مباني مدينة بروجرد التأريخية أنموذج حي على عراقة أهلها + صور

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

وأفاد مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في مدينة بروجرد التابعة لمحافظة لرستان أن تأريخ هذه المدينة عريق ويضرب بجذوره في آلاف السنين حيث اكتشف علماء الآثار فيها الكثير من القطع الأثرية التي تؤكد هذه الحقيقة وبما في ذلك منطقة أثرية تبلغ مساحتها 280 هكتاراً كانت محاطة في سالف العهود بجدار كبير.

* أطلال يبلغ عمرها 1200 سنة

الأطلال القديمة لمدينة بروجود تنتشر اليوم في أربعة مناطق أساسية فيها، وهي السوق وأحد المباني الأثرية والمسجد الجامع، حيث يبلغ عمرها ما يقارب 1200 سنة وقد تم تشييد المسجد على أطلال معبد للنار.

إضافة إلى ذلك هناك 470 أثراً تأريخياً وبما في ذلك 200 منزل قديم والعديد من الأحياء القديمة التي شيدت وفق فن معماري تقليدي حيث تم تدوين 170 من هذه الآثار ضمن قائمة الآثار الوطنية حيث يؤكد علماء الآثار أن هذه البقايا التراثية تدل بوضوح على عراقة مدينة بروجرد بصفتها مهداً للعديد من الحضارات السالفة.

* منازل أسرة الطبأطبائيين

يرى بعض الخبراء في الآثار أن النواة الأولى لمدينة بروجرد هي المنطقة المحاذية للمسجد الجامع والسوق الكبير فيها، وفيها بيوت قديمة لأسرة الطبأطبائيين تحتل مساحة صغيرة من مجمل المساحة القديمة للمدينة والتي كانت تبلغ آنذاك 280 هكتاراً، ومن جملتها بيت السيد كمال الطبأطبائي والسيد مغيث الإسلام الطبأطبائي والسيد افتخار الإسلام الطبأطبائي، وهي متصلة ببعضها وإلى جانبها بعض الآثار القديمة وبما فيها مقبرة الميرزا محمود الذي عرف بفضله وعلمه، وكذلك مقبرة الجد الأول لأسرة الطبأطبائيين الميرزا محمد الطبأطبائي وبيوت الشخصيات التالية: الحاج محمد المصري، الحاج أبو طالب البيرجندي، السيد أحمدي الطبأطبائي، السيد صدر زاده الطبأطبائي، المرحوم روغني، روناسي، حاتمي، محمدي، ميزائي، إضافة إلى عدة بيوت تراثية أخرى وهي بجملتها تعد مجموعة أثرية فريدة لا نظير لها في إيران والملفت للنظر أنها مشيدة على مقربة من بعضها البعض.

* الأبنية العامة المحاذية للبيوت التراثية

إلى جانب البيوت التأريخية التي أشير إليها، هناك أبنية عامة من جملتها مسجد وحمام السيد بحر العلوم ومدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الدينية ومدرسة نوربخش، لذا يمكن اعتبار هذه المجموعة التأريخية بأنها متكاملة من شتى العناصر الحيوية التراثية، وهذه المباني العامة تحتل رقعة مساحتها هكتار واحد وإلى جانبها العديد من الآثار الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أن بيت السيد صدر زاده الطبأطبائي يعد أكبر بيت أثري هناك حيث تبلغ مساحته ألفي متر مربع وتم تدوينه في قائمة الآثار الوطنية وهو تحت إشراف مؤسسة التراث الثقافي في مدينة بروجرد.

بيت السيد افتخار الإسلام الطبأطبائي هو الآخر واحد من أكبر البيوت الأثرية في هذه المنطقة حيث تبلغ مساحته ألف متر مربع تقريباً وتليه بالمساحة بيوت السيد كمال الطبأطبائي والمرحوم حاتمي وأحمدي بزركمهري والتي تبلغ مساحتها 900 متر مربع تقريباً.

* أقدم البيوت التأريخية في مدينة بروجرد

يقول خبراء الآثار إن بيت المرحوم حاتمي يعد أقدم البيوت التراثية في مدينة بروجرد وهو يختلف عن سائر البيوت من حيث بنيته المعمارية وقد أضيف مؤخراً إلى قائمة الآثار الوطنية.
وأما بيت السيد افتخار الإسلام الطبأطبائي فهو أحد البيوت القديمة الأخرى، فقد كان رجل دين بارز في مدينة بروجرد وترك بصماته على شتى النواحي الاجتماعية في المدينة وإيران بأسرها نظراً لعلمه وحذاقته، ويتكون بيته من ثلاثة أجزاء أساسية أحدهما خارجي والآخر داخلي وباحة خلفية، والقسم الخارجي من هذا البيت يستخدم اليوم كمكتب لمؤسسة التراث الثقافي وإلى جانبه متحف الآثار القديمة التي تنم عن التأريخ العريق لهذه المدينة وهي تدل على عراقتها وجذورها السحيقة في التأريخ.

من جملة الآثار الموجودة في هذا المتحف بعض المصنوعات اليدوية المحلية وكتب مخطوطة وأهم الوسائل التي اعتمد عليها الأهالي قديماً في الصناعة والزراعة وبما في ذلك وسائل صهر المعادن وصناعة الأواني النحاسية.

* ثانوية الإمام الخميني (رحمه الله) التأريخية

في نفس هذه المجموعة الأثرية توجد مدرسة ثانوية باسم الإمام الخميني (رحمه الله) وهي عبارة عن بناية في غاية الروعة حيث تمزج بين الفن الشرقي والغربي على حد سواء، وتبلغ مساحتها 14 ألف متر مربع وهي مكونة من ثلاثة طوابق وفي كل واحد منها رواق مشيد على إثني عشر عموداً في وسط باحة كبيرة، وقد تم تشييد هذا المبنى على شكل حرف H في عام 1935 م وقد صممه المهندس الفرنسي الشهير ماكسيم سيرو وقام المعماريون الإيرانيون بتنفيذ عملية البناء حيث يمتزج فيه فن العمارة الإيراني التقليدي مع الفن المعماري الأوروبي.