ما الذي يميز القمر الصناعي الإيراني "شريف"؟

الجمهورية الإسلامية تعتبر ثامن بلد في العالم على صعيد الاكتفاء الذاتي في تقنية تصنيع الأقمار الصناعية وإرسالها إلى الفضاء والتواصل معها من خلال المحطات الأرضية.

تقرير خاص/ تسنيم - هذا التقرير هو الجزء الخامس للتقرير الذي نشرته وكالة تسنيم الدولية للانباء حول التطور التقني المذهل للصناعات الفضائية في الجمهورية الاسلامية في شتى الأصعدة وانطلاق مرحلة العمل بتصنيع مكوك فضائي مأهول بجهود محلية بعد مساع دامت أقل من عشر سنوات.

في الأجزاء السابقة من هذا التقرير ذكرت أخبار حصرية لوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول تجاوز ايران مرحلة وضع التصاميم الأساسية لصناعة مكوك يحمل رواد فضاء وعرضت صورة لصاروخ الوقود الدافع لهذا المكوك لأول مرة وتم بيان بعض التفاصيل حول ميزاته.

وفي هذا الجزء نشير إلى أن أحد الأقمار الصناعية تم تغيير اسمه من "شريف" إلى "الصداقة" وهذا الاسم في الحقيقة كان قد أطلق عليه في بادئ الأمر كما صرح بذلك المسؤولون عن الصناعات الفضائية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن القمر الصناعي "شريف" يعد أحد أهم الأقمار الصناعية التي أنتجها الخبراء الإيرانيون إلى الفضاء وقد سمي بذلك لكون تصنيعه قد تم في جامعة "شريف" للعلوم الصناعية حيث أشرف على تصميمه وتصنيعه أكثر من 10 خبراء من طلاب الجامعات والخريجين والأساتذة وسائر الخبراء في الصناعات الفضائية.

ويختلف هذا القمر الصناعي عن الأقمار التي سبق إطلاقها بأنه يمتلك قابليات كبيرة في شتى المجالات كالتقاط صور ملونة فائقة الدقة على ارتفاع يتراوح بين 250 إلى 500 كم بطراز RGB ومن ثم إرسالها إلى المحطات الأرضية ويبلغ وزنه أقل 50 كغم وسيتم إطلاقه واستقراره في مداره الخاص في الارتفاع المذكور بواسطة صاروخ "سفير B1 " الذي تم تصنيعه بجهود محلية وتجدر الإشارة إلى أنّه قبل ذلك تم إرسال الأقمار رصد ونويد وفجر بواسطة الصاروخ الفضائي "سفير B1" المحلي الصنع وهي الآن مستقرة في مداراتها.

الصور التي يرسلها شريف إلى المحطات الأرضية تختلف عن تلك التي ترسلها الأقمار الصناعية السابقة في أنها ملونة بالكامل وبدقة عالية جداً وقد تم إجراء بحوث ودراسات خاصة خلال تصنيعه بواسطة خبراء حول ديناميكيته الحركية وتوجيهه والنظام الكومبيوتري المخصص له والمحطة الأرضية التي تتعامل معه والتأكد من قابليته على التقاط أفضل الصور في مختلف الظروف الطبيعية ومعرفة مدى مقاومته لدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، وهو اليوم مكتمل ومتأهب للانطلاق نحو مداره في الفضاء.

وقد قرر المسؤولون تغيير اسمه من "شريف" إلى "الصداقة" حيث صرح السيد محسن بهرامي رئيس المنظمة الفضائية في إيران أن القمر الصناعي الذي أطلق عليه اسم "الصداقة" هو نفسه "شريف".

الجمهورية الإسلامي تعتبر ثامن بلد في العالم على صعيد الاكتفاء الذاتي في تقنية تصنيع الأقمار الصناعية وإرسالها إلى الفضاء والتواصل معها من خلال المحطات الأرضية، ومن المؤكد أن هذه المسيرة سوف تتواصل قدماً لتحقيق إنجازات عظيمة أخرى في هذا المضمار بجهود محلية بحتة.

/انتهي/