إيران بلد في غاية الاقتدار؛ ليست لها أية نوايا سياسية سيئة

أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء مقابلة مع رئيس الجمهورية والوزراء الأوكراني الاسبق السيد فيكتور يوشتشينكو لدى زيارته طهران مؤخرا، وفيما يلي نشير إلى أهم ما دار في هذه المقابلة:

- تسنيم: نشكركم على إتاحة هذا اللقاء، ونرجو إخبارنا عن الهدف من زيارتكم إلى الجمهورية الإسلامية والمسؤولين الذين التقيت بهم وأهم النتائج التي تم التوصل إليها.

* السيد فيكتور يوشتشينكو: يرافقني وفد حكومي في زيارتي هذه، والهدف منها هو إجراء محادثات مع وزيري النفط والطاقة في الجمهورية الإسلامية لكوننا نريد استثمار هذه الفرصة الثمينة بعد رفع الحظر عن طهران، وبالطبع فإن أوكرانيا ليست وحدها المستفيدة منها، بل ستعود نتائجها أيضاً على الاتحاد الأوروبي . نحن نروم إيجاد جسر طاقة بين إيران والاتحاد الأوروبي، لو تلاحظون الخارطة ستجدون أن طهران ترتبط بالاتحاد الأوروبي بشكل مباشر عن طريق الأراضي الأوكرانية، لذا يجمعنا هدف مشترك على هذا الصعيد.

- تسنيم: ما هي النتائج التي تم التوصل إليها خلال لقائكم بالمسؤولين الإيرانيين؟ وهل تتوقعون استمرار هذه اللقاءات مستقبلاً؟

* السيد فيكتور يوشتشينكو: الاجتماع مع الدكتور زنكنه (وزير النفط الايراني) كان مثمراً جداً، وأؤكد لكم مرة أخرى بأن رفع الحظر عن الجمهورية الإسلامية يعد فرصة ثمينة للقارة الأوروبية بأسرها وبما فيها أوكرانيا، لذا من المناسب لكل من طهران وكييف استثمار هذه الفرصة بغية تحقيق أفضل النتائج.

أوكرانيا بلد يبلغ عدد سكانه 45 مليون نسمة وهذا يعني أنه أحد أكثر البلدان الأوروبية من حيث عدد السكان ولها حدود مع شرق أوروبا وغربها، وعلى هذا الأساس اتفقنا مع وزير النفط السيد زنكنة على تأسيس لجنة مشتركة من الخبراء في أعلى المستويات بهدف إجراء محادثات حول المواضيع التالية:

أولاً: المشاريع التي تعتبر دعائم أساسية لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين.

ثانياً: الاستراتيجيات المشتركة لتنمية مستوى التعاون المشترك.

ثالثاً: المشاريع التي يمكن أن يستفيد طرف ثالث منها.

روسيا الاتحادية كانت شريكة استراتيجية لنا على صعيد الطاقة طوال سنوات متمادية، ولكن بعد الأزمة بين البلدين اضطررنا لإعادة النظر بالقضايا التي لها الأولوية في مشاريعنا الخارجية. بلدنا اليوم فيه فريق عمل سياسي مؤلف من طاقات شابة تشرف على مختلف القضايا الاستراتيجية والسياسية للطاقة، لذا ليس من الحري بنا الاتكال على بلد يحاول المساس ببلدنا لدوافع سياسية معادية، إلا أن إيران التي تعد بلداً في غاية الاقتدار وتمتلك ثروات هائلة، ليست لها أية نوايا سياسية سيئة تجاهنا لكونها بلد محايد، لذلك نحن في صدد ترسيخ علاقاتنا معها.

- تسنيم: شهدت الساحة الأوكرانية تطورات ملحوظة في الفترة الماضية، فيا ترى هل لهذه التطورات تأثير على العلاقات بين طهران وكييف؟ هل ستشهد هذه العلاقات تنامياً برأيكم؟

* السيد فيكتور يوشتشينكو: في عام 2001 م حينما كنت رئيساً للوزراء زرت الجمهورية الإسلامية، وإحدى المسائل الأساسية التي طرحناها للنقاش آنذاك تتمحور حول التعاون في مجال التقنية الجوية وصناعة طائرات في إيران، وفي تلك الآونة كانت أوكرانيا من أقوى البلدان في العالم من الناحية الاقتصادية وذات اقتدار إقليمي، ولكن بعض القضايا السياسية أسفرت عن عدم تنامي العلاقات بيننا وبين الجمهورية الإسلامية بشكل ملحوظ، اما في يومنا هذا وخلال تفقدي لمختلف المنتجات الصناعية التي تعتمد على التقنية الأوكرانية شعرت بالغبطة وأيقنت بأن العلاقات سوف تتنامى إلى مستوى أفضل بكل تأكيد.

أنوه هنا على أن الحظر الذي فرض على الجمهورية الإسلامية كانت له نتائج سلبية على صعيد العلاقات الثنائية، لذا لا بد لنا من العمل على تفعيل علاقاتنا الثنائية من جديد على مستوى أعلى يخدم مصالح الجانبين، ولا شك في أن أوكرانيا تحتاج إلى إيران نظراً لثرواتها الهائلة وكذلك نحن مستعدون لتقديم الدعم إليها على الصعيد التقني والصناعي في شتى المجالات.

- تسنيم: نظراً للتطورات التي طرأت على العلاقات الأوكرانية الروسية، كيف تقيمون أوضاع الساحة الأوكرانية في الوقت الراهن؟

* السيد فيكتور يوشتشينكو: الأوضاع على هذا الصعيد معقدة بعض الشيء، ولا يمكن التنبؤ بالأحداث المستقبلية بكل بساطة، وليس من الصواب بمكان اعتبار أن هذا الخلاف مقتصر على أوكرانيا وروسيا الاتحادية فحسب، فالأوضاع أكثر تعقيداً من ذلك حيث تغلغلت الأزمة في القوقاز وقره باغ وأوسيتيا الجنوبية وجزر القرم وأبخازيا ودونباس وترانسنيستيا، فهذه المناطق متأزمة وتلقي بظلالها على أوكرانيا وأوروبا بأسرها.

- تسنيم: هل بإمكانكم تحديد موعد زمني خاص يمكن على أساسه إعادة جسور الثقة من جديد بين كييف وموسكو؟

* السيد فيكتور يوشتشينكو: بعد أن شنت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا كان لا بد للحكومة في بلدنا من أن تعيد النظر في المشاريع الاستراتيجية للطاقة لكون هذا الأمر لا يقتصر على فترة محدودة، بل يمثل برنامجاً استراتيجياً بعيد الأمد يدوم العشرات من السنين، لذا أدركنا اليوم أن بلدنا بحاجة إلى الجمهورية الإسلامية من الناحيتين الاستراتيجية والاقتصادية.

أؤكد لكم هنا أن أوكرانيا لديها قابليات كبيرة يمكن تقديمها للجمهورية الإسلامية بحيث لا يمكن لأي بلد آخر أن يقوم بذلك، وكما تعلمون فإن بلدنا له الريادة في العالم على صعيد التقنية الزراعة، كما أننا الأفضل في الاتحاد الأوروبي من ناحية التقنية الفضائية وصناعة الطيران، لذا بإمكاننا تقديم خبراتنا للجمهورية الإسلامية كبلد صديق.

- تسنيم: نشكركم مرة أخرى، وإذا كانت لديكم كلمة أخيرة فتفضلوا.

* السيد فيكتور يوشتشينكو: القابليات العظيمة التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية تعد نقطة استقطاب لكل مستثمر ونحن أيضاً بصدد هذا الأمر، وأنا أعتقد بأنّ السير إلى الأمام في العلاقات الثنائية يجب وأن يكون فاعلاً من الجانبين في شتى الأصعدة وليس فقط على المستوى الحكومي، فكلا الشعبين الإيراني والأوكراني لهما القدرة على ترسيخ العلاقات الثنائية وتحقيق نتائج مريحة ومرضية.

- تسنيم: نشكركم على إتاحة هذه الفرصة لنا.

/ انتهى /