حكايه اهم شارع في بغداد والعراق + ( صور )
شارع الرشيد ومرور مئة عام على شقه في قلب العاصمة العراقية، الشاهد الأول على الحياة العراقية سياسياً وثقافياً.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن بعد مرور اكثر من مئة عام على شق شارع الرشيد وسط مدينة بغداد، عن تاريخ هذا الشارع الشهير الذي ومن أجل أن يكون شارعاً يسهِّل حركة القوات العسكرية التركية في طريقها بين منطقة الحكومة ووزارة الدفاع وسط المدينة تم انشائه، الشارع الذي يحاذي نهر دجلة في محاولة ليكون رئة أخرى للمدينة، تحوَّل خلال سنوات لشارع سياسي نفّذت في قلبه اغتيالات عدّة، كان آخرها محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم.
التحولاّت التي مرَّت على هذا الشارع كثيرة جداً، إلا أنه أصبح من أهم شوارع بغداد التجارية والثقافية والسياسية في الوقت نفسه، يقف على رأس الشارع المبنى الحكومي القديم (السراي)، وقبله وزارة الدفاع القديمة التي كانت مكاناً للقادة السياسيين الكبار على مدى أكثر من سبعين عاماً، وعلى بعد مسافة قليلة شق شارع المتنبي نفسه من ضلع هذا الشارع ليشكل أهم محطة للكتاب في العراق. ولم ينس المسرحيون مكانهم فيه، فأنشأوا منتدى المسرح الذي ضخ دماء جديدة في المسرح العراقي على مدى عقود طويلة، ومن ثمَّ كان للمقاهي الثقافية في هذا الشارع مكان خاص للنقاش والجدالات والمدارس الأدبية عراقياً.
مئة عام من عمر هذا الشارع لخصّت تاريخ العراق الحديث، فكيف يمكن قراءته بعد كل هذه التحولات؟
ربما كان المعماري خالد السلطاني من أكثر الذين عشقوا شارع الرشيد معمارياً، فكتب عنه عشرات الدراسات التي فككت بنيته وقرأته من وجوه عدَّة، فيقول عن شارع الرشيد: «قليلة هي المدن التي يقترن مظهرها المتصور بشارع ما محدد فيها. فينوب، عند ذاك، شارع مميز في مخطط المدينة عن تمثيل كيانها الحضري في الخطاب». وتعد بغداد ضمن تلك المدن النادرة في هذا المجال، إذ يستحضر شارعها الجليل: شارع الرشيد، صورة تلك المدينة التاريخية إلى الذاكرة. ويضيف السلطاني: ثمة خصائص عديدة ومتنوعة، اشتركت في ما بينها لتجعل من هذا الشارع «أيقونة» المدينة ورمزها الحضري. وهذه الخصائص نابعة من طبيعة الشارع ذاته، وكذلك من خصوصية المدينة الواقع فيها.
فالشارع كان الأطول في المدينة؛ و«نهره» المنساب من أول شمال بغداد، التي كانت، وقتذاك، مسورة، إلى آخر جنوبها، يحاذي انسياب نهر دجلة الموازي له والقريب منه، ذلك النهر الذي عُدَّ دائماً «جادة» المدينة الرئيسية، وطريقها الرئيسي منذ أن اختطت في منتصف القرن الثامن الميلادي.
ويشير السلطاني إلى أن شارع الرشيد اكتسب اسمه في عام 1932، واشتهر به لاحقاً. لكن الشارع لم يكن معروفاً من قبل، بل لم يكن موجوداً أصلاً، قبل أن يهتدي إلى فكرته أحد القادة العسكريين الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى. وسرعان ما تم شقه ضمن النسيج المديني المتضام والمكتظ، ليفتتح في عام 1916 وسٌمي على عجل بـ"خليل باشا جادة سي" تيمناً باسم القائد العثماني صاحب الفكرة. بيد أن شقه لم يكتمل في حينه، وأكمله الإنكليز لاحقاً، مطلقين عليه اسم «هند نبرغ» و«شارع النصر» ومن ثم «الجادة الجديدة». وما لبث هذا الاسم أن تبدل هو الآخر إلى «شارع الرشيد» عندما اتخذت أمانة العاصمة في حينها قراراً في إطلاق تسميات جديدة على شوارعها الرئيسية.
المصدر : تراث العراق
/انتهي /