عزيزي: كنا نتوقع تصويت الجزائر ضد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية


عزیزی: کنا نتوقع تصویت الجزائر ضد قرار الوکالة الدولیة للطاقة الذریة

صرّح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، أن إيران كانت تتوقع أن تصوّت الجزائر ضد القرار المناهض لإيران الصادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تسعَ يومًا لتصنيع قنبلة نووية ولن تسعى لذلك أبدًا.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن وفدا برلمانيا من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مكوّن من إبراهيم عزيزي، بهنام سعيدي، ومحمد رضا محسني ثنائي، زار الجزائر، حيث التقى الوفد برئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي.

وعبّر عزيزي عن شكره لحفاوة استقبال رئيس البرلمان الجزائري، وهنّأ الجزائر بمناسبة الذكرى السبعين لانتصار ثورتها، التي تتزامن مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الإيرانية-الجزائرية، مشيرًا إلى أن هذا التقارب يحمل دلالات كبيرة.

وأشار إلى كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار، مؤكدًا أن الشعب الإيراني لطالما أشاد بصمود الجزائريين في مواجهة القوى الأجنبية، معتبرًا ذلك إرثًا ثمينًا. وأضاف أن روح مقاومة الاستعمار والاستكبار متأصلة أيضًا في الشعب الإيراني منذ انتصار ثورته الإسلامية.

وقارن بين تضحيات الشعبين، حيث فقدت الجزائر 1.5 مليون شهيد في سبيل استقلالها، فيما قدّمت إيران العديد من الشهداء في سبيل استقلالها والحفاظ على سيادتها.

وأعرب عن امتنانه لمشاركة رئيس البرلمان الجزائري في مراسم تأبين "شهداء الخدمة" وحفل تنصيب الرئيس الإيراني.

وأكّد على رغبة البرلمان الإيراني في تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين، مشيرًا إلى زيارة رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى الجزائر، وما تبعها من اجتماعات مثمرة.

وأبدى استعداد إيران لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياحية، مستشهدًا بالتقارب الديني كعامل يمكن استثماره في هذا المجال.

وأشار إلى وجود آلاف الشركات الإيرانية القائمة على المعرفة، التي يمكنها المساهمة في تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في مجالات الطب، التكنولوجيا، الطاقة النووية، والتجارة. وأوضح أن هذه الشركات تطورت استجابة للعقوبات الجائرة، مما حول التحديات إلى فرص للنمو والابتكار.

وتحدّث عن التطورات الدفاعية الإيرانية، بما في ذلك عمليات "الوعد الصادق 2"، وأكد على أهمية التعاون بين إيران والجزائر في مختلف المجالات. وشدد على أن منطقة غرب آسيا تمر بمرحلة حساسة وبالغة التعقيد.

وشكر الجزائر على مواقفها الشجاعة، محذرًا من أن عدم مواجهة الكيان الصهيوني الآن سيعرّض جميع الدول الإسلامية للخطر.

وأشار إلى عملية طوفان الأقصى، معتبرًا أنها أثبتت ضعف الكيان الصهيوني، داعيًا الدول الإسلامية إلى التحرك لحماية المدنيين في لبنان، فلسطين، وغزة. كما طالب البرلمانات الإسلامية، خاصة البرلمان الجزائري الذي يشغل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، باتخاذ موقف حازم إزاء هذه الجرائم.

وأكد على أن الشعب الفلسطيني في غزة سيكون المنتصر في النهاية، داعيًا الدول الإسلامية إلى دعمهم وعدم تركهم بلا سند.

ووجّه عزيزي دعوة إلى نظيره الجزائري للمشاركة في اجتماع مشترك سيعقد قريبًا في طهران بين برلمانات الدول الإسلامية.

عزيزي اختتم حديثه قائلاً: كنا نتوقع أن تصوت الجزائر ضد القرار المناهض لإيران الصادر في اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تسعَ يوماً إلى تصنيع قنبلة نووية ولن تسعى لذلك أبداً. ولكن، إذا استمرت العقوبات الجائرة واختاروا طريق التهديد والضغط، سنُجبر على الخروج من إطار اتفاقيات الضمانات الدولية.

بوغالي: يجب تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيران والجزائر

بدوره، أكد رئيس البرلمان الجزائري إبراهيم بوغالي على العلاقات التاريخية بين الجزائر وإيران، وتوافق مواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

وأعرب عن شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية على التعاون الثنائي، مشيرًا إلى اجتماعاته الأخيرة مع المسؤولين الإيرانيين، التي ركزت على تعزيز العلاقات بين الحكومتين والشعبين.

وأشاد بالمستوى العالي من العلاقات السياسية الثنائية، داعيًا إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي ليوازي التعاون السياسي. وأوضح أن الجزائر سنت قوانين جديدة لتشجيع الاستثمار الأجنبي، مما يتيح فرصًا أكبر للتعاون.

وأشار إلى زيارته لإيران ومدينتها أصفهان، وأبدى إعجابه بالشركات الإيرانية الخاصة التي حققت تقدمًا كبيرًا في التكنولوجيا والصناعة، مؤكدًا أنها قادرة على المنافسة مع الشركات الأوروبية من حيث التكلفة والجودة. واعتبر هذه القدرات فرصة لتعزيز التعاون وتجاوز القيود التي تفرضها الدول الغربية على نقل التكنولوجيا.

وشدّد على ثبات السياسة الخارجية الجزائرية في دعم القضايا العادلة، وخاصة القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الجزائر قدّمت وستظل تقدم التضحيات لدعم فلسطين.

وعبّر عن رفض الجزائر لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للدول، معتبرًا أن التدخلات الأجنبية تؤدي دائمًا إلى تفاقم الأزمات.

واختتم بوغالي حديثه بالتأكيد على ضرورة تعزيز التفاعل البرلماني والتعاون الاقتصادي بين البلدين، معربًا عن أمله في تطوير العلاقات الثنائية لتحقيق مصالح الشعبين.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة