الإمام الخامنئي: تمديد العقوبات الأمريكية نقض للاتفاق النووي والجمهورية الإسلامية سترد
طهران – تسنيم : أكد قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي (دام ظله) خلال استقباله عددا من قادة قوات التعبئة ومنتسبيها أن تمديد العقوبات الامريكية ضد إيران نقض للاتفاق النووي، وإن الجمهورية الإسلامية سترد على ذلك.
التقى القائد العام للقوات المسلحة وقائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) صباح اليوم الأربعاء، عدداً من قادة قوات التعبئة وحشوداً غفيرة من التعبويين وتطرق إلى الحديث عن العديد من القضايا الهامة وعلى رأسها تظاهرة الأربعين الحسينية المليونية ونقض الطرف الأمريكي لما تم الاتفاق عليه حول الملف النووي الإيراني.
قال سماحته مخاطباً قادة وأعضاء قوات التعبئة: مسيرات الأربعين الفذة العظيمة هي أنموذج حقيقي لظاهرة تأريخية دينية عظمى، وتنم عن أن هذا الطريق هو طريق المحبة والبصيرة، لذا لا بد لنا أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة وهذا الشكر إنما يتجلى عن طريق الحفاظ على المعنويات وترسيخ الأخوة والمودة والولاء للحق.
وأضاف سماحته قائلاً: التعبئة الشعبية كانت ظاهرة مذهلة في باكورة انتصار الثورة الإسلامية وقد ألهم الله تعالى إمامنا الخميني بأن يدعو إليها، لذلك تحملت قوات التعبئة الشابة مسؤولية الحفاظ على مصير هذه الثورة المباركة، ويجب علينا الحذر من مخططات الأعداء حول هذه القوات الوفية، حيث يرومون التغلغل في باطنها وتأسيس حركات موازية ومنافسة لها في إطار تعبئة عساكر يقودون ضدنا حرباً ناعمة.
وأشار قائد الثورة الإسلامية الى انتهاك أمريكا للاتفاق النووي، وصرح بالقول: "الحكومة الأمريكية الحالية خرقت الاتفاق النووي المشترك عدة مرات وآخر خرق نشهده اليوم هو تمديد مدة الحظر المفروض علينا مدة عشر سنوات أخرى، ولو تم تطبيق هذا الحظر بشكل عملي فهو يعد انتهاك صارخ للاتفاق النووي وليعلم ساسة البيت الأبيض بأن الجمهورية الإسلامية سوف ترد على ذلك بكل تأكيد".
وفي سياق تثمينه لقوات التعبئة صرح سماحته قائلاً: الروح التعبوية تعني السير على النهج الإلهي في جميع الظروف والأحوال، والشعور بأن الله تعالى حاضر مع الإنسان في جميع حركاته وسكناته، لذا فالتعبوي ليس من شأنه أن يشعر باليأس او الكآبة ولا يتصور يوماً بأنه وصل إلى طريق مسدود، لذا نخاطب ضعاف النفوس من الذين اكتنفهم الخوف من العدو وطغت عليهم فكرة " نحن عاجزون " ونقول لهم بأن الاعتماد على الله تعالى والثقة بالشعب كفيلان بالغلبة على جميع المشاكل، لذا لا تخشوا من أية قدرة كانت.
ولدى إشارته إلى مسيرات الأربعين المليونية، وصفها بأنها ظاهرة تأريخية وانعكاس حقيقي لقدرة الله سبحانه وتعالى، حيث قال سماحته: نحن نلمس قدرة الله عز وجل بشكل جلي في تلك الحركات والمظاهر العظيمة الخالدة مثل مسيرات الأربعين وتسخير وكر التجسس - السفارة الأمريكية في طهران - ونهضة التاسع من شهر دي عام 1388 هـ ش - حينما انتفض الشعب الإيراني ضد مثيري البلبلة عام 2009 م - ومراسيم الاعتكاف المقدسة؛ وكل هذه الحركات المباركة عفوية ولم تنطلق بدعوة إعلامية.
ووصف قائد الثورة الإسلامية هذه الحركة المليونية الفريدة من نوعها بأنها تجسد المحبة والولع والبصيرة، وقال: أرحب بالزائرين الذين تمكنوا من أداء هذه الزيارة المباركة وأسأل الله تبارك وتعالى بأن يتقبل زيارتهم، كما أتقدم بالشكر الجزيل للشعب العراقي الذي استضاف هذه الأعداد الغفيرة بكل محبة وقدم لهم كافة الخدمات.
كما أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية على أن انتصار الثورة الإسلامية يعد أنموذجاً آخر على القدرة الإلهية العظيمة، ووصف هذه الثورة المباركة بالقول: لقد تجلت القدرة الإلهية بكل وضوح حينما خرج الشعب الإيراني إلى الشوارع وفجر ثورته الإسلامية، وإمامنا العظيم الراحل أكد بدوره على أن القدرة الإلهية قد أسهمت في انتصار ثورتنا وهي السند الأساسي لنهضة شعبنا الكبرى.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية تظاهرة الأربعين الحسيني العظيمة بأنها حركة لا نظير لها وإن أريد لها الاستمرار فلا بد من أن نشكر الله تعالى لأنه أنعم بها علينا، وأضاف: الشكر الحقيقي للنعم الإلهية يجب وأن يكون عملياً، وكما أن غالبية أبناء الشعب الإيراني أعربوا عن ثنائهم وتقديرهم لنعمة الثورة الإسلامية عن طريق التضحية والإيثار، كذلك يجب علينا أن نشكر الله تعالى على نعمة مسيرات الأربعين عبر الحفاظ على معنوياتنا وعدم التفريط بالفيض الروحي الذي اكتسبناه من هذه المسيرات المباركة ولا سيما الأخوة والمودة والولاء والتأهب للتواجد في ميادين العمل الشاق.
وأكد سماحته على أن الأعداء يبذلون الغالي والنفيس لتحريف حقيقة مسيرات الأربعين لكنهم لم ولن يفلحوا في مساعيهم الشيطانية هذه ومن المؤكد أن الشعبين العراقي والإيراني يدركون جيداً أن هذه المسيرات القدسية المباركة نعمة من الله سبحانه وتعالى وسوف يواصلانها دون انقطاع لأنها رفعه رأس وفخر لهم.
واعتبر قوات التعبئة الشعبية في إيران بأنها إنجاز مذهل تحقق في باكورة انتصار الثورة الإسلامية مؤكداً على أن الإمام الخميني (رحمه الله) قد غرب النبتة الطيبة لهذه الشجرة المباركة ليجعل مصير الثورة بأيدي الأجيال الشابة.
وتطرق السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) إلى ضرورة الحفاظ على مبادء الثورة الإسلامية كأمانة هامة ونقلها من جيل إلى آخر بروح ثورية، وصرح قائلاً: رغم أن شباننا اليوم لم يدركوا العهد الأول من الثورة الإسلامية ولم يشاهدوا إمامنا الخميني الراحل (رحمه الله)، ولكنهم يمتلكون نفس تلك الروح الثورية التي اتصف بها الثوار الأوائل وقد فاقوا أقرانهم أولئك بأنهم يتواجدون في الساحة ببصيرة ووعي وتجربة أكثر، وهذا الأمر ينم عن تطور ثورتنا الإسلامية.
وأكد سماحته على أن أبناء الشعب الإيراني بكل أطيافهم وتوجهاتهم مكلفون بالحفاظ على الثورة الإسلامية والشباب بدروهم يحملون مسؤولية أكبر من غيرهم، فهم القلب النابض للثورة والمحرك الأساسي لها، فقوات التعبئة الشابة هي المنتصرة ولكن هذا النصر مرهون بالتقوى الفردي والجماعي على حد سواء، والتقوى بطبيعة الحال لا تتحقق إلا على ضوء العلم الصالح الذي يكون سبباً للنصر الإلهي المؤزر.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى بعض الأمثلة القرآنية حول محاربة الظلم والاستبداد والوقوف بوجه عتاة العصر من فراعنة وطغاة، حيث قال: قال الله تبارك وتعالى لنبية موسى (عليه السلام): " قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى " ولما لاحظ هذا النبي الجليل الخشية لدى قومه حينما اتجهت نحوهم جيوش فرعون وتصورهم بأنهم سيقضون عليهم، طمأنهم بالنصر الإلهي وخاطبهم قائلاً: " قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ".
وعلى هذا الأساس دعا الحاضرين إلى ضرورة الالتزام بالتقوى لأنها السبيل الكفيل بالحفاظ على القدرة، ولو أننا التزمنا بها فلا تتمكن أية قدرة من هزيمتنا أعتى القوى الاستكبارية حتى وإن فاقت قوة الولايات المتحدة الأمريكية بعشر مرات.
بعد ذلك تطرق سماحته إلى الحديث عن أهم الإجراءات اللازم اتخاذها للنهوض بواقع قوات التعبئة معتبراً أن البصيرة هي الدعامة الأولى والأساسية في هذا المضمار، لذلك قال: قوات التعبئة لا تنضوي تحت حركة عاطفية بحتة، بل ترتكز على الإدراك والعلم والبصيرة، لذا لا بد من العمل للحفاظ على هذه التوجهات التعبوية.
وأشار آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) إلى أولئك الذين ساروا على نهج الثورة الإسلامية في بادئ الأمر ومن ثم تنصلوا عن مبادئها لدرجة أنهم أصبحوا مناهضين لها، ووصفهم كما يلي: هؤلاء لا يمتلكون فكراً دينياً عميقاً، وقد انخرطوا في ركب الثورة الإسلامية من منطلق مشاعرهم وأحاسيسهم ومرافقتهم لزملاء ثوريين، لذلك نجدهم بعد ذلك ابتعدوا عن المبادئ الثورية لدرجة أنهم وقفوا ضدها.
والبصيرة برأيه هامة للغاية لذلك أكد على ضرورة التحلي بها مراراً، حيث قال: السبب في تأكيدي بشكل مكرر على ضرورة التحلي بالبصيرة ولا سيما في الأحداث التي شهدتها البلاد عام 1388 هـ ش (2009 م) هو أهميتها على صعيد معرفة سبيل الحق وتمييزه عن الباطل، وبالطبع هناك من لا يعجبه هذا التأكيد المكرر.
وأكد قائد الثورة الإسلامية على أن الروح التعبوية شمولية تعم جميع شرائح المجتمع الإيراني ولا ترتبط بفئة ولا حزب بالتحديد معتبراً أن هذه الميزة تأتي بالمرتبة الثانية بعد البصيرة بصفتها أساساً للروح التعبوية، وقال: قوات التعبئة هي في الحقيقة قوات الثورة، ولو وجدت ازدواجية في - الشرائح الاجتماعية - فهي ازدواجية تعكس الروح الثورية والتوجهات المناهضة للثورة، إذ بإمكاننا استقطاب أصحاب التوجهات غير الثورية أيضاً.
ودعا سماحته إلى ضرورة العمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من قوات التعبئة لكنه أكد في الحين ذاته على أن هذا لا يعني الاعتماد على كل أسلوب وطريقة مهما كانت، وقال إن كل تيار أو شخص يعتقد بالثورة الإسلامية ويرى نفسه مكلفاً بخدمتها، فهو تعبوي بطبيعة الحال، واعتبر قوات التعبئة بأنها لا تنتمي إلى أي تيار وإنما تمثل تياراً عظيماً يجري باتجاه أهداف الثورة الإسلامية.
وأما الأمر الثالث الذي اعتبره سماحة السيد القائد بأنه ذو أهمية بالغة بالنسبة إلى الروح التعبوية، فهو استقطاب طاقات تعبوية من شتى مكونات المجتمع الإيراني، وعلى هذا الأساس قال: توسيع نطاق قوات التعبئة يجب وأن يتم من خلال الاعتماد على شتى الشرائح الاجتماعية، لذا يجب الاعتماد على سبل مناسبة للتنسيق بين هذه الشرائح وتوسيع نطاقها.
والأمر الرابع الذي اعتبره السيد القائد أساسياً على الصعيد التعبوي فهو التواجد الفاعل لقوات التعبئة في جميع مجالات الحياة على أساس مبدأ أن التعبئة الشعبية مظهر لسيادة الشعب الدينية الإسلامية، وأضاف: يتصور البعض أن سيادة الشعب الدينية تعني مجرد مشاركة الناس في الانتخابات والإدلاء بآرائهم، ولكن الحقيقة أن هذا الأمر ليس سوى أنموذج واحد على هذه السيادة التي تعني أن أبناء الشعب يجعلون تعاليم الشرعية الإسلامية هي الأساس في حياتهم الاجتماعية.
ومن هذا المنطلق اعتبر سماحته أن قوات التعبئة انعكاس جلي لسيادة الشعب الدينية في جميع مناحي الحياة، وقال: حسب هذا الرأي فلو تواجدت قوات التعبئة في مجال الاقتصاد المقاوم والنطاق العلمي أيضاً، فسوف ينضوي هذا الاقتصاد والعلم تحت مظلة سيادة الشعب.
وأما المبدأ الخامس والأخير في هذا المضمار، فهو برأي سماحته يكمن في ضرورة تأسيس لجان علمية تتولى الشؤون الفكرية في مستويين، القيادة والمنتسبون، لذلك وصفها السيد القائد كما يلي: مهمة هذه اللجان الفكرية التي يجب تشكيلها في شتى شرائح ومكونات قوات التعبئة، هي التخطيط للمهام التي تكلف بها هذه القوات سواء في مجال المواجهات العسكرية أو الحرب الناعمة، وكذلك على صعيد البناء والخدمات العامة.
وأكد سماحته على أن هذه اللجان من شأنها أن تسهم في تفعيل الطاقات التعبوية ورفع كفاءتها فكرياً، وقال: إلى جانب هذه اللجان الفكرية، يجب تأسيس لجان أخرى تتولى مهمة الإشراف والرقابة للحيلولة دون تغلغل الفيروسات المخربة في هيكل قوات التعبئة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن هذه المبادئ الخمسة تعد ضرورة للحفاظ على شجرة التعبئة الطيبة، لذا يجب تطبيقها عملياً في أرض الواقع وفق تخطيط مناسب ودقيق لكي تدخل حيز التنفيذ بأمثل شكل.
وحذر سماحته من مؤامرات الأعداء الرامية إلى استهداف قوات التعبئة عن طريق التغلغل فيها واختراقها مؤكداً على أنه حذر من هذه المساعي الخبيثة مراراً وتكراراً، ودعا المسؤولين إلى الانتباه والوعي كي لا يتم تأسيس قوات موازية ومنافسة لقوات التعبئة لأن البعض في داخل البلاد يحاولون إيجاد هذه القوات بهدف توجيه ضربة لقوات التعبئة الحقيقية، وصرح بالقول: نحن لا نعني من كلامنا ترويج فكرة أن قوات التعبئة تتنافس مع السلطة التنفيذية في البلد، بل هي قوات مكملة لها ويمكن الاعتماد عليها لتوجيه هذه السلطة نحو السبيل الصائب وتقديم العون لها على الصعيد العملي.
وأشار إلى تذمر بعض المسؤولين من عدم القدرة على إنجاز مشاريع كبرى لأسباب عديدة معتبراً أن هذا اليأس لا موضوعية له مع وجود قوات التعبئة الباسلة، فهذه القوات تحيي الأمل لدى كل إنسان وبالاعتماد عليها يمكن إنجاز كل مشروع مهما كان عظيماً، وفي الحين ذاته اعتبر أن الشعب الإيراني سوف لا يوجه أية عقبة مستحيلة ما دامت هذه القوات موجودة، لذلك شدد قائلاً: ربما يشعر المنتسب إلى قوات التعبئة بالخشية أحياناً من بعض الأمور، ولكنه لا يتوقف عند أية عقبة مهما كانت عظيمة لكونه يمتلك قابليات عظيمة ويسير في سبيل هدى لا نظير له، وهذا الأمر يحول نقاط الضعف لديه إلى نقاط قوة.
ونوه آية الله العظمى السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله) على المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها البلد وأشار إلى تسمية هذا العام بـ " عام الاقتصاد المقاوم والمبادرة والعمل " فقال: قدم المسؤولون في الحكومة قبل يوم تقريراً حول الإجراءات التي تم اتخاذها منذ باكورة هذا العام بغية تحقيق أهداف الاقتصاد المقاوم، حيث تضمن بعض الإحصائيات حول الموضوع، ولكن المهم في الأمر هو أننا نلمس ثمرة هذه الإجراءات بشكل عملي.
وأكد على أن قوات التعبئة من شأنها أن تفي بدور إيجابي في سبيل تحقيق أهداف الاقتصاد المقاوم وتنفي المشاريع المتقومة على أساسه.
وفي جانب آخر من كلمته القيمة، تطرق السيد القائد إلى بعض القضايا الدولية ولاسيما المرتبطة منها بالمواقف الأمريكية تجاه الجمهورية الإسلامية، وقال: حتى هذه اللحظة لا نستطيع تقييم ما ستقوم به الإدارة الأمريكية المقبلة، ولكن الإدارة الحالية قد نقضت الاتفاق النووي المشترك ولم تلتزم بتعهداتها تجاهنا والتي أقرت في تلك الآونة كإلزام بين الطرفين وهو ما أعلنه فريقنا المفاوض، ومنذ أن أبرم هذا الاتفاق وإلى يومنا هذا حدثت الكثير من الخروقات من قبل حكومة البيت الأبيض.
ثم أشار سماحته إلى الحظر الذي مدده الكونغرس الأمريكي ضد إيران لعشر سنوات أخرى، وأضاف: لو تم تنفيذ هذا الحظر بشكل عملي، فهو بكل تأكيد يدل على نقض صريح للاتفاق النووي المشترك وعلى الأمريكان أن يعلموا بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف ترد على هذا الخرق الصريح.
وأكد سماحته قائلاً: ليس من الحري بمكان اتخاذ الاتفاق النووي كورقة ضغط على الشعب والحكومة في إيران.
وأشار إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين السابقة والمعنيين بالشأن النووي والتي أكدوا فيها على أن الهدف من الاتفاق النووي مع بلدان الستة هو رفع الحظر والضغوط عن الجمهورية الإسلامية، وصرح قائلاً: الحكومة الأمريكية لم تلتزم يوماً بما تم الاتفاق عليه نووياً، أو أنها طبقت جانباً يسيراً منه وبشكل ناقص أيضاً، وهذا الأمر أكد عليه الفريق النووي المفاوض؛ لذا فقد تحول هذا الاتفاق كورقة ضغط على بلدنا.
وأكد على أن الجمهورية الإسلامية تعتمد بشكل أساسي وقبل كل شيء على الله سبحانه وتعالى، وبالدرجة الثانية تثق بقدرة شعبها وعدم خشيته من أية قدرة عالمية مهما كانت عظمتها.
وفي الختام ذم سماحة السيد القائد ذوي الأنفس الضعيفة والمتخاذلين من أمثال ضعاف النفوس من بني إسرائيل الذين يطغى عليهم الشعور بالعجز وعدم القدرة على مواجهة العدو، مؤكداً على أن الشعب الإيراني اليوم يجيب على هؤلاء كما أجاب النبي موسى (عليه السلام) بأن معه الله سينصره ويرشده.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية ألقى قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري كلمة أكد فيها على ضرورة استثمار القابليات الكامنة في الثورة الإسلامية المباركة، إذ قال: قوات التعبئة في الوقت الراهن تعمل على تدعيم أسسها من الداخل بهدف توسيع نطاق الثورة الإسلامية وترسيخ نفوذها على شتى الأصعدة ولا سيما مواجهة الفقر والحرمان في المجتمع والدفاع المدني والتطور العلمي.
وأعرب اللواء جعفري عن استعداد قوات التعبئة لمواجهة الأعداء في جميع الجبهات، وأضاف: جميع قوات التعبئة تسير على نهج واحد وترفع شعاراً واحداً، وسوف تسخر كل طاقاتها لأجل تحقيق أهداف الاقتصاد المقاوم، وسوف تبقى إلى جانب شعبنا الإيراني حتى آخر لحظة.
كما أن اللواء محمد رضا نقدي رئيس منظمة تعبئة المستضعفين أكد في كلمة له على الشوق والرغبة العارمة لدى منتسبي قوات التعبئة في الحضور بجبهات القتال والتضحية في سبيل الحق، وصرح قائلاً: إن المقاومة الفذة والتضحية التي شهدناها من قوات التعبئة سابقاً في إيران تحولت اليوم إلى أنموذج يحتذى به جميع المتحررين في العالم.
وأشار اللواء نقدي إلى إنجازات قوات التعبئة في مختلف المجالات وبما فيها الاقتصاد المقاوم معتبراً أنهم قد خلقوا ملحمة وحماسة عظيمة مرغت أنوف الأعداء.
كما تحدث في اللقاء ممثلون عن قوات التعبئة وهم السيد رضا قمش لو ومحمد حسين عباسي والسيدة مرضية رفعتي، حيث تطرقوا إلى آراء قوات التعبئة بالنسبة إلى الأوضاع الداخلية والدولية الراهنة وأكدوا على ضرورة مواصلة الطريق حتى النهاية لأنه طريق العدل والحق الإلهي.
/انتهى/