محافظة "أذربيجان الغربية" جبال شاهقة وطبيعة خلابة تسحر الأنظار وتنعش الروح + صور
محافظة أذربيجان الغربية بمركزية مدينة أرومية تستقطب سنوياً أعداداً هائلة من السياح الوافدين من شتى بقاع إيران والعالم ولا سيما في فصل الصيف الذي يكون معتدلاً فيها ويهب نسيمه العذب في سفوح الجبال وأكناف الأودية ليبعث النشاط في النفوس.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
محافظة أذربيجان بمركزية مدينة أرومية تقع على حدود كل من العراق وتركيا وجمهورية أذربيجان، كما أنها تحاذي محافظات أذربيجان الشرقية وزنجان وكردستان وهي معروفة بطبيعتها الغناء إبان فصل الصيف الذي يكون معتدلاً فيها، وكل سائح يقصدها لا يفوت فرصة التجوال على ضفاف بحيرة أرومية التي تكتسي حلة حمراء في هذه السنوات، وذلك بعد أن يمتع أنظاره بغاباتها الرائعة في سردشت ويتفقد كهف "سهولان" الفريد من نوعه.
تقع هذه المحافظة شمال غربي الجمهورية الإسلامية وتبلغ مساحتها الإجمالية 37,059 كيلومتراً مربعاً وبهذا فهي في الترتيب الثالث عشر من حيث المساحة بين سائر المحافظات حيث تشكل ما مقداره 2,25 بالمئة من مساحة إيران، وترتفع عن سطح البحر 45 م، وهي منطقة جبلية ذات مواصفات جغرافية متنوعة، حيث تتنوّع فيها النباتات والأشجار والحيوانات البرية، فهي ذات طبيعة رائعة وتراث عريق.
الأكراد يقطنون في الجانبين الغربي والجنوبي من المحافظة في حين أن الأتراك يسكنون في السهول المحاذية لبحيرة أرومية والسهول الشمالية والجنوب شرقية، كما تسكنها أقليات آشورية وأرمنية، وتتكون هذه المحافظة من 17 مدينة و 36 فضاء و 36 ناحية و 109 أرياف و 3728 قرية بمركزية مدينة أرومية.
وفيما يلي نذكر جانباً من أبرز معالمها الطبيعية والتأريخية:
* شلال شلماش مظهر لجمال مدينة سردشت
شلال شلماش الواقع في مدينة سردشت يعتبر واحداً من أهم شلالات محافظة أذربيجان الغربية وهو ينهار في وادٍ أخضر تحفه أشجار كثيفة، وهو مكون من ثلاثة شلالات جميلة تصب فوق بعضها البعض والأجواء المحيطة به في غاية الاعتدال في فصل الصيف مما جعله ملاذاً للسائحين الوافدين من كل مكان في هذا الفصل، لذا يمكن اعتباره مصيفاً ومنتجعاً فريداً من نوعه. الشلال الأول يقع بالقرب من موقف السيارات التي تقل السائحين إلى تلك المنطقة، لذا عليهم الترجل والنزول بمحاذاته حتى يصلوا إلى الشلالين الثاني والثالث الواقعين أسفله.
مياه هذا الشلال تبلغ الذروة في مستواها إبان فصل الربيع، والأجواء حوله في بادئ هذا الفصل باردة ولكن في نهايته تعتدل وتصبح في غاية اللطافة وتبعث الحيوية والنشاط في النفوس حتى أواسط فصل الخريف حيث تؤول نحو البرودة من جديد.
الطريق الواصل بين مدينة سردشت وشلال شلماش فريد من نوعه لكونه محفوف بالأشجار والغابات والمراتع الخضراء حيث يمتع المسافر عينيه بهذه المناظر الخلابة لمدة 25 دقيقة تقريباً، وإضافة إلى هذا الشلال الرائع فمدينة سردشت ذات جغرافيا جميلة زاخرة بالجبال والغابات المتراكمة والأودية الخضراء والأنهار الزاخرة بالمياه فضلاً عن كثرة وتنوع طيورها وحيواناتها البرية، وأكثر طرقاتها جبلية محفوفة بالأشجار الشاهقة مما أضفى عليها جمالاً فريداً من نوعه.
ينبوع "كراوان" للمياه المعدنية هو أحد المعالم الطبيعية الأخرى في هذه المدينة حيث يقع قرب مدينة "ربط" وإلى جانب قرية "كاني كويز" الواقعة جنوب شرقي بحيرة الزاب.
* كهف سهولان
كهف سهولان يقع في قرية بنفس هذا الاسم وعلى مسافة 42 كم من مدينة مهاباد و 28 كم من مدينة بوكان، حيث يقع بين هاتين المدينتين. يبلغ ارتفاع سقفه عن سطح البحيرة الواقعة فيه 50 م وعمق مياهه في بعض النقاط يبلغ 30 م ودرجات الحرارة في داخله تختلف عن خارجه بمقدار 10 إلى 15 درجة.
كلمة سهولان في اللغة الكردية تعني الانجماد والسكان المحليون يطلقون عليه "كونه كوتر" بمعنى عش الحمامة نظراً لبناء طيور الحمام أعشاشها فيه، وقد تم تدوينه في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية، حيث يقع في سلسلة جبال شاهقة وتحاذيه أودية عميقة كثيفة الخضرة والأشجار، ويقول الخبراء إن هذا الكهف في الأزمنة السالفة كان مقر إقامة للإنسان القديم وقد تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية فيه.
كهف سهولان يقع في مدينة مهاباد وله مدخلان واقعان بين صخور عظيمة وأشجار كبيرة مما أضفى عليه جمالة أكثر، وفي داخله مسطحات مائية لا يمكن اجتيازها إلا بزورق وبعض مساحاته برية يمكن اجتيازها مشياً على الأقدام.
المساحة الإجمالية لهذا الكهف تبلغ هكتارين والمسافة المائية يبلغ طولها 300 م في حين أن المسافة البرية مقدارها 250 م.
* "قره كليسا" أو كنيسة "طاطاووس"
"قره كليسا" أو كنيسة "طاطاووس" هي كنيسة تأريخية تقع على مسافة 20 كم شمال شرقي مدينة تشالدران وقد تم تسجيلها في قائمة الآثار العالمية لليونسكو في عام 2008 م.
يقال إن اسمها يعني الكنيسة السوداء لأن كلمة "قره" باللغة التركية تعني اللون الأسود، ولكنها في اللغة التركية الأذربيجانية تعني الحجم الكبير.
* بحيرة مارميشو
بالقرب من بحيرة أرومية هناك بحيرة جميلة قلما يقصدها السائحون لعدم علمهم بها، وهي بحيرة صغيرة اسمها مارميشو، حيث تقع على مسافة 45 كم من هذه المدينة وفي الجهة الغربية بالتحديد وتحاذي الحدود التركية كما تحيط بها الجبال الشاهقة.
هذه البحيرة تقع في قرية بنفس هذا الاسم وتبلغ مساحتها الإجمالية خمسة هكتارات وعمقها يتراوح بين 50 م إلى 60 م وفيها الكثير من أسماك السلمون المحلية.
* ينبوع ثريا
يبوع ثريا يقع في مدينة ماكو الواقعة بأقصى شمال إيران على الحدود المحاذية لتركيا، وهو ينبوع كبير وجميل زاخر بالمياه العذبة التي تنساب منه بمعدل 7 متر مكعب في كل ثانية، ومساحة البحيرة التي يكونها تبلغ خمسة هكتارات بحيث يمكن التجذيف فيها وهو يعتبر واحداً من أكبر الينابيع الموجودة في إيران لكونه يتكون من آلاف الينابيع الصغيرة والكبيرة التي تجتمع مياهها لتكون بحيرة ماكو البالغة 250 هكتاراً، والسائح حينما يقصد هذا المكان يشعر بحيوية ونشاط وتبهره تلك المناظر الخلابة الفريدة من نوعها.
* قلعة كاظم داشي
قلعة كاظم داشي والمسماة أيضاً سنك كاظم خان، تقع على مسافة 65 كم من مدينة أرومية إلى جانب قرية كورتشين وفي منطقة يطلق عليها السكان المحليون اسم قالا باشي، وهي في الحقيقة بقايا أطلال لعدة بنايات تم تشييدها قديماً بأحجار كبيرة مما يدل على أنها كانت محلاً راقياً.
* بحيرة أرومية
بحيرة أرومية كانت تسمى سابقاً بحيرة رضائية، وهي تقع شمال غربي إيران في محافظة أذربيجان الغربية، ولكنها في التقسيمات الجغرافية تم تقسيمها بين هذه المحافظة ومحافظة أذربيجان الشرقية.
هذه البحيرة هي أكبر بحيرة في إيران وثاني أكبر بحيرة مالحة في العالم لكنها تعاني اليوم من الجفاف مما جعل لون مياهها يتغير إلى الأحمر وهي لا تنجمد في فصل الشتاء كما أن الذي يسبح فيها يبقى عائماً على سطحها، فضلاً عن ذلك فإن عدد الجزر فيها يبلغ 102 وكلها مسجلة في لائحة اليونسكو كتراث طبيعي عالمي.
* منطقة دالامبر السياحية
جبل دالامبر يفع إلى جانب الحدود بين إيران وتركيا والعراق وقمته مشتركة بين هذه البلدان الثلاثة لذا فمن يرتقيها يشاهد ثلاثة بلدان في آن واحد، وطبيعته تعتبر فريدة من نوعها ولم تغيرها التقنيات البشرية الحديثة، وفي سفوحه تراكمات ثلجية يعود تأريخها لآلاف السنين وتحاذيه عدة بحيرات منها بحيرة دالامبر ومامه شيخ وبنتشول وديمهك، كما ينحدر منه نهر جميل ينتهي إلى شلال كبير اسمه "سوله دوكل" وهو يعني الشلال الضبابي.