الامام الخامنئي : الخليج الآمن هو لصالح الجميع والاستكبار وعلى رأسه أمريكا هو من يقف وراء نشأة "الجاهلية الحديثة"
دعا قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله الغظمى الامام السيد علي الخامنئي اليوم السبت الي الافادة من دروس البعثة النبوية الشريفة لمواجهة "الجاهلية الحديثة" بوعي ، و قال ان هذه الجاهلية هي أكثر خطرا وتجهيزا من جاهلية ما قبل الاسلام والايام الاولى للدعوة الاسلامية ، معتبرا ان الاستكبار وعلي راسه امريكا ، هو من يقف وراء نشاة "الجاهلية الحديثة" ، كما شدد على ان الخليج الفارسي الآمن هو لصالح الجميع ، و ان أمن الخليج الفارسي يصب في مصلحة الجميع مثلما ان عدم الاستقرار فيه يضر بالجميع .
وافاد القسم السياسي لوكالة تسنيم الدولية للانباء باأن الامام الخامنئي اعلن ذلك خلال استقباله اليوم كبار مسؤولي البلاد و سفراء البلدان الإسلامية وحشد من أبناء الشعب بمناسبة عيد المبعث النبوي الشريف .
وقدم القائد الخامنئي في مستهل اللقاء التهاني و التبريكات بهذا العيد الكبير والتاريخي للشعب الايراني ومسلمي العالم وجميع الاحرار، وقال ان البشرية بحاجة الي دروس البعثة واعادة قرائتها ، و اضاف ان بعثة النبي الاكرم (ص) جاءت من اجل مواجهة الجاهلية التي لم تكن تقتصر علي الجزيرة العربية بل كانت تسود الامبراطوريات التي تحكم في تلك الحقبة في العالم .
وقال سماحته ان العنصرين الرئيسيين لهذه الجاهلية يتمثلان في "الشهوة" و "الغضب" مشيرا الي اعادة انتاج جاهلية ما قبل الاسلام في العصر الحاضر علي اساس قاعدتي "الشهوة" و "الغضب" ، و اضاف ايضا : اننا نشهد اليوم ايضا الشهوانية المنفلتة وعديمة المنطق والقسوة والقتل الذي لا حدود له مع اختلاف ان الجاهلية الحالية هي مجهزة للاسف بسلاح العلم والمعرفة وهي بالتالي اخطر بكثير .
واردف الامام الخامنئي القول : في المقابل فان الاسلام هو اكثر تجهيزا ايضا وان القوة الاسلامية الهائلة انتشرت في العالم بالافادة من الادوات المختلفة و الامل بتحقيق النجاح كبير ، لكن شرطه هو "البصيرة" و "العزيمة" و "الهمة" . واوضح القائد الخامنئي ان الظروف الحالية للدول الاسلامية والتدهور الامني والاقتتال بين الاخوة وسيطرة المجموعات الارهابية في دول المنطقة تعد نماذج من الجاهلية الحديثة التي هي حصيلة تصميم القوي الاستكبارية وعلي راسها امريكا مضيفا انهم ومن اجل نيل مآربهم المشؤومة وحفظ مصالحهم يلجاؤون الي الدعاية الواسعة النطاق والمبنية علي الكذب والمثال علي ذلك مزاعم امريكا في مكافحة الارهاب .
واضاف الامام الخامنئي ان الامريكيين يثيرون هذه المزاعم بينما يقرون انفسهم بضلوعهم في انشاء اخطر المجموعات الارهابية بما فيها داعش وان الامريكيين يدعمون رسميا المجموعات الارهابية في سوريا وحماتهم كما يدعمون الكيان الصهيوني اللقيط الذي يمارس الضغط علي الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، لكنهم يدعون في شعاراتهم كذبا و زيفا بانهم يكافحون الارهاب ، وهذه هي "الجاهلية الحديثة" بعينها ، التي يقف وراء نشأتها الاستكبار وعلي رأسه امريكا
و توجه قائد الثورة الاسلامية الي جميع البلدان الاسلامية قائلا : ليعلم الشعب الايراني والامة الاسلامية الكبري وقادة البلدان الاسلامية باننا قادرون علي الوقوف بوجه هذه الجاهلية ، وان تجربة الجمهورية الاسلامية الايرانية علي مدي 35 عاما اظهرت بان الامة الاسلامية الكبري وفي ظل "البصيرة" و"العزيمة والهمة" ، قادرة علي الوقوف بوجه هذه الجاهلية و دحرها .
و راي سماحته ان المحور الرئيسي للسياسة الخبيثة للاستكبار في المنطقة يتمثل في الظروف الحالية في اشعال نار الحروب بالوكالة ، مؤكدا ان هؤلاء يبحثون عن مصالحهم وملء جيوب شركات تصنيع الاسلحة ، لذلك يتعين علي دول المنطقة ان تتحلي بالوعي و الحيطة كي لا تقع في حبائل اسر هذه السياسات .
واشار الامام الخامنئي الي احد المزاعم الامريكية الاخرى والتي تتعلق بأمن منطقة الخليج الفارسي ، و قال ان امن الخليج الفارسي يرتبط ببلدان هذه المنطقة بالذات والتي لديها مصالح مشتركة لا امريكا ، لذلك فان امن منطقة الخليج الفارسي يجب ان يستتب علي يد بلدان المنطقة ذاتها.
و اكد سماحة القائد ان امريكا لا تريد استتباب الامن في منطقة الخليج الفارسي كما لا تملك اهلية ابداء الراي بهذا الخصوص ، و قال : اذا كانت منطقة الخليج الفارسي آمنة ، فان جميع بلدان المنطقة تستفيد من هذا الامن .. لكن اذا اصبح الخليج الفارسي غير آمن ، فانه سيكون غير آمن لجميع بلدان المنطقة .
وفي معرض اشارته الي الزعم الكاذب الامريكي الاخر بشان دعم ايران للارهاب قال قائد الثورة الاسلامية ان الشعب الايراني وقف بحزم بوجه الارهاب الذي نشأ باموال ودعم امريكيين ، وعندها يتهمون ايران بدعم الارهاب ! .. في حين ان من يدعم الارهاب علي رؤوس الاشهاد هو : امريكا .
واكد سماحته ان الشعب الايراني وقف و سيقف بوجه الارهاب وحماته مؤكدا ان الشعب الايراني سيتعاون مع جميع الذين يحاربون اخطر الارهابيين و الصهاينة الارهابيين في العراق وسوريا ولبنان والاراضي المحتلة .
و توجه القائد الخامنئي الي الساسة الامريكيين قائلا : الارهابيون انتم ، والممارسات الارهابية من صنع ايديكم ، و اننا نعارض الارهاب وسنكافحه وسندعم كل مظلوم .
و وصف الامام الخامنئي شعوب اليمن والبحرين وفلسطين بانها شعوب مظلومة وقال : في الوقت الذي كان مشركو مكة يكفون عن الحرب في الشهر الحرام .. نري اليوم في اليمن وفي شهر رجب وهو شهر حرام ، يلقون القنابل والصواريخ علي رؤوس الشعب البريء في هذا البلد.
واكد الامام الخامنئي ان دعم المظلوم هو امر صريح في الاسلام وقال اننا سندافع عن كل مظلوم بما نستطيع وسنواجه الظالم .
ودعا سماحته بلدان المنطقة الي التحلي بالوعي قبال سياسات الاستكبار الرامية الي خلق اعداء وهميين وتخويف هذه البلدان من احداها الاخري ، و قال : انهم يسعون لجعل العدو الرئيسي المتمثل بالاستكبار والتابعين له والصهاينة في الهامش وجعل البلدان الاسلامية في مواجهة احدها الاخر ، لذلك يجب مواجهة هذه السياسة التي هي الجاهلية الحديثة بعينها .
كما اكد الامام الخامنئي ان شعوب المنطقة قد استيقظت و قال : قد يمكن قمع الصحوة الاسلامية لمدة مؤقتة .. لكن الصحوة والبصيرة لا و لن يمكن قمعهما .
وفي مستهل اللقاء القي رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني كلمة قدم فيها التهاني بعيد المبعث النبوي الشريف وقال : وفقا لتعاليم البعثة ، فان ما هو قادر علي بناء تاريخ المستقبل والمجتمع المتلازم بالقسط والعدل هو الحق والوحي لا السيف والطلقة والقصور الشامخة . واكد الرئيس روحاني ان الشريعة الاسلامية لا علاقة لها بالعنف والذين يريدون وضع الشريعة بجانب العنف، لا يفقهون شيئا عن الشريعة .
واشار الدكتور روحاني الي ترويج الفرقة ووهم رهاب ايران بين المسلمين مؤكدا ان ايران الاسلامية كانت منذ البداية ترمي الي اقرار السلام و العدل ومساعدة الاخرين والوقوف بوجه الظلم والطغاة ولن ترضخ للظلم والمطالب المبالغ فيها . و اضاف روحاني ان ايران الاسلامية لم ولن تعتدي علي اي بلد لكن اذا تعرضت للعدوان فان ردها سيكون كما في الثماني سنوات من الدفاع المقدس ردا موجعا وقاسيا ويجعل المعتدي يندم .
وتوجه الرئيس روحاني الي البلدان الاسلامية في المنطقة والجيران قائلا : الجاوا الي معسكر النبي الاكرم (ص) ، لا الي كامب ديفيد .. لان معسكر الاسلام والنبي الاكرم (ص) وحده القادر علي انقاذكم.