بشار الجعفري : السعودية وتركيا وقطر تعمل على نسف وافشال الحوار السوري وانتصارات الجيش شكلت حافزاً قوياً لنا
أكد بشارالجعفري رئيس الوفد السوري إلي مفاوضات جنيف أن انتصارات الجيش السوري تشكل حافزا قويا و دعما مباشرا سياسيا و دبلوماسيا للوفد المفاوض ، وقال في حديث للتلفزيون مساء أمس الأحد ، تنبأنا بانتصار تدمر قبل عودتنا من جنيف بيوم واحد و قلت هذا لبعض الشخصيات الغربية التي التقيتها، وتنبؤاتنا وقراءتنا للاحداث كانت سليمة وهذا الأمر ترك عاملا نفسيا مهما جدا في نفوس حتي أعدائنا وخصومنا في جنيف ، مشددا على ان السعودية و تركيا وقطر تعملان على نسف وافشال الحوار السوري .
وقال الجعفري: لم نشاهد وفدا واحدا للمعارضة كما ينص القرار الدولي 2254 وهناك بعض المعارضات ملتزمة بأجندات خارجية تهدف إلي تدمير البلد وهناك معارضة وطنية تستحق الاحترام لكنهم قلة، وشدد علي أن الوفد السوري كان "منضبطا" وعمل علي إنجاح الحوار والمحافظة علي سورية بعكس الوفود الأخري.
وتابع الجعفري: كلما تقدمنا خطوة جدية نحو الأمام كانت الأطراف الأخري تشعر بالإحراج"، مشيرا إلي أن الوفد السوري أخذ زمام المبادرة وقدم في أول جلسة له مع المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الي سورية ستافان دي ميستورا ورقة كان عنوانها عناصر أساسية للحل السياسي شملت أفكارا توافقية يفترض ألا يختلف عليها أي سوري في محاولة لبناء الثقة وخلق قواسم مشتركة مع المعارضات في جنيف لشدها باتجاه الحل الوطني.
وقال الجعفري: إن دي ميستورا أثني علي المبادئ المذكورة في الورقة وقال إنه لا يمكن تجنبها كما اثنت شخصيات دبلوماسية أخري علي جديتنا بينما وفود المعارضات لم يكونوا جاهزين وأخذ الوقت معهم 10 أيام لكي يقدموا ورقة تعكس وجهة نظرهم بالتعاون مع عشرات اللجان والخبراء البريطانيين والأمريكيين والفرنسيين والألمان.
وأشار الجعفري إلي أن الكثير من الغربيين باتوا مقتنعين بخطورة عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب الذين يتم استجلابهم إلي سورية عبر الحدود مع تركيا والأردن بإشراف أجهزة استخبارية من دول عدة.
وأكد الجعفري أن سورية هي"بوابة مكافحة الإرهاب" والجميع بات يعترف اليوم بأنها كانت علي الطريق الصحيح وهم علي خطأ لافتا إلي أن أي جدية في هذا الملف تفترض التواصل مع دمشق.
وقال الجعفري: إن لقائي مع ممثلة الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في جنيف كان مفيدا ومهما ومريحا ومقاربتها عن مكافحة الارهاب كانت ايجابية حيث أبدت تفهما كبيرا لهذا الموضوع كما أن لديها ادراكا كاملا بتورط تركيا في تمويل الارهابيين.. وكل من قابلتهم من المسؤولين الغربيين هناك كان لديهم نفس الموقف.
ولفت الجعفري إلي، أن هناك "توافقا وتقاربا حقيقيا بين روسيا والولايات المتحدة رغم وجود خلافات حول بعض القضايا"، مشيرا الي ان "روسيا لديها رؤية سياسية بعيدة المدي والقدرة علي الحوار مع الجميع في حين أن واشنطن تعتمد علي تقارير صادرة عن السعودي والاردني والاسرائيلي والتركي والناتو وجميعها غير صحيحة.
وقال الجعفري: إن الأوروبيين يعتبرون أن التطبيع السياسي قادم لكنه مشروط بإحراز تقدم سياسي في الحوار.. وليس لديهم مانع بعودة الأمور إلي سابق عهدها وفتح سفاراتهم في دمشق لكننا نرفض أي ابتزاز أو شروط من قبل الدول الأوروبية في هذا الشأن".
وأردف الجعفري: إن دي ميستورا أعد في نهاية الجولة السابقة مذكرة تفسيرية توضيحية تضم ما سماه (عناصر توافقية بين أطراف الحوار) علي أن يقوم كل طرف بدراستها ونحن في سورية ندرس هذه المذكرة من أجل الرد عليها في الجولة القادمة.
وأضاف الجعفري، نحن أدرجنا فقرة في الورقة التي قدمناها لدي ميستورا حول أهمية الحفاظ علي مؤسسات الدولة.. والجيش العربي السوري هو من هذه المؤسسات ولا نقبل المساس به لكننا مستعدون لمناقشة سبل الارتقاء بالمؤسسات ونعمل الآن علي إدراج أوراق أخري لتقديمها في الجولة القادمة من الحوار.
واعتبر الجعفري، أنه يجب تحديد من هي المعارضات لان في ذلك المفتاح لكي لا يصادر حق الآخرين وهذا الأمر في رسم المبعوث الخاص إذا أراد النجاح.
وحول تحديد موعد الجولة القادمة من الحوار السوري السوري أشار الجعفري الي انه تم الاتفاق مع دي ميستورا بأن يتم تحديد الموعد عبر الأقنية الدبلوماسية فهو يقترح موعدا ونحن نعطيه الرد عليه.
وأضاف الجعفري: إن دي ميستورا شكل الوفد النسائي الاستشاري دون التشاور مع أحد وهو يضم اثنتا عشرة سيدة اثنتان فقط من داخل سورية وهذا ليس تعبيرا دقيقا عن المرأة السورية"، مشيراً إلي "اعتراض إحدي أعضاء الوفد النسائي من المعارضات في الخارج علي علمانية الدولة السورية رغم أن ذلك وارد في بيان (فيينا1) ومع أن مشغليهم ورعاتهم وضعوا شرط العلمانية".
وقال الجعفري: هناك من يستهدف الحوار لمجرد أنه حوار فالدبلوماسية السعودية والتركية والقطرية قائمة علي نسف الحوار لأنهم لا يريدون حلا سلميا وسياسيا في سورية وقادرون علي فبركة قصص قد تعطل بعض الشيء.. وقصة (الفيدرالية) مثلا هي واحدة من القصص اضافة الي قصص اخري انتهت منذ زمن كانت تستهدف نسف الحوار ومنع السوريين من التفاهم.
وحول الاستحقاق الدستوري القادم في سورية اشار الجعفري إلي الحرص علي منع حدوث أي فراغ دستوري وقال: لذلك كانت القيادة السورية مصرة ان تحصل الانتخابات البرلمانية في موعدها في الثالث عشر من نيسان.. ويبقي العمل بالدستور إلي أن نتفق علي تعديل الدستور واعتماد دستور جديد.
ولفت الجعفري إلي ضرورة تحقيق عدة شروط موضوعية قبل الوصول إلي مرحلة الحكومة الوطنية الموسعة ومنها الانخراط والايمان بالعملية السياسية بجدية ونزاهة وصدق وان يكون كل مسلح نزع سلاحه وعودة المرتزقة كل إلي المكان الذي جاء منه ووقف تركيا عمليات تسلل الارهابيين وتطبيق القرار الدولي 2253.
