اعادة قراءة حياة ووفاة الصحفي الامريكي مايكل هاستينغر ومصرعه أظهر النصف المظلم من أمريكا


اعادة قراءة حیاة ووفاة الصحفی الامریکی مایکل هاستینغر ومصرعه أظهر النصف المظلم من أمریکا

لقي الصحفي الامريكي مايكل هاستينغر المعروف بمقالاته المثيرة للجدل والمنطقية في الوقت ذاته حول الجيش الامريكي والصناعات العسكرية مصرعه في ظروف يكتنفها الغموض قبل 4 أشهر الحدث الذي مرت منه وسائل الاعلام الغربية والذين يتشدقون بالدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير مر الكرام ليدفن هذا الصحفي في التاريخ المظلم لأمريكا.

و أفاد القسم الدولي بوكالة " تسنيم " الدولية للأنباء أن سيارة مارسيدس اصطدمت بشجارة في يوم 18 حزيران عام 2013 في منطقة هاليود وشبت فيها النيران ووقع انفجار شديد أدي الي انتزاع محرك سيارة هذا الصحفي وقذفه الي عشرات الامتار ولم يقدر أحد علي الاقتراب منها بسبب توالي الانفجارات. وكان سائق السيارة الصحفي المقتول البالغ من العمر 33 عاما الذي كان يعمل في صحيفة رولينغ استون وتعرض في مقال نشره في حزيران 2010 الي الجنرال الامريكي استنلي مك كريستال وخفاياه في افغانستان تحت عنوان " الجنرال الهارب " وأشار الي استهزاء هذا الجنرال بحكومة اوباما الذي نشرته الوسائل الاعلامية الامر الذي أدي الي تقديم هذا الجنرال استقالته.وتناولت وسائل الاعلام الامريكية نبأ مصرع هذا الصحفي الشاب المستقل بعد 4 أشهر من مقتله بشكل ضعيف للغاية مما يظهر بعض الحقائق والوثائق والاسئلة الجدية التي لم يرد عليها أحد وأثارت تساؤلات عدة هل أنه قتل؟ وبأية طريقة الكترونية غير تقليدية لقي مصرعه؟ ومن هو المسؤول المحتمل لهذه الجريمة؟ ويعتبر المقال الذي نشره هذا الصحفي في الحقيقة أكثر من فضح قائد القوات الامريكية في افغانستان أو الاستهزاء به حيث تناول في هذا المقال دور هذا الجنرال في قيادة القوات الخاصة (JSOC)  أيضا.

وكان مقر هذه القوات في مكان سري يقوم بإرتكاب المجازر دون أن يتحمل أية مسؤولية أمام الحكومة حيث كان المسؤول الرئيس عن المجازر البشعة التي تعرضت لها شعوب العراق وافغانستان وباكستان والصومال وأماكن اخري. وكان هذا الصحفي قد نشر خفايا العمليات النفسية في الجيش الامريكي ضد السناتورات في الكونغرس الذين كانوا يتفقدون المناطق المنكوبة بالحروب للحصول علي ميزانية أكثر. وقد أشار في كتابه تحت عنوان " القصة المخيفة المرعبة عن الحرب الامريكية في افغانستان " الذي نشره عام 2010 الي اتصال أحد مساعدي الجنرال كريستال الذي هدده بقوله " اذا لم تكتب الشيء الذي نحبه فإننا سنطاردك ونقتلك ".

وكتب هذا الصحفي بعد ذلك قوله " ان هذه التهديدات لم تؤذيني وكلما كتبت تقريرا عن الاشخاص الذين يقتلون الناس يهددني أحد هؤلاء " الا ان هذه التهديدات لم ترتفع الي تلك التي تلقاها خلال الايام الاخيرة من عمره. وأكدت مجلة ال اي ويكلي الاسبوعية أن هذا الصحفي الشاب طلب قبل عدة ساعات فقط من اغتياله من أحد جيرانه أن يعطيه سيارته لبعض الوقت لأنه كان قد توقع بأن جهاز الحاسوب الموجود علي سيارته قد تم اختراقه. وقد أعلنت شرطة لوس انجليس أكثر من مرة بأن الاصطدام لم يحصل نتيجة مؤامرة فيما أكدت الشرطة الفيدرالية الـ " اف بي آي " موت الصحفي وشددت علي أنه لم يخضع لأي تحقيق. الا ان هذه التصريحات شهدت تناقضا في شهر ايلول وذلك لأن الوثائق التي طبعتها الـ اف.بي.آي ونشرتها قناة الجزيرة تظهر بأن هاستينغز كان قد تعرض لتحقيق واستجواب الشرطة في حديث له مع جندي أمريكي كان قد اعتقل في افغانستان. وصرح ريتشارد كلارك رئيس منظمة مكافحة الارهاب الامريكية في عهد رئاسة بيل كلينتون وجورج دبليو بوش لصحيفة هافينغتون بوست أن اصطدام سيارة الصحفي تشبه الي حد كبير الاصطدام الذي يتم عبر هجوم الكتروني ضد جهاز الحاسوب في سيارة.ويقول استيفان سوج الاستاذ في علوم الحاسوب بجامعة كاليفورنيا الذي يقيم في سان دييغو " ان اختراق أي جهاز حاسوب يتم نصبه علي أية سيارة حديثة متطورة أمر ممكن " حيث أن كل أجهزة الحاسوب التي يتم نصبها في سيارة يرتبط كل أجزائها ببعض وبالتالي يمكن عملية الانصات مايجري في داخل السيارة أو التحكم بالغاز أو الفرامل.

وقد تم احراق ماتبقي من جثة الصحفي الشاب بكل سرعة بعد هذا الاصطدام الا ان الطب العدلي في لوس انجليس زعم بأن هاستينغز كان يحمل معه في السيارة كمية من مادة الـ متامفتامين وماري جوانا فيما عمدت وسائل الاعلام الي التركيز علي هذا الموضوع والايحاء بأن هذا الشاب وقع في فخ الادمان علي المخدرات وبالتالي القضاء علي حياته. وفي هذا الصدد أكد لارا لوغان الصحفي ومدير قناة سي بي اس بعد فترة وجيزة من استقالة الجنرال مك كريستال التي تمت بصورة اجبارية أن هذا الصحفي لم يخدم وطنه كما خدم هذا الجنرال الوطن أبدا. ورأي الكثير أن موت هاستينغز انما يعتبر نتيجة مؤامرة شاركت فيها المخابرات المركزية الامريكية ومنظمة الامن القومي وشرطة الـ اف.بي.آي أو باقي الوكالات الفيدرالية وأقل الاحتمالات كانت تدور حول مصرعه علي يد المقاولين في القطاع الخاص وذلك بعد 4 أشهر من أزمة التجسس التي واجهتها السلطات الامريكية وزيادة مطاردة الوشائين. ويحصل المقاولون في شركات القطاع الخاص الامنية علي المزيد من العقود الاقتصادية دون مناقصة من السلطات الامريكية بالرغم من ارتكابهم الجرائم الكبيرة حيث تتحمل الحكومة مبالغ باهظة تقدر بملايين الدولارات دون أن يتم محاسبتهم لهذه الجرائم.وحسب هذه المعلومات فإن الادارة الامريكية أنفقت بعد حادث 11 ايلول المشبوه حوالي 3/ 3 تريليون دولار للشركات التي تعمل في القطاع الخاص في المجال العسكري الا ان ماتجاوز هذه المبالغ الخيالية والجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه الشركات هو الشعور الشامل بأن هذه الشركات عززت مواقعها في مراكز القرار العسكري والخارجي طوال عقد واحد من الزمن فقط. ويتبادر الي الذهن هذا السؤال بأن الشركات العسكرية الخاصة قد تسوق الحرب الي داخل أمريكا لكي تطمئن علي اخفاء الحقائق. وأكد كل أصدقاء هذا الصحفي الشاب أنه كان هادئا للغاية أثناء قيادة السيارة وكان كثير الاحتياط حيث أطلقت عليه عبارة أنه يقود السيارة كالجدة فيما أشار أحد أصدقائه في حديث لصحيفة فاكس نيوز بعد اسبوع واحد من مصرعه الي أن الفقيد كان يتميز بحسن الخلق حيث كان له الكثير من الاصدقاء وكانت حياته حياة هانئة اذن ليس هناك أي دليل يثبت بأنه فقد السيطرة علي السيارة التي كان يستقلها. والجدير بالذكر أن هاستينغز كان قد انتقد في آخر مقال نشرته بازفيد  (BuzzFeed) زعماء الحزب الديمقراطي بينهم الرئيس الامريكي اوباما ووزير خارجيته جان كيري ورئيس لجنة الخدمات في القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كارل لوين لدعمهم التجسس الداخلي في عهد الرئيس السابق بوش.

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة