ايران كافحت الارهاب عمليا .. يجب انهاء تبعية العراق لأمريكا
أشاد سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني في العراق محمد حاج محمود بمواقف وخطوات ايران العملية في مكافحة الارهاب منددا بالسياسات الامريكية والسعودية في هذا المجال مؤكدا ضرورة انهاء تبعية العراق لأمريكا.
تسنيم / خاص
يعتبر سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني السيد محمد حاج محمود أحد الشخصيات البارزة في إقلم كردستان العراق، وقد أجرى معه وكالة تسنيم الدولية للأنباء لقاءً خاصاً وطرح عليه بعض الأسئلة حول الأوضاع الراهنة لمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام وأوضاع العراق بشكل خاص ولا سيما ما يرتبط في مستقبل هذا البلد ومسألة رئاسة الإقليم وعلاقاته بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.
مراسل تسنيم: ما هو تقييمكم لأوضاع منطقة الشرق الأوسط في الظروف الراهنة؟
محمد حاج محمود: ما نشاهده اليوم في منطقة الشرق الأوسط عبارة عن حروب ونزاعات واستعراض للقوة من قبل المجاميع الإرهابية وبعض القوى الغريبة على المنطقة، لذا فقد أصبحت هذه المنطقة اليوم ساحة معركة حقيقية وميدان للتنافس القتالي.
الولايات المتحدة الأمريكية أسست تحالفاً من 64 بلداً لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، والمملكة السعودية بدورها تقود تحالفاً انضوت تحته بعض البلدان العربية، ناهيك عن أن تركيا وبعض البلدان الأخرى تلعب دوراً في التحولات الحالية التي تطرأ على المنطقة، كذلك علينا أن لا ننسى الدور الروسي.
أود أن أؤكد لكم أن الأكراد في المرحلة الراهنة لهم دور مصيري وكما تعلمون فإنهم يقودون قوات مسلحة لمحاربة إرهابيي داعش، فقوات التحالف الدولية وبما فيها القوات الجوية الأمريكية والروسية تواجه الإرهابيين عن طريق ضربات جوية، لكن مقاتلينا الأكراد يواجهونهم على الأرض وقد تمكنوا من تحقيق انتصارات كبيرة.
مراسل تسنيم: ما هي المصالح التي تهدف البلدان الغربية إلى تحقيقها من وراء تأجيج الأزمات والحروب في المنطقة برأيكم؟
محمد حاج محمود: لا يخفى على أحد أن قضية إرهاب داعش مرتبطة بالسياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية، فالكثير من قادة هذا التنظيم الإرهابي كانوا سابقاً معتقلين في السجون الأمريكية وبعد إطلاق سراحهم أسسوا تنظيمهم هذا.
من المؤكد أن تأسيس الزمر الإرهابية بواسطة الأمريكان والأوروبيين منوط بالظروف الزمانية والمكانية، ففي أحد الأيام جمعوا الإرهابيين في إطار تنظيم القاعدة وذلك بميزانية مالية سعودية ضخمة وجهود استخبارية باكستانية ودعم أمريكي لا محدود، وعلى مر الأيام تفرعت على هذا التنظيم مجاميع أخرى استقلت تحت مسميات عديدة، لذا من المحتمل أن تظهر زمر إرهابية أخرى بعد تنظيم داعش.
مراسل تسنيم: ما هو تقييمكم لمستقبل العراق أمنياً وسياسياً؟
محمد حاج محمود: العراق لم يعد كالسابق، فهو ليس ذلك البلد الواحد، وكما شاهدتم فإن رئيس الوزراء العراقي طلب دعماً من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطة إقليم كردستان أيضاً، إضافة إلى أن الكثير من المواطنين العراقيين يقيمون اليوم في خارج بلادهم.
لا شك في أن تبعية العراق للولايات المتحدة سوف تتمخض عنه نتائج سلبية، فالأمريكان ليسوا بصادقين في تعاملهم مع أي أحد، وكما لاحظنا في عام 2003 م بادروا إلى إسقاط حكومة الدكتاتور صدام حسين خلال مدة قصيرة من الزمن، لكنهم اليوم وبعد مضي أكثر من عامين عجزوا عن استئصال تنظيم داعش الإرهابي، لذا يجب على ساسة البيت الأبيض بيان أسباب ذلك.
مراسل تسنيم: أنتم كنتم ضمن الوفد الذي رافق مسعود بارزاني في زيارته لبغداد، وبعد هذه الزيارة شاهدنا انسجاما بين بغداد وأربيل على صعيد محاربة تنظيم داعش الإرهابي؛ فهل هناك نوايا حسنة من قبل سلطة إقليم كردستان وكذلك الحكومة العراقية في تعزيز العلاقات المشتركة؟
محمد حاج محمود: زيارة رئيس إقليم كردستان العراق إلى العاصمة بغداد تحظى بأهمية بالغة لكونها مهدت الأرضية المناسبة لحلحلة الكثير من المشاكل العالقة بين الجانبين، ونحن نشعر بالارتياح لوضع حل لمشاكلنا مع الحكومة المركزية عن طريق الحوار والتفاهم إذ بإمكاننا مواصلة حياتنا السياسية في إطار دولة العراق ولكن يجب على الحكومة المركزية إدراك أن هذا البلد فيه ثلاثة مكونات أساسية هي الشيعة والسنة والأكراد، لذا يجب أن تتخذ إجراءات وتتبع سياسات تلبي مطالب جميع هذه المكونات في نطاق الدستور.
مراسل تسنيم: لو عجزت بغداد وأربيل من الاتفاق على مبادئ أساسية لحل بعض القضايا العالقة، فما هو الموقف التي ستتخذه سلطة إقليم كردستان؟ هل سيبقى الأكراد كمكون من مكونات الشعب العراقي أو أنهم سيتخذون قراراً آخر؟
محمد حاج محمود: أعتقد بأننا قادرون على تحقيق نتائج هامة عن طريق المحادثات، فالأكراد قادرون على البقاء في إطار الحدود السياسية العراقية، ولكننا نعير أهمية كبيرة لتجاوز مرحلة الفدرالية الحالية إلى الكونفدرالية التي نرجو تحققها عن طريق التعاون بين بغداد وأربيل وتنفيذ الاتفاقيات بشكل عملي، لذا نحن قادرون على ضمان مستقبل العراق عن طريق التفاهم والتعاون المشترك.
مراسل تسنيم: إحدى المشاكل الأساسية التي يعاني منها إقليم كردستان اليوم تتمثل في المنصب الرئاسي، فهل تعتقد أن هذه المشكلة لها حل سياسي أو قانوني؟
محمد حاج محمود: مسألة رئاسة الإقليم تعينها الانتخابات، والرئيس الحالي تصدى لها وفق هذه العملية ولكن تم تمديد ولايته لمدة سنتين استجابة لطلب بعض التيارات السياسية، وبعد ذلك تم الاتفاق سياسياً على صيغة جديدة لكننا لم نكن نعلم بها بالتفصيل وكما تعلمون فقد فشلت ولم تحقق أهدافها.
رئيس الإقليم الحالي مسعود البارزاني أصدر بياناً طالب فيه بتعيين رئيس جديد للإقليم وإجراء تغييرات في الطاقم الإدراي خلال عشرة أشهر، لكنني أعتقد بأن من يتصدى لرئاسة الإقليم لمدة عشرة أشهر لا يمكنه تنفيذ برامجه التي يهدف إلى تحقيقها، لذا من الأقضل أن تبقى الإدارة الراهنة على حالها حتى تجرى الانتخابات المقبلة، وهذه الانتخابات بطبيعة الحال لم شمل الأحزاب وتشجيعها على التعاون فيما بينها.
مراسل تسنيم: ما هو تقييمكم للعلاقة بين حكومة إقليم كردستان العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
محمد حاج محمود: العلاقات بين أكراد العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية طوت عدة مراحل منذ اتفاقية الجزائر والتعاون المشترك بين إيران والعراق ومواجهة الأكراد لنظام البعث المتلاشي، إلا أن انتصار الثورة الإسلامية في نهاية عقد السبعينيات كانت فرصة طيبة للنهوض بهذه العلاقات، ففي عهد النظام الشاهنشاهي في إيران كانت نشاطات قوات البيشمركة على الحدود ضيقة النطاق للغاية، ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية حدثت تغييرات جذرية وواسعة.
أضافة إلى ذلك إبان الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية قصف أزلام الدكتاتور صدام حسين مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية فهاجر الآلاف من سكانها إلى مخيمات اللاجئين في الجمهورية الإسلامية التي احتضنتهم وقدمت لهم خدمات إنسانية كبيرة.
كما أن الجمهورية الإسلامية تعتبر من أولى البلدان التي فتحت قنصلية في إقليم كردستان بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 م وذلك في محافظتي أربيل والسليمانية، ناهيك عن أنها لعبت دوراً إيجابياً لحلحلة المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، لذا فهي بلد هام بالنسبة لنا.
مراسل تسنيم: كيف تقيمون مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي؟
محمد حاج محمود: تنظيم داعش بصفته حركة إرهابية يعلن بصراحة عن عدائه للمسلمين الشيعة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية بدورها تدرك جيداً أنه تنظيم خطير يهدد مواطنيها، لذلك بادرت إلى محاربته بشكل عملي، ولا شك في أن إيران لها ثقل كبير في التصدي لهذا التنظيم الإرهابي وكذلك للأكراد دور هام على هذا الصعيد، وبالفعل فقد لمسنا السياسات المناهضة للإرهاب من قبل الجمهورية الإسلامية بشكل عملي.
/ انتهى /