باحثة كويتية: الإمام الخميني (رض) أراد مصلحة الشعوب واسترجاع كرامتها
المفكرة الكويتية، إيمان شمس الدين: "كان الإمام الخميني (رض) يهدف في تصدير الثورة إلى تصدير قيمها ومبادئها وتصدير ثقافة الرفض والمقاومة والسعي للعدالة والحرية والكرامة الحقيقية".
اكدت الباحثة الكويتية، إيمان شمس الدين، في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للانباء أن الثورة الإسلامية في إيران كان لها "انعكاس إيجابي جدا"، لافتة الى أن انتشار أخبار الثورة التي قامت في عام 1979 للميلاد وأصدائها واجه عدة عوائق منها: عدم توفر وسائل الإعلام المتاحة في يومنا هذا، وما كان متاحا في المناطق القريبة من إيران هو الإعلام الرسمي فقط والذي كان بيد حكومات المنطقة و التي عمدت إلى التريث بداية من مباركة الثورة ثم سرعان ما بدأت حملة شرسة (..) خوفا من تأثر الشعوب بها وانتهاجهم نهجها، مما يهدد وجودهم في الحكم.
وتابعت شمس الدين قائلة: "نستطيع اليوم أن نقول بضرس قاطع، أن نجاح الثورة وثباتها واكتفاءها الذاتي ومكنتها وقدرتها وإثبات قدراتها العسكرية والعلمية في الميدان فتح آفاق كثيرة أمام الشعوب خاصة بعد الثورات الشعبية التي حصلت".
المنطقة العربية والإسلامية قبل الثورة الإسلامية وبعدها
قبل الثورة
ولفتت الباحثة شمس الدين الى أن الهيمنة الأمريكية والغربية على مقدرات الشعوب كانت كبيرة جدا من خلال هيمنتها على الأنظمة، و"كان أغلب الشعوب العربية الإسلامية تغرق في وحل الفقر والتجهيل، ومحاولات تمييع الهوية والانسلاخ من الدين، والانغماس في عصبيات قومية".
قبل الثورة تم الاعتداء على لبنان
وتابعت: قبل الثورة تم الاعتداء على لبنان من قبل الكيان الصهيوني وكانت المنطقة مرتعا للاستخبارات الأمريكية والصهيونية، تتآمر على وعي الشعوب وعلى نهب ثرواتهم وعلى مزيد من تدمير ذاكرة التاريخ خاصة فيما يتعلق بفلسطين، وفرض سياسة الإمر الواقع والاستسلام.
بعد الثورة
واستدركت شمس الدين لافتة الى أن الكثير من الحركات الشعبية توالت بعد الثورة وأهمها على الاطلاق انطلاقة المقاومة في لبنان ضد الوجود الصهيوني فيه، "وهي انطلاقة لم يباركها فقهيا أحد من الفقهاء والمراجع سوى الإمام الخميني (رض)، هذا فضلا عن قطع الطريق على مشروع الاستعمار والهيمنة الذي كان يخطط له في سفارة أمريكا في طهران".
احياء القضية الفلسطينية
وتابعت: وقام الإمام رحمه الله بإعادة إحياء القضية الفلسطينية بطريقة ذكية اخترقت الزمان والمكان وضمنت استمرارية إحياءها في الوعي الشعبي بعد محاولات طمس معالمها في وعي الشعوب من خلال إغراقهم في مشاكلهم الداخلية، ومازالت الجمهورية إلى يومنا هذا السباقة في إبقاء هذه القضية حية رغم كل محاولات تشتيت الذاكرة والوعي من خلال إغراق الشعوب بمشاكل داخلية تثقل كاهل العقل والجسد.
فتح السفارة الفلسطينية واسبوع الوحدة
وكانت إيران بعد الثورة الأولى في فتح سفارة فلسطين وإغلاق السفارة الصهيونية وإعلان الإمام بضرورة الجهاد لأجل تحرير فلسطين ودعم الحركات التحررية والمستضعفين أينما كانوا، و اعتبر أمريكا عدو الأمة الأكبر، فبذلك "حدد معالم العداء وشخوصها، وفي ذات الوقت أعلن ضرورة الوحدة بين المسلمين في المنطقة من خلال عقد أسبوع الوحدة الاسلامية في فترة مولد النبي (ص) الذي يعتبر منارة يلتف حولها كل المسلمين".
ورأت شمس الدين أن أهم إنجازات الثورة الإسلامية هي :
- إحياء ثقافة المقاومة ومدها بالمال والسلاح والتدريب في مواجهة الكيان الصهيوني.
- تدمير مشروع الهيمنة في المنطقة، وإعادة إحياء الذاكرة العربية والإسلامية بقضاياها المحورية وأهمها فلسطين.
- توحيد صفوف الأمة ووحدتها ضد عدو واحد ومحوري وهو أمريكا والكيان الصهيوني.
الإمام الخميني وتصدير الثورة
واكدت شمس الدين أن الإمام الخميني كان :"يهدف في تصدير الثورة إلى تصدير قيمها ومبادئها وتصدير ثقافة الرفض والمقاومة و السعي للعدالة والحرية والكرامة الحقيقية".
واعتبرت شمس الدين ان استمرار الثورة على منهجها السلمي لمدة 20 عاما على الرغم من قمع نظام الشاه للثوار ومواجهتهم بالأسلحة والقتل يدل على أن الإمام "لم يكن يهدف أبدا الى العسكرة".
واختتمت بالقول: "الإمام أراد مصلحة الشعوب واسترجاع حقها في الكرامة والعدالة والحرية، وفي تحقيق كل مقومات التنمية الإنسانية، واللحاق بالأمم المتطورة لتحقيق ذاتها ووجودها".
/انتهى/