى بأعضاء حكومة كردستان العراقية.
ويأتي ذلك بعد أسابيع فقط من زيارة ترامب السرية إلى العراق، والتي لم يلتق خلالها مع مسؤولين عراقيين، وقد شجبت هذه الزيارة من قبل أعضاء البرلمان والأحزاب السياسية الرئيسية في الحكومة العراقية.
/انتهى/