السيد نصرالله: الذي حصل في حلب معركة يومية قاسية وطاحنة

اجدد التبريك بالأعياد التي نعيشها هذه الأيام، قبل مدة شهدنا ذكرى ولادة الرسول (ص) وذكرى ولادة حفيده جعفر الصادق (ع) أستاذ الأئمة، وبعد أيام عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح( ع).

السيد نصر الله: سوف اتحدث أولاً عن الشق السياسي قبل توقف البث التلفزيوني للنقاش في الشأن الطلابي والجامعي

السيد نصر الله: سوريا موضوعنا الأساسي في الحديث عن ما يجري في المنطقة بالاضافة الى ما يجري في اليمن وغيرها ومن ثم نتحدث عن الوضع اللبناني

نتوجه بالتحية الى المقاتلين المتواجدين في الميادين من ضباط وجنو ومقاومين سواء على الحدود الجنوبية أو على حدو غزة أو على الحدود الشرقية في البقاع أو في سوريا والعراق واليمن أو أي موقع يقاتل فيها المافعون أشكال الغزو والاحتلال والاهيمنة، التحية للصامدين في الظروف الطبيعية الصعبة والعسكرية الصعبة، الذين يدافون عن بلدانهم.

نصرالله: انطلاقا من ذكرى ولادة النبي محمد أقول لم يتعرض الاسلام كدين والرسول الى هذا المستوى من الاساءة والتشويه على الصعيد الاعلامي والشعبي طوال التاريخ كما حصل في السنوات القليلة الماضية بسبب حجم الاحداث والتجاوزات، وبسبب قوة الاعلام الذي يمكن أن يوصل الخير أو الصورة والكلمة الى كل بيت في العالم . قبل 6 سنوات كنا نواجه حملات الاساءة عبر الافلام أو الكتب لكن للأٍسف منذ 6 أعوام ونحن أمام مشهد مختلف. خلال 6 أعوام ما جرى على ايدي الجماعات الارهابية التي تدعي الانتساب للاسلام ولرسول الله وتكتب على راياتها لا اله الا الله محمد رسول الله، والاسوأ بينها داعش والتي تضع على راياتها ما يقال أنه ختم النبي.

نصرالله: ما قام به هؤلاء من قتل وذبح ومن سبي ومن حرق في الاقفاص أو السلاسل، ومن مجازر جماعية ومن تدمير لكل ارث حضاري سواء اسلامي أو مسيحي أو غبر ديني له تاريخ وقيمة حضارية، ما يرتبط بالبشر والحجر والتاريخ والثقافة. نحن أمام مجرزة شاملة على المستوى البشري والحضاري والفكري، مجزرة على مستوء الاخلاق قام بها هؤلاء. ما شهدناه من التفنن بأساليب القتل من الاغراق والصلب وقطع الرؤوس أمر مذهل. هؤلاء الان يقدمون كل هذه النماذج البشعة باسم الاسلام، هذا يرتب مسؤولية دينية بالدرجة الاولى وتاريخية واخلاقية على جميع المسلمين والمسلمات والعلماء والمفكرين والاساتذة والطلاب وعلى كل مسلم، كل من يستطيع أن ينطق أو يكتب ويعبر عم موقف، هناك مسؤولية رفض وادانة هذه الجرائم والاعمال البشعة والبراءة منها.

نصرالله: هذه الاعمال لا تمت الى الاسلام بصلة ولا الى رسول الله ولا الى أهل بيت الرسول ولا الصحابة. هذا الرفض والادانة والاستنكار اليومي والساعاتي والدائم وعند كل جريمة لا يكفي أن نقول أننا استكرنا قبل شهر أو سنة، مع كل جريمة مسؤولية الجميع أن يصرخوا من يصمت هو شريك باتاحة المجال للاساءة للاسلام ولكل دين.

الوهابية تريد فرض فكرها على مسلمي العالم

نصرالله: الفكر الوهابي لهذه الجماعات يريد أن يفرض نفسه بقوى على مسلمي العالم، ويقول أن الاحتفال بالمولد النبوي حرام وبدعة وفقه، وقال بعض الشيوخ أن من يحتفل بعيد المولد النبوي كافر يقتل لأنه مرتد عن الاسلام. بقية المسلمين من سنة وشيعة يقولون أن هذا الاحتفال جائز ولديهم أدلة، لماذا أنت تريد أن تفرض قناعتك وفكلاك على بقية المسلمين. شهدنا كيف يذهب الانتحاريون لتفجير أنفسهم باحتفالات السنة بعيد المولد النبوي.

نصرالله : لا يمكن فرض الفكر الخاص أو المذهب الخاص على كل المسلمين، ولكن الوهابية تريد أن تفرض فكرها بالقوة وبالقتل. في الاسابيع الماضية هناك معركة طاحنة عبر القنوات التلفزيونية حول الاحتفال بعيد المولد أو عدمه مترافقة مع خطب.

نصر الله: من يكفر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سيكفر الاحتفال بمولد النبي عيسى "المسيح"

تفجير طفلة في سوريا

نصرالله: الذي رأيناه خلال الايام الماضية دخلت طفلة صغيرة الى أحد مراكز الشرطة في دمشق، أما فجرت نفسها أو تم تفجيرها عن بعد، ولكن الامر اليقين هو أن طفلة تم الباسها الحزام الناسف وادخالها الى مركز للشرطة، اذا تم اقناعها فهذه مصيبة واذا تم تفجيرها عن بعد فهذه أيضا مصيبة. يجب على كل مسلم في العالم له قدرة على الكلام أن يدين هذا المجرم هذا الوحش القاتل الهمجي الذي يرسل بناته لتنفيذ عمليات انتحارية باسم الله والاسلام والرسول.

السيد نصر الله: هذا الحادث ليس بجديد فهناك حوادث سابقة حصلت في نيجيريا ونحن اليوم امام مسؤولية فضح ذلك وادانته

احراق جنديين تركيين

نصرالله: اما الحدث الاخر فهو احراق جنديين تركيين باسم الاسلام، طبعا الجيش التركي هو في الموقع الاخر ولكن هذا لا يمنع أن ندين هذا القتل والوحشية كما فعلنا سابقا عندما أقدمت داعش على حرق الطيار الاردني والجنود العراقيين. أي دين يقبل بهذا الذي يجري باسم الاسلام.

لا شيء اسمه تنظيم «الدولة الاسلامية»

 نصرالله:يجب أن ننتبه الى مصطلحات "الاسلام المتطرف، الارهاب الاسلامي، الجماعات الاسلامية المتشددة" بعض الاعلام يصر على استخدام «الدولة الاسلامية» بدل "داعش"، هذا جزء من المؤامرة على الاسلام واستهدافه، لا شيء اسمه تنظيم «الدولة الاسلامية» بل "داعش" هناك جماعات ارهابية تكفيرية متطرفة وليس حماعات اسلامية متطرفة. الاسلام اسلام واحد هو اسلام القرآن.

جريمة الامريكان في هيروشيما

نصر الله: لقد فعل ما فعل الجيش الاميركي في هيروشيما وغيرها ولا احد يتحدث عن هذه الجريمة او يقول الارهاب المسيحي وغيره وكذلك في الحديث عن اليهود لا نقول الارهاب اليهودي بل نقول الكيان الصهيوني لكن في كل العالم يتم التسويق لكلام الارهاب الاسلامي

نصر الله: ندعو الدول التي قدمت الدعم للارهابيين ان تعيد النظر بذلك وتوقف هذا الدعم

أحداث الكرك

نصر الله: الذي حصل في الكرك الا يدعو الحكومة الاردنية لكي تتعظ وتوقف دعم الارهابيين وعدم القول ان الجماعات المسلحة لا تحمل فكر داعش فهذه الجماعات لديها نفس الفكر وتكفركم

الدعم التركي لداعش

نصر الله: الحكومة التركية والحزب الحاكم في تركيا أكثر من دعم داعش وذلك واضح واميركا تتحدث عن ذلك.

نصر الله: الحكومة التركية هي أكثر من تتلظى اليوم بنيران داعش وهي اكثر من قام بدعم التنظيم بتهريب النفط وادخال المسلحين والاموال

نصر الله: الحكومة التركية لا تريد ان يرى الشعب التركي كيف تقوم بدعم داعش من خلال النفط والسلاح والمال وكل ما قدمه اردوغان للارهابيين

معركة حلب

نصرالله: الذي جرى في حلب خلال الاشهر الماضية حرب حقيقية من أقسى الحروب التي شهدتها سوريا والمنطقة، الذي حصل لم يكن عادي، الدول الراعية للجماعات المسلحة أتت بعشرات الاف المقاتلين، المعارك مع هذه الجماعات لم تكن فقط مع المعارضة السورية بل مع الاتراك والاوزبك والشيشان وأسيا الوسطى. الذي شاركوا في المعارك عشرات الالاف بينهم مئات الانتحاريين الذي فجروا أنفسهم بوقت واحد. مئات الانغماسيين وأسلحة نوعية وامكانيات هائلة، آليات تحمل أسلحة، مال واعلام. الذي حصل في حلب هو معركة يومية قاسية وطاحنة، راهنت عليها كل الدول الراعية للمشروع الاخر وكان الهدف هو اسقاط حلب وليس فتح الطريق الى حلب الشرقية.

نصرالله: في الاشهر الماضية عنوان المعركة التي رفعتها الجماعات المسلحة "معركة حلب الكبرى"، اليوم عندما نقف أمام هذا الانتصار والانجاز يجب أن نستحضر حجم التضحيات الجسمية من شهداء وجرحى ومدنيين ومواجهات حادة.

نصرالله: معركة حلب وتبريرها بموضوع حجم الدعم وأن الدول الراعية خذلت الجماعات غير صحيح، حجم الدعم الذي قدم للمعركة من تشهيلات وأموال وأسلحة شيء مذهل جدا. باعتراف بايدن وكلينتون المال الذي أنفق في سوريا مئات المليارات وعشرات الالاف من أطنان السلاح والذخائر.

من سوريا الى فلسطين

نصرالله: ما قدمه العالم والدول العربية من دعم  وسلاح وذخيرة على المستوى المادي واللوجستي ودعم اعلامي على سوريا يفوق بعشرات المرات بما قدمه العالم العربي للشعب الفلسطيني خلال أكثر من 60 عاما. الحقيقة هي أن الدول الداعمة للارهاب لم تقصر بشيء. ما لم تفعله هذه الدول هو أنها لم ترسل الجيش السعودي أو القتلي بل وفرت أبنائها، الان التركي بدأ يذوق ما فعل.

التضليل الاعلامي

أثناء معارك حلب خصوصا خلال الاشهر القليلة الماضية، قيل الكثير عن هذه المعركة وحصل الكثير من لاتضليل الاعلامي، مثلا جيء بصور من الضاحية بحرب تموز وقدمت على أنها حلب، جيء بمجازر ودمار في غزة قامت بها اسرائيل وقدمت على أنها في حلب، وجيء بأطفال اليمن الذين يموتون جوعا ومرضا منذ سنة ونصف بسبب الحصار السعودي لليمن والحرب على اليمن. العالم كله يشهد أن هؤلاء الاطفال يمنييون وأن هذه الصور من اليمن. وكل من يدعي أنه شريف وانساني بدل أن يقف ويقول كلمة الحق يأتي بصور أطفال اليمن ليقول هؤلاء أطفال حلب.

نصرالله: في حلب قتال ومعركة قاسية ودامية ولكن الذي تم فبركته لا أٍساس له من اصلحة. في الشمهد الانساني منذ أسبوع نرى المدنيين يخرجون من شرق حلب بالاضافة الى المسلحين بسلاحهم الفردي، أذكروا مدينة حاصرتها داعش وسمحت أن يخرج من المدنيون سالمين أو للمسلحين عُزل اما بسوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا.

الفوعة وكفريا

نصرالله: الفوعة وكفريا محاصرة منذ حوالي السنتين وتدافع عن نفسها من الداخل ويدافع عنها من الخارج، وبلكاد خرج منها 1200 رجل وامرأة وطفل ومرضى وجرحى، لكن تم أيضا احتجازهم رهائن. اذا هذا يجب أن يأخذ من تجربة حلب.

نصر الله: لا أحد في سوريا وحلفاء سوريا يريد حصول تغيير ديمغرافي بسوريا ولكن الذي يعمل على ذلك هم الجماعات المسلحة.

هدف اسقاط النظام السوري سقط

نصر الله: ممعركة حلب اذا أردنا توصيفها يمكن أن نقول أنها احدى الهزائم الكبرى للمشروع الاخر وانتصار للجبهة المواجهة للارهاب وتطور هام على المستوى العسكري لجبهتنا. ولكن ذلك لا يعني انتهاء المعركة وحسمها، ولكن المشروع الذي كان يهدف الى اسقاط النظام أو السيطرة على كل سوريا، اليوم هدف اسقاط النظام السوري سقط.

نصرالله: النظام معه دمشق وحلب، أكبر مدينتين في سوريا وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس والسويداء، هو نظام موجود وقوي وفاعل لا يمكن تجاهله أو الادعاء أنه سقط. انتصار حلب لا يعني أن مشروع تدمير سوريا سقط وأن المشروع من أجل الحرب على سوريا انتهى. نحن أما معركة جديدة جبهتنا تقدمت والمواجهة كبيرة، المرحلة المقبلة يجب أن تتركز على تثبيت مدينة حلب ومحيطها لأن الجماعات المسلحة ستعمل على استهداف المدينة ومحيطة، يجب أن نكون حذرين والاولوية هي لتثبيت الانجاز وتمكين الانتصار. انتصار حلب يمكن أن يفتح آفاق جديدة أمام الحلول السياسية وبمكن بعض الدول أن تصبح واقعية، الحل السياسي الذي عطلته أميركا والسعودية، حلب غيرت الكثير في الحقائق الشعبية والميدانية. هذا انجاز لكل الذين قاتلوا من سوريين وحلفاء.

الأصل والعامل المساعد في سوريا

نصرالله: بعد الله الأصل هو للقيادة السورية والجيش والشعب السوري الذي أخذوا قرار المواجهة. الحلفاء لسوريا هم عامكل مساعد ومتمم لكن الاصل هو للسوريين الذي يصنعون مستقبل بلدهم والمنطقة كلها.

الحكومة البحرينية مصرة على ارتكاب الحماقات

نصرالله: ما حصل في البحرين أمس يدل على أن الحكومة البحرينية مصرة على ارتكاب الحماقات وكادت أن ترتكب حماقة جديدة لولا تصدي الشعب للشرطة التي حاولت الاعتداء على منزل الشيخ عيسى قاسم. الشعب البحريني لم يستسلم ولن يسلم قائده، وندعو السلطات إلى التعقل وعدم الذهاب الى مكان ستندم عليه كثيرا.

لبنان: النزاع على الحقائب طبيعي

نصرالله: في الوضع اللبناني لا أحد كان يريد تعطيل التشكيل كان هناك نزاع طبيعي على الحقائب والتمثيل، هذا انجز. البيان الوزاري يفترض أن لا يواجه صعوبات. الجهد الان يتوجه نحو قانون الانتخابات، الحكومة التي ستنجز البيان الوزاري ونحصل على ثقة مجلس النواب بطبيعة الحال لا يجب أن تعتبر نفسها فقط حكومة انتخابات، ويجب أن تتحمل كامل المسؤولية تجاه الشعب على كافة المستويات، ولا يجوز تبرير العجز أو التقصير بأننا حكومة انتخابات. هي حكومة كاملة المسؤولية واصللاحية ويجب أن تتحمل المسؤولية كاملة.

نصرالله: نؤيد النسبية الكاملة وندعو الى حوار شامل ونتفهم قلق البعض ويجب أن يأخذ هذا بعين الاعتبار. كان دائما يقال حزب الله يريد السيطرة على البلد ومفاصل الدولة ، هذه اتهامات باطلة يتطلى خلفها بعض المقصرين والعاجزين. نحن لا نريد السيطرة على البلد ولو أتت القوى السياسية والاحزاب جميعها وقال يا حزب الله رئيس الحكومة منكم والوزراء كذلك ونحن نقبل وأنتم ديروا البلد نقول ممنونيون ولا "ما تقربوا صوبنا" لا أحد يقبل أن يحمل مسؤولية بلد فيه هذه الصعوبات وبهذا الوضع في المنطقة.

نصرالله: نحن مع حوار كامل وشامل مع كل القوى السياسية، ونريد القانون الامثل والافضل وأن نأخذ نقاط القلق للوصول الى مكان ما، ولكن لسنا مع العودة لقانون الستين.

نصرالله: أجواء النقاشات جيدة ومنفتحة، والجميع يريد الوصول الى نتيجة، بلدنا يدخل في مرحلة استقرار سياسي وأمني، ونحن بانتظار الانتخابات النيابية المقبلة، ويجب أن نبقى على حذر على المستوى الامني والسياسي، مستقبل البلد مرهون بتعاضد الجميع وتفهم الجميع للجميع.

يتبع..