ما أهمية "داريا" استراتيجيا+صور

ما أهمیة "داریا" استراتیجیا+صور

اكتملت المراحل النهائية لتسوية مدينة داريا غرب دمشق، بعد أن تم إجلاء كافة المدنيين والمسلحين إلى خارج المدينة خلال اليومين الماضين وأصبحت داريا أكبر مدن الغوطة الغربية والمعقل الأبرز للمسلحين بعد دوما تحت سيطرة الدولة السورية بالكامل.

وتكمن أهمية إحكام الجيش السوري السيطرة على مدينة داريا في أنها انضمت إلى ما سبقتها من المناطق المحررة في ريف دمشق بعد أن فشل المسلحون في الحفاظ على موطئ قدم لهم، كانوا يظنون أنهم يستطيعون من خلاله تهديد العاصمة، حيث تقع داريا  على جدار مطار المزة العسكري في مدخل دمشق الغربي ويمتد ما يسيطر عليه المسلحون منها حتى مدخل حي البرامكة وسط دمشق، كما أنها تشكل أقرب موقع للمسلحين من ساحة الأمويين في قلب العاصمة.

عودة داريا تقوي خاصرة دمشق

إنهاء ملف داريا يؤدي إلى تضعضع جبهات أخرى  مثل جوبر وخان الشيح والمعضمية ومخيم اليرموك ما قد يعجل تساقط مناطق الغوطة وصولاً لدوما ومناطق القنيطرة والبادية المفتوحة حتى درعا والحدود الأردنية والعراقية، فرغم الدمار الهائل فيها فإن عودة داريا إلى قبضة الدولة السورية يعني تقوية خاصرة العاصمة الممتدة نحو ريفي درعا والقنيطرة في الجنوب السوري وبالتالي  اتساع رقعة الأمان في محيط دمشق.

وجاءت استعادة مدينة داريا بعد عملية عسكرية طويلة ومعقدة إضافة إلى أنها تعني قطع خطوط إمداد المسلحين نحو الحدود الأردنية وعزل العاصمة دمشق وتحصينها بوجه مسلحي درعا والقنيطرة على أن أهم نتائج استعادة داريا يتمثل في تخليص سكان مدينة دمشق من أحد أبرز مصادر إطلاق الصواريخ التي كانت تتساقط عليها.

هل ستمتد التسويات؟

عودة المدينة إلى حضن الدولة السورية سيتفتح الباب أيضاً على مصالحات عديدة في محيط العاصمة حيث يجري التحضير لاتفاق مشابه في معضمية الشام المحاذية لداريا كذلك من المنتظر أن تمتد هذه التسويات إلى مناطق قد تشمل في مراحل متقدمة عاصمة مسلحي جيش الإسلام – دوما – في الغوطة الشرقية .

مصير المدنيين؟

وفي هذا السياق قال العميد في الجيش السوري علي مقصود لمراسل تسنيم: "إن أهمية تحرير مدينة داريا من العصابات المسلحة، تكمن في أنها كانت منصة لإطلاق القذائف اليومية على المدنيين في دمشق، إضافة إلى إحباط محاولات الأمم المتحدة الاستفادة من الملف الإنساني في داريا والضغط من خلاله على الدولة السورية، وذلك بعد أن أجلى الجيش السوري جميع المدنيين ونقلهم إلى مراكز إيواء مجهزة بكافة اللوازم".

المسلحون طلبوا الهدنة

ولفت العميد مقصود إلى أن العملية العسكرية التي خاضها الجيش السوري لتحرير المدينة أدت إلى تضييق المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها المسلحون من 32 كيلومتر مربع إلى 800 متر مربع فقط، وبالتالي هم سقطوا عبر هذا الحصار وطلبوا هذه الهدنة والاتفاقية التي سمحت لهم بالخروج بسلاحهم الفردي فقط".

وأوضح العميد مقصود أهمية الموقع الاستراتيجي لداريا كونها عقدة الربط مع المعضمية مروراً بالدرخبية وخان الشيح حتى القنيطرة وارتباطها بالغوطة الشرقية ما يعني يعني بأن هذا الإنجاز سينعكس على محيط مدينة دمشق وستؤدي إلى تسويات في كل المواقع" معتبراً أن "المدينة التالية ستكون دوما  - معقل جيش الإسلام- لأن خطوط الدفاع المحيطة بدوما سقطت بعد أن سيطر الجيش على كامل مزارع الريحان ما أدى إلى سقوط الخطوط الدفاعية وهذا ما بدأ يظهر عبر الأصوات التي تطالب بتحقيق نفس العملية والتسوية".

ولفت العميد مقصود إلى أنه "كان من المقرر أن تتم المصالحة خلال أربعة أيام لكنها تمت في يومين، وقد تم إخلاء داريا من جميع المدنيين والمسلحين وأصبحت المنطقة التي سيرتفع من خلالها قوس الأمن المحيط بدمشق".

لم يتم استشارة الأمم المتحدة 

وحول تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا والذي قال أن الدولة السورية لم تستشره شخصياً أو تستشر الأمم المتحدة فيما يتعلق بتسوية داريا، قال مقصود: "لا شك بأن هذا الإنجاز ثبت الحقيقة التي كانت تقولها الدولة السورية بأنها قادرة على إنهاء الإرهاب، وأن الشعب السوري قادر على معالجة مشاكله وقضاياه في حال لم يكن هناك تدخل خارجي، هذا التدخل الذي يتذرع بالملف الإنساني لدعم الجماعات المسلحة".

لافتاً إلى أنه كان على  ديمستورا أن يقول عكس هذا الكلام وأن يهلل لهذا الإنجاز ويمدح الحكومة السورية التي أثبتت للعالم أن الدعم الخارجي لهذه العصابات الإرهابية هو العامل الوحيد لديمومة هذا الصراع ونزيف الدم على الأرض السورية".

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة