بريطانيا ستتولى مهمة التواجد العسكري بالخليج الفارسي، لكنها ستجر أذيال الهزيمة
أكد الخبير في شؤون غرب آسيا السيد هادي محمدي على أن القوات البريطانية سوف تعود مرة أخرى إلى منطقة الخليج الفارسي بعد أن أوكلتها في عقد السبعينيات إلى القوات الأمريكية وستشرف على نشاطات البلدان الموالية لها بشكل مباشر، وأول مؤشر على ذلك يتمثل في المناورات التي أجريت في مياه الخليج الفارسي.
تسنيم / خاص - أجرى مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء مقابلة مع الخبير في الشؤون الاستراتيجية السيد هادي محمدي تمحورت حول المناورات العسكرية التي قامت بهل كل من بريطانيا وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في مياه الخليج الفارسي الدولية، وقد سلط الضوء على أهداف الحكومة البريطانية من ورائها والتي تروم إلى إعادة أمجادها السالفة في المنطقة وفرض سلطتها على البلدان الموالية لها من جديد نيابة عن واشنطن، وقد أكد بالقول: هذه المناورات قد أجريت تحت إمرة القوات البريطانية، وقد وصفها المراقبون بأنها تهدف إلى إجراء حرب افتراضية محورها مواجهة الطرادات البحرية الإيرانية السريعة، أي أنها عبارة عن تكتيك لحرب بحرية ضد الطرادات الإيرانية، لكن بعض المسؤولين الغربيين والبريطانيين صرحوا بأنها لا تمت بصلة بإيران بعد أن تلقوا تحذيرات ومواقف شاجبة من قبل الأوساط الداخلية في الجمهورية الإسلامية.
وقد اعتبر هذا الخبير الاستراتيجي هذه المناورات بأنها مجرد استعداد عسكري عام، وقال: من البديهي أن المناورات العسكرية عادة ما تجرى بهدف التصدي لتهديد أو خطر مفترض من قبل جهة معينة، لذا تحاول التشكيلات العسكرية على ضوئها إثبات أنها متأهبة لمواجهة أية هجمة محتملة، وهذه القاعدة متعارفة في جميع بلدان العالم وهي محور مناورات جميع أصناف القوات العسكرية؛ لذا سرعان ما بادر المشاركون في المناورات الرباعية إلى نفي أنهم يهدفون إلى التصدي للخطر الذي تشكله إيران في المنطقة.
وأكد السيد هادي محمدي على أن هذه المناورات التي أجريت برعاية بريطانية مباشرة، هي الأولى من نوعها وأضاف: القوات البحرية البريطانية بعد عقد السبعينيات غادرت مياه الخليج الفارسي وأوكلت البلدان التي كانت خاضعة لسلطتها للقوات الأمريكية، وهذه المناورات هي الأولى من نوعها منذ تلك الآونة، لذا يمكن القول إن القوات البريطانية قد عادت مرة أخرى إلى هذه المنطقة الحساسة في العالم لكي تحمل بعض الأعباء التي كانت ملقاة على كاهل القوات الأمريكية والتي تتمثل في الحفاظ على كيان الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة، وهذا الأمر ليس استنتاجاً وإنما المسؤولون الأمريكان والبريطانيين يصرحون به بشكل علني.
ونوه الخبير الاستراتيجي في شؤون منطقة غرب آسيا على أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت لدى حضورها اجتماع بلدان مجلس التعاون في الخليج الفارسي بأن لندن سوف لن تتوانى عن اتخاذ أي إجراء لردع نفوذ إيران في المنطقة، لذا يمكن اعتبار هذه المناورات تستهدف في ماهيتها كيان الجمهورية الإسلامية وهي عداء سافر لها، ومن هذا المنطلق لا بد من الرد عليها أمنياً ودبلوماسياً.
وأشار السيد هادي محمدي إلى أن البريطانيين في هذه المرحلة الجديدة سوف يتولون مهمة إدارة شؤون بلدان الخليج الفارسي والمنطقة عسكرياً، وأضاف بالقول: بما أن السعودية تعاني من ضعف شديد وهزالة ملحوظة، فالبريطانيون يبحثون اليوم عن بديل قوي ينوب عنها ولربما تكون الإمارات هي ضالتهم والبديل المناسب لأسرة آل سعود التي ماتت سريرياً، كما نستشف من التوجهات العامة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواجه أربع سنوات غير مستقرة إثر فعاليات البريطانيين والأمريكان، وهذه المساعي اليائسة ستتزامن مع ضعف شديد لعملاء الغرب في المنطقة وهم أمراء بلدان الخليج الفارسي.
كما أكد الخبير الاستراتيجي السيد هادي محمدي على أن حكومتي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تعانيان من أزمات داخلية محتدمة الأمر الذي يجعلهما عاجزتين عن مواجهة القابليات الإيرانية المتنامية في منطقة الخليج الفارسي، وقال: هذه الحقيقة تدل بوضوح على أن الأمريكان والبريطانيين قد أججوا الحروب ودعموا الإرهاب في كل من العراق وسوريا لأجل أن يلتهموا المنطقة ويهمشوا الحكومات المستقلة التي لا تسير في ركبهم، لكن مساعيهم الخبيثة هذه باءت بالفشل وتحملوا نفقات مالية طائلة وهزائم مخزية، ولا شك في أن ثمرة مغامرات البريطانيين في منطقة الخليج الفارسي سيتمخض عنها طرد قواتهم العسكرية وسائر القوات الموالية لهم بذلة وتحقير وسيجرجرون أذيال الهزيمة هاربين منها، وبالتالي سوف لن يبقى لهم وجود في محاذاة الحدود الإيرانية على طول سواحل هذا الممر المائي الاستراتيجي.
/ انتهى /