الفصائل الإرهابية تفتح معركة حماه لتخفيف الضغط عن جبهات حلب


الفصائل الإرهابیة تفتح معرکة حماه لتخفیف الضغط عن جبهات حلب

بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها المجموعات الإرهابية في حلب شمال سوريا على أيدي رجال الجيش السوري والمقاومة، تحاول الفصائل الإرهابية فتح جبهة جديدة في ريف حماه الشمالي لإشغال الجيش عن جبهة حلب وتخفيف الضغط عن مقاتليها هناك.

تحت اسم "مروان حديد" أطلقت الجماعات المسلحة بقيادة تنظيم "جند الأقصى" معركة ضد مواقع الجيش السوري في الريف الشمالي لمدينة حماه شمال سوريا، وتحديداً على محاور "البويضة" و"الزلاقيات" و"حلفايا"، التي دخلتها الفصائل الإرهابية قبل أن يقوم الجيش السوري بعملية معاكسة أجبرت المسلحين على التراجع نحو خطوطهم الخلفية، مع استمرار الاشتباكات على بقية المحاور، وسط قصف مركز من الجيش على مواقع المهاجمين.

حاولت المجموعات الإرهابية جاهدة الوصول إلى منطقة "محردة" الواقعة شمال غرب مدينة حماه والتي تعتبر خط الدفاع الأول للجيش السوري عن المدينة وتبعد حوالي 25 كيلومتر عنها فقط، إلا أن حركة الإرهابيين توقفت عند منطقة "حلفايا" الواقعة شرق محردة بمسافة خمسة كيلومترات فقط.

عودة المعارك إلى جبهة حماه وتحديداً إلى مثلث "مورك – حلفايا – طيبة الإمام"، يحمل أهمية استراتيجية كبيرة، خاصة وأن محردة تعتبر منطلقاً للجيش السوري للتقدم باتجاه اللطامنة ومورك وكفر زيتا الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية إضافة لتداخلها مع أطراف بلدة محردة.

 

وتشكل "محردة" التي تحاول المجموعات المسلحة التقدم إليها، صلة الوصل بين مركز محافظة حماه، وباقي قرى الريف الشمالي الغربي، ونقطة إمداد وعبور للجيش السوري والمدنيين في المنطقة، فيما تؤكد المصادر العسكرية أن نقاط التثبيت ووحدات الرصد والتمركز وعناصر الدفاع الوطني من أبناء محردة وطيبة الامام والمناطق المحيطة بها على جهوزية عالية لصد هجمات المسلحين مهما بلغت شدتها.

لا يعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه على نقاط الجيش في الريف الشمالي لحماه، إلا أنه الأكبر والأضخم على هذا المحور منذ أشهر، كما أن إطلاق تنظيم "جند الأقصى" لاسم "مروان حديد" على المعركة يثير تساؤلات عديدة، خاصة وأن "حديد" هذا هو مؤسس "الطليعة المقاتلة" في تنظيم "الإخوان المسلمين" الذي نفذ أعمالاً إرهابية في سوريا مطلع ثمانينات القرن الماضي، إضافة إلى كون "جند الأقصى" من أكثر التنظيمات تطرفاً، ويشهد في هذا الوقت خلافات متصاعدة مع مكونات "جيش الفتح"، التنظيم الأكبر في الشمال السوري.

وفي هذا السياق اعتبر الناشط المعارض "أسامة أبو زيد" في حديثه لمراسل "تسنيم" في دمشق أن هذا الهجوم هو المرحلة الأولى من المعركة، مشيراً إلى أن هناك مراحل لاحقة خلال الفترة المقبلة، وأضاف أن الهدف الرئيسي للمرحلة الأولى حسب قيادة المسلحين هو السيطرة على منطقة "طيبة الإمام" بريف حماه الشمالي، وتضييق الخناق أكثر على "المطار العسكري" عبر استهدافه بشكل متواصل بالقذائف الصاروخية.

وقال "أبو زيد": "إن السبب الرئيسي للهجوم في هذا التوقيت هو تخفيف الضغط عن جبهة حلب، أكثر محاور الشمال السوري خطورة."

ويعتبر ريف حماه الشمالي من أهم المناطق الاستراتيجية في سوريا، كونه يصل بين ثلاث محافظات؛ إدلب وحلب واللاذقية كما يعد بوابة الساحل السوري، ونقطة ارتكاز قوات الجيش السوري في المنطقة الشمالية، الأمر الذي جعل من المدينة منذ بداية الازمة هدفاً للمجموعات الارهابية، التي تستفيد أيضاً من قربها من الحدود التركية، حيث تدرك الجماعات المسلحة أنه بالسيطرة على هذه المنطقة المهمة، ستتمكن من قطع خطوط الامداد والتواصل بين نقاط الارتكاز العسكرية الموجودة في الساحل السوري، وقوات الجيش السوري المنتشرة في ريفي حماة وحلب.

ونظراً للأهمية الاستراتيجية لريف حماه، فإن المجموعات الإرهابية حاولت فتح هذه المعركة لإيقاف تقدم الجيش السوري على محاور ريف اللاذقية، ومحور مدينة حلب، التي تتعرض فيها المجموعات الإرهابية لخسائر كبير، حيث فقدت معظم نقاطها الاستراتيجية، بعد أن نجح الجيش السوري في سد الثغرة التي فتحها المسلحون باتجاه الأحياء الشرقية للمدينة، وبالتالي فرض طوق أمني محكم على المجموعات الإرهابية المتواجدة داخل إدلب الأمر الذي أجبر التنظيمات المسلحة على فتح جبهة جديدة، من شأنها تخفيف الضغط عن مسلحي حلب، كما أنه يأتي لمحاولة قطع أهم طرق الإمداد الواصلة إلى الشمال السوري.

ما يجري اليوم يعيد إلى الذاكرة ما حاول الإرهابيون إنجازه عسكرياً أواخر العام 2014، حينما سيطروا على عدد من البلدات الاستراتيجية في ريف حماه الشمالي، وقطعوا طرق إمداد الجيش السوري عن حلب واللاذقية، قبل أن يشن الجيش عملية عسكرية واسعة النطاق، نجح عبرها في استعادة كافة النقاط التي وصل إليها الإرهابيون، ووسع الطوق الأمني حول مدينة حماه.

/انتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة