الجيش التركي سيذهب الى "منبج" بعد "الباب"
قال الجنرال التركي المتقاعد أحمد ياووز انه يجب على حكومة أردوغان التنسيق مع الحكومتين السورية والروسية إن أرادت تحقيق نجاح شامل في عمليات درع الفرات مضيفا بأن الجيش التركي سيتوجه الى منبج بعد الباب وان عدم الذهاب الى منبج سيفشل هذه العمليات.
واضاف ياووز في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في اسطنبول ان أهم هدف سياسي لعلميات درع الفرات هو الحيلولة دون دون فتح ممر كردي آمن لقوات الـ بي كا كا الكردية (حزب العمال الكردستاني) شمالي الأراضي السورية، وأهم هدف عسكري فهو تطهير مدينتي الباب ومنبج من إرهابيي الـ بي كا كا الكردية والدواعش، ولكن إن تم تطهير مدينة الباب فقط منهم ولم تسر العمليات إلى مدينة منبج ففي هذه الحالة يمكن اعتبار عمليات درع الفرات فاشلة ولم تحقق أهدافها.
* من هو الجنرال أحمد ياووز؟
الجنرال التركي أحمد ياووز تخرج من المدرسة العسكرية لقوات المشاة التركية في عام 1975 م برتبة ملازم ثاني، وفي عام 1991 م التحق بجامعة القوات المسلحة التركية ومن ثم قبل في الجامعة العسكرية الفرنسية ليتخرج منها عام 1995 م ليتدرج رتبته في الجيش التركي حتى حصل على درجة عميد عام 2001 م وجنرال في عام 2005 م.
أحمد ياووز تولى رئاسة هيئة أكاديمية الأركان في الجيش التركي عام 2011 م وقد حكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً لمشاركته في عمليات " باليوز " ولكن في عام 2015 م أعيد النظر في قضيته من قبل المحكمة الدستورية وتمت تبرئته من التهم التي وجهت له. حينما كان هذا الجنرال التركي معتقلاً في السجن ألف كتابه الشهير الذي عنوانه " الجيش والسياسة " بمشاركة زميله الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بكين.
وقد تمحور هذا الحوار حول العمليات العسكرية التي تخوضها القوات التركية في مدينة الباب السورية ضمن ما يسمى بعمليات درع الفرات والتي انطلقت منذ الرابع والعشرين من شهر آب / أغسطس وما زالت جارية حتى اليوم حيث اعتبرها ناجحة ولكنه أقر بوجود مصاعب جمة يواجهها الجيش التركي في هذه العمليات التي أودت بحياة الكثيرمن الجنود الأتراك، وصرح قائلاً: يجب أن نسلط الضوء على عمليات درع الفرات الجارية في مدينة الباب من عدة جوانب، والجيش التركي اليوم يواجه مصاعب كبيرة فيها والسبب في ذلك يرجع إلى عدم تنسيق الحكومة التركية مع حكومات سوريا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فقد اعتمدت على الجيش السوري الحر الأمر الذي تسبب لها بمشاكل جمة وعرقل هذه العمليات بشكل كبير.
* الجيش التركي يخوض معارك ضارية في مدينة الباب
ووصف أحمد ياووز الحروب التي تجري على غرار ما يحدث في مدينة الباب السورية قائلاً: هناك نوعان من الحروب التي تستتبع مشاكل ويواجه الجيش فيها مصاعب كبيرة، إحداها حرب المدن والأخرى عمليات التمشيط، والجيش التركي حالياً يخوض أشرس أنواع الحروب في مدينة الباب، لذا إن أردنا تقييم أدءاه فلا ينبغي لنا نسيان الظروف التي تحف هذه العمليات.
* بعد مدينة الباب ستنطلق عمليات عسكرية في منبج
ولدى إجابته عن سؤال حول الجنود الأتراك الذين قتلوا في مدينة الباب السورية بواسطة تنظيم داعش الإرهابي، ولا سيما مقتل 16 جندياً قبل ثلاثة أيام وما إن كانت هذه الخسائر الكبيرة التي يواجهها الجيش التركي تتسبب في تعليق العمليات العسكرية الموسومة بدرع الفرات، قال هذا الخبير العسكري التركي: عمليات درع الفرات لها أهداف عسكرية وسياسية على حدّ سواء، فأهم هدف سياسي لها هو الحيلولة دون دون فتح ممر كردي آمن لقوات الـ بي كا كا الكردية شمالي الأراضي السورية، وبالفعل فقد تحقق هذا الهدف بفضل العمليات الجارية في الوقت الراهن، وأما أهم هدف عسكري فهو تطهير مدينتي الباب ومنبج من إرهابيي الـ بي كا كا الكردية والدواعش، لذا إن تم تطهير مدينة الباب فقط منهم ولم تسر العمليات إلى مدينة منبج ففي هذه الحالة يمكن اعتبار عمليات درع الفرات فاشلة ولم تحقق أهدافها.
*الخطط المستقبلية لما بعد عمليات درع الفرات
أحمد ياووز صرح بأن الحكومة التركية بعد انتهاء عمليات درع الفرات سوف تعقد اتفاقيات مع الحكومة السورية لإرجاع الأراضي التي استحوذت عليها ضمن عملية تبادل تتقوم على شروط معينة، وأضاف: من المؤكد أن الحكومة السورية سوف لا تبادر إلى مواجهة عسكرية مع القوات التركية المتواجدة شمالي البلاد خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن الحكومة التركية سوف تعقد اتفاقيات معها على صعيد المهجرين السوريين المقيمين في الأراضي التركية حيث سترسلهم إلى الأراضي التي سيطر عليها الجيش التركي ومن ثم وفق شروط معينة تحيل هذه المناطق إلى إشراف الجيش السوري. والمسألة الهامة على هذا الصعيد أن الحكومة التركية إن أرادت النجاح في عمليات درع الفرات فلا بد لها من التعامل مع الحكومتين السورية والروسية.
* مشاركة المجاميع الإرهابية إلى جانب الجيش التركي في عمليات درع الفرات تضر بعلاقات تركيا مع سوريا وروسيا
وبالنسبة إلى مشاركة بعض الزمر الإرهابية المسلحة في عمليات درع الفرات جنباً إلى جنب الجيش التركي، ولا سيما تلك القوات التي فرت من مدينة حلب بعد الهزيمة الشنيعة التي تعرضت لها، قال أحمد ياووز: بعد تحرير مدينة حلب من قبل الجيش السوري انهالت المجاميع المسلحة على الأراضي التركية، لذلك تقوم السلطات التركية حالياً بإعادة تأهيلهم بغية المشاركة في عمليات درع الفرات، ولكن يجب على الحكومة أن تأخذ جانب الحيطة والحذر لأن أعداداً كبيرةً من هؤلاء ينضوون تحت مظلة النصرة وأخواتها، ومشاركة هؤلاء في العمليات المذكورة سيتسبب قطعاً بحدوث خلافات بين تركيا من جهة وسوريا وروسيا من جهة أخرى، وبالتالي ستلقي هذه الخلافات بظلالها على العلاقات بين أنقرة وكل من دمشق وموسكو، لذلك يجب على الحكومة التركية الحذر من ذلك والتعامل مع الأوضاع بحذر وعقلانية أكثر.
/ انتهى /