عما قريب سيرى العالم أقماراً صناعية إيرانية جديدة تجوب الفضاء

عما قریب سیرى العالم أقماراً صناعیة إیرانیة جدیدة تجوب الفضاء

قال مدير المركز الفضائي الوطني الايراني منوتشهر منطقي ان العالم سيرى قريبا أقماراً صناعية إيرانية جديدة تجوب الفضاء موضحا ان هذه الأقمار الصناعية الجديدة ذات عمر طويل وستقدم خدمات كثيرة وبما فيها استكشاف الثروات المعدنية.

وقد أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء لقاءً خاصاً مع منطقي تمحور حول المشاريع الفضائية التي تمّ إنجازها والتي هي قيد الإنجاز حيث أكد على أن الجمهورية الاسلامية تمكنت من امتلاك تقنية جوية وصاروخية متطورة للغاية خلال مدة قياسية أذهل العالم بأسره لأن هذه التقنية لا يمكن الحصول عليها إلا عبر تجارب تدوم عقوداً من الزمن.

وفيما يلي أهم النقاط التي أشار إليها منطقي في هذا اللقاء:

تسنيم: هل أن بلدنا بحاجة إلى امتلاك تقنية صاروخية؟ وإن كان الأمر كذلك فما هي مقدار حاجتنا؟

منطقي: قبل الثورة الإسلامية لم يكن للصواريخ دور ملحوظ في البرامج العسكرية الدفاعية والصواريخ التي كانت إيران تمتلكها لا يتجاوز مداها 20 كم بحيث يعتمد عليها في سوح القتال فحسب ففي تلك الآونة كان التركيز على القوة الجوية لكون الطائرات لها القابلية على حمل الصواريخ وقصف أهداف بعيدة وكما هو معلوم فالحكومة آنذاك كانت معتمدة على حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي، ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية واجهنا مصاعب كبيرة على هذا الصعيد ولا سيما في مجال صيانة الطائرات الأمريكية وشراء قطعاتها وبعد مدة قصيرة فرضت علينا حرب جائرة لم تقتصر على جبهات القتال بل طال شرارها المدن أيضاً فوجدنا أنفسنا بحاجة ماسة إلى استراتيجية دفاعية جديدة مما يعني عدم الاكتفاء بالدفاع الجوي فقط، لذلك اتجهت الأنظار منذ تلك الآونة إلى التقنية الصاروخية.

تسنيم: منذ عام 1982م توجهت الأنظار نحو التقنية الصاروخية لأننا كنا في حرب مفروضة، ولكن هل أن هذه التقنية ضرورية اليوم برأيكم؟

منطقي: للإجابة عن سؤالكم أطرح السؤال التالي أولاً: هل لدينا منظومة جوية متطورة للغاية بحيث نستطيع الاتكاء عليها في مختلف الظروف للدفاع عن أنفسنا بحيث تجعلنا في غنى عن التفكير في امتلاك قدرة صاروخية متطورة؟ بالطبع نحن نمتلك منظومات جوية متطورة لكنها قد لا تفي بالغرض في شتى الظروف الطارئة وقد لا تحقق بعض أهدافنا الدفاعية ناهيك عن أن جميع البلدان التي تمتلك منظومات جوية متطورة فهي إلى جانب ذلك تمتلك تقنية صاروخية متطورة أيضاً لذا لا بد من السير في ركبها بحيث لا نتخلف عنها لأن بعض البلدان الكبرى في الحقيقة ما زالت أفضل منا في بعض جوانب التقنية الصاروخية، لكن التقنية التي تمكنا من التوصل إليها بجهود محلية سوف تجعلنا نسير جنباً إلى جنب مع تقنيتها ومثال ذلك أننا اليوم قادرون على تطوير الطائرات التي لدينا والتي هي من طراز عقد السبعينيات بحيث بإمكاننا إضفاء تقنية عليها وتحويلها إلى طائرات من طراز عقد التسعينيات على أقل تقدير.

تسنيم: هل يمكن القول أن جهودنا اليوم تتمحور حول تطوير التقنية الصاروخية سواء الباليستية منها وغير الباليستية؟

منطقي: نحن نواجه مخاطر عديدة ولا بد لنا من وضع حل لها، وقد توصلنا إلى نتائج عالية في مجال التقنية الجوية وتقنية صناعة الصواريخ، وبالطبع نحن قادرون على تحقيق إنجازات أخرى على هذا الصعيد وهذا الأمر ضروري جداً.

تسنيم: هل برأيكم أن الجهود الحثيثة لخبرائنا هي السبب في تطورنا على صعيد التقنية الصاروخية بحيث أصبحنا قادرين على صناعة صاروخ له القدرة على حمل قمر صناعي وإرساله إلى الفضاء؟

منطقي: بكل تأكيد، وأحيطكم علماً بأن تقنية صناعة الصواريخ لا يمكن أن تتوقف عند حد معين، بل هي في تطور يوما بعد يوم فعلى سبيل المثال عندما فرضت علينا حرب الثماني سنوات لم نكن نمتلك صواريخ بعيدة المدى ولكن بعد ذلك حصلنا على صواريخ يبلغ مداها 50 كم ثم 100 كم وهكذا حتى امتلكنا صواريخ ذات مدى أبعد، لذلك عندما نجد أنفسنا في خطر فلا حيلة لنا من تطوير تقنيتنا الدفاعية إلى أقصى حد وقد تمكن خبراؤنا من تحقيق هذا الهدف حيث استجابوا للأوامر التي أصدرها قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي والذي أكد أن كل خطر يهدد كياننا يجب وأن يكون حافزاً قوياً لتطوير أنفسنا والنهوض بواقع صناعاتنا المحلية.

تسنيم: لو أننا لم نكن نمتلك تقنية تصنيع الصواريخ الباليستية، فهل كنا قادرين على الانضمام إلى قافلة البلدان المتطورة التي تمتلك صناعات فضائية متطورة وإرسال أقمار صناعية إلى الفضاء؟

منطقي: كلا، فلا يمكن لأي بلد إرسال أقمار صناعية إلى الفضاء ما لم يمتلك هذه التقنية الصاروخية على أقل تقدير ونحن لو لم نكن نمتلك تقنية صناعة الصواريخ الباليستية لما تمكنا من بلوغ الفضاء وإرسال أقمار صناعية في مدارات ثابتة.

تسنيم: ما هي الفوائد التي يمكن الحصول عليها من الأقمار الصناعية برأيكم؟
منطقي: التقنية الفضائية يمكن الاعتماد عليها في الكثير من المجالات، فوزارة الزراعة على سبيل المثال من شأنها الاعتماد عليها في مختلف المشاريع الزراعية والإروائية وكذلك فالأقمار الصناعية تخدمنا حتى في إطفاء الحرائق العظيمة التي تنشب في الغابات فور اندلاعها كما يمكن الاعتماد عليها في استكشاف المعادن الثمينة وتحديد مواقع مناجمها وأيضاً للأقمار الصناعية فوائد جمة بالنسبة إلى الصناعات النفطية واستخراج النفط، إضافة إلى الكثير من الاستخدامات الأخرى.

تسنيم: في الحرب المفروضة بادر نظام الدكتاتور صدام حسين إلى قصف المدن الإيرانية بالصواريخ بعيدة المدى، تمكنا من التصدي له بالمثل بعد أن امتلكنا صواريخ في إطار حرب المدن كما عرف آنذاك، ولكن هل أن هذه الطريقة ناجعة اليوم بحيث يمكن اعتبارها رادعاً للعدو؟

منطقي: بالنسبة إلى مسألة الردع أقول إن العدو حينما يشعر بأننا نمتلك سلاحاً أقوى مما يمتلكه فهو لا يجرؤ على الاعتداء علينا مطلقاً، لذا يمكن القول إن التقنية الصاروخية بشتى أنماطها تعد قوة دفاعية رادعة، ومن هذا المنطلق لا بد لنا من تطوير تقنيتنا الصاروخية قدر المستطاع وبالطبع نحن لا نسعى لقتال أحد وأهدافنا دفاعية بالكامل، إذ أكد قائد الثورة الإسلامية مراراً على أن التطور الاقتصادي منوط بتحقق الأمن في البلد وأمننا بطبيعة الحال لا يتحقق إلا في رحاب اقتدارنا.

تسنيم: هل توصلنا إلى تقنية فضائية متطورة بحيث أصبحنا قادرين على تصدير منتجاتنا الفضائية إلى سائر البلدان؟

منطقي: من المؤكد أن تصدير منتجات التقنية الفضائية إلى خارج البلد يتطلب اجتياز عدة مراحل حالها حال الصواريخ التي تصنع في بادئ الأمر بمدى قصير ثم يتم تطويرها حتى يصبح مداها متوسطاً ثم بعيداً، وكذا هو الحال بالنسبة إلى الأقمار الصناعية ففي بادئ الأمر لا بد من صناعتها في شكلها المعهود ووضعها في مداراتها الثابتة وبعد ذلك تأتي المرحلة الأخرى التي تتمثل في إدامة بقائها في الفضاء وتسخيرها لمختلف الخدمات وبالطبع يجب وأن يكون القمر الصناعي قادراً على البقاء في الفضاء لمدة ثلاث أو خمس سنوات على أقل تقدير لكي يصبح سلعة تجارية نادرة وعليها طلب في الأسواق العالمية، ونحن اليوم على أعتاب تصنيع هذه التقنية المتطورة من الأقمار الصناعية وسوف نتمكن من تصديرها قطعاً وسنحقق إثر ذلك أرباح اقتصادية طائلة.

تسنيم: الولايات المتحدة وبعض البلدان تمتلك تقنية توجيه الصواريخ عن طريق الأقمار الصناعية، فهل نحن قادرون على ذلك؟

منطقي: هناك طريقتان معتمدان في توجيه الصواريخ إحداهما التوجيه المباشر عن طريق الأقمار الصناعية، والأخرى بشكل غير مباشر، إذ بالإمكان الاستفادة من منظومة خاصة لتوجيه الصواريخ بحيث تنوب عن القمر الصناعي وذلك عن طريق نصب عدة منظومات في مناطق مختلف تتولى هذه المهمة، والكثير من البلدان في العالم تعتمد على هذا الأسلوب، ومن المؤكّد أننا سنكون قادرين على توجيه الصواريخ عن طريق الأقمار الصناعية قريباً.

/انتهى/

 

أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة