العامل الوحيد للقوة في العالم يكمن في الخطاب الثوري الأصيل للإمام الخميني(رض)
خاص\تسنيم: السبب الذي أدى إلى فشل المشاريع المعادية للثورة الإسلامية هو جهل الأعداء بنقاط قوتها وعدم معرفتهم بأسباب اقتدار الجمهورية الإسلامية، وفيما يلي حوار تسنيم مع المستشار الثقافي للقائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية.
السبب الذي دعا شعوب العالم للتأسي بثورتنا الإسلامية المباركة بقيادة الإمام الخميني (رحمه الله) هو رسالتها الدينية الأصيلة، حيث وجّهت خطابها إلى الشعوب بشكلٍ مباشرٍ، ولا سيما تلك الشعوب التي عانت طوال سنوات متمادية من الفكر الإلحادي بشتى صيغه اليمينية واليسارية، والتي أرقتها الأفكار العلمانية؛ فهذه الشعوب إبان القرن العشرين كانت تواجه الأمر الواقع الذي لا مناص لها منه ، ولكنها مرة أخرى سمعت صوت الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فهو الربّ الذي أنكره المفكّرون الغربيون مثل نيتشه الذي اعتبره ميتاً في العصر الحديث!
وفيما يلي نص للحوار:
1)كيف تقرأ اتخاذ بعض وسائل الاعلام العربية بل وحتى الاجنبية "تصدير الثورة" مبررا لاعتداء البعث الصدامي على الأراضي الإيرانية وشنه حربا استمرت لثمانية أعوام؟
حينما انتصرت الثورة الإسلام في عام 1979 م أحست القوى الاستكبارية الغربية وبلدان الجوار التي تسيطر عليها حكومات دكتاتورية غير شعبية بخشية بالغة، فهذه الحكومات الرجعية لا تحظى بثقة من قبل شعوبها، لذلك شعرت بأنّ هذه الثورة الإسلامية تعدّ قدوةً للشعوب وهي على خلاف ما هو متعارف في الأنظمة السياسية العالمية لكونها ارتكزت على التعاليم الدينية ونالت دعماً شعبياً واسعاً، لذلك أدركت هذه الحكومات بأنّها لو تمكنت من تحقيق أهدافها فسوف تؤثّر على كيانها في شتى المستويات الإقليمية والدولية باعتبارها تهديداً جادّاً لها.
الخطاب الفكري الذي تتبناه الثورة الإسلامية
المستكبرون والرجعيون الدكتاتوريون يشعرون بخشية بالغة من تنامي الثورة الإسلامية وانتشار مبادئها بين أبناء شعوبهم المتطالبين بحرّيتهم، لذلك اعتبروا إيران عدواً لدوداً لها، في حين أنّ الهدف من تصدير ثورتنا هو ليس إرسال دعاة ومبلغين لسائر البلدان ليؤججوا ثورات فيها، وهذا ما أكد عليه مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رحمه الله).
إنّ ثورتنا ليست ثورة فاتحة لسائر البلدان، وإنّما هي خطاب فكري، وهذا هو السر في قوتها واقتدارها، لذا فقد أدرك أعداؤها أنها تشكل خطراً على كيانهم من حيث أهدافها ومبادئها الأصيلة، فهذه هي نقاط قوتها في الحقيقة؛ وعلى هذا الأساس ثبت لهم الفكر الرجعي الذي يجول في خلدهم ليس من شأنه بتاتاً الوقوف في هذا التيار الفكري الثوري العارم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ خشيتهم هذه كانت في محلّها، لذلك انطلقت أصوات داعية للحرية من العراق وأفغانستان لتصل إلى سوريا ولبنان وفلسطين والبحرين، وبلغت إلى نيجيريا وسائر البلدان في العالم.
2 ) قال الإمام الخامنئي في بيان له لا حاجة الى تلقين الشعوب كيفية التصرف، إن الشعوب ترى النظام الإسلامي، الثورة الإسلامية نجاح الشعب الإيراني والعز الذي تعيش فيه إيران والإسلام، ويتعلمون من ذلك. إن الصحوة الإسلامية في البلدان المختلفة والصحوة الروحية في مختلف أنحاء العالم رهينة اليوم بالثورة الإسلامية، في تقديرك أي العوامل دفعت شعوب المنطقة نحو الثورة؟
السبب الذي دعا شعوب العالم للتأسي بثورتنا الإسلامية المباركة بقيادة الإمام الخميني (رحمه الله) هو رسالتها الدينية الأصيلة، حيث وجّهت خطابها إلى الشعوب بشكلٍ مباشرٍ، ولا سيما تلك الشعوب التي عانت طوال سنوات متمادية من الفكر الإلحادي بشتى صيغه اليمينية واليسارية، والتي أرقتها الأفكار العلمانية؛ فهذه الشعوب إبان القرن العشرين كانت تواجه الأمر الواقع الذي لا مناص لها منه ، ولكنها مرة أخرى سمعت صوت الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فهو الربّ الذي أنكره المفكّرون الغربيون مثل نيتشه الذي اعتبره ميتاً في العصر الحديث!
الشعب هو البنية الأساسية للثورة الإسلامية
هذه الثورة الإسلامية المباركة التي حملت رسالة مقدّسة تدعو الشعوب إلى الصمود والمقاومة بوجه الظلم والاستكبار، وألهمتها الثقة بنفسها بالنصر على القوى الإمبريالية للقوى السلطوية في العالم، إذ إنّ خطابها المقدس الذي يغذيها بقدرة فائقة هو نابع من نداء الفطرة السليمة، لذلك استقر في النفوس واليوم نلاحظ بشكل جلي تلك الآثار العظيمة التي ترتبت عليه في شتى أرجاء المنطقة والعالم.
إنّ هذا الخطاب المبارك قد لملم شمل شيعة لبنان الذين كانوا مهمشين ومضطهدين، لذلك عندما استلهموا مبادئ ثورتنا بادروا إلى تأسيس حزب منسجم قلب الموازين وأبطل كل تلك التكهنات التي كانت تعتبر إسرائيل قوة عظمى لا تقهر.
3 ) منذ قيام الثورة وحتى يومنا هذا اتخذ الأعداء اساليبا مختلفة لمواجهة الجمهورية الإسلامية وتشويه صورتها، وما يزال العدو يخطط ويبرر ذلك بمحاربة "تصدير الثورة، الهلال الشيعي والنفوذ الإيراني" لماذا لم تنجح أي من هذه الحيل حتى الآن؟
لا شكّ في أنّ السبب الذي أدى إلى فشل المشاريع المعادية للثورة الإسلامية هو جهل الأعداء بنقاط قوتها وعدم معرفتهم بأسباب اقتدار الجمهورية الإسلامية، حيث تصوّروا القدرة العسكرية بأنّها العامل الوحيد للقوة في العالم، في حين فإنّ اقتدار بلدنا اليوم ليس فقط بالصورايخ ولا بالطاقة النووية التي نمتلكها، بل وليس بالقوات العسكرية البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية؛ وإنّما نقطة قوتنا واقتدارنا الأساسية تكمن في الخطاب الثوري للإمام الخميني (رحمه الله)، فسيرته وكلامه هي السر في ذلك، وهو ما نشهده اليوم جلياً في كلّ من سوريا والعراق، حيث يقاوم هذان البلدان بأقلّ الإمكانيات المتاحة أعتى الإرهابيين في العالم المدعومين غربياً وعربياً.
فشل المشاريع المناهضة لحرية الشعوب واستقلالها
أعداء الجمهورية الإسلامية في المنطقة والعالم تصوّروا بأنّهم من خلال تضييق النطاق عليها من حيث النشاطات النووية عن طريق الحظر الاقتصادي، سيرغمونها على الاستسلام والخضوع لرغباتهم غافلين عن أنّ السبب في صمود الثورة الإسلامية كامن في الفكر المبارك الذي تحمله والخطاب الأصيل الذي تتبنّاه، وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يمكن أن يتغير رغم فرض أي حظر أو شن أي هجوم مهما كان قاسياً.
ومن ناحية أخرى علينا أن لا ننسى التأييد الرباني عن طريق المدد الغيبي لهذه الثورة منذ باكورة نهضة الإمام الخميني (رحمه الله) وإلى يومنا هذا، فقد أصبح عمرها 38 عاماً وطوال هذه المدة لم تتمكن كل تلك المؤامرات الأجنبية من عرقلة مسيرتها، وهذا الأمر أشبه ما يكون بالمعجزة، فهو مصداق لقوله عزّ وجلّ في كتابه الحكيم: "إِنْ يَنْصُرُكُمْ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ".
4 ) يذكر المحللون أسبابا مختلفة لفشل الثورات العربية ومنها عدم وجود قيادة قوية واستراتيجية كالتي في إيران، ما هو الفارق الرئيس بين الثورة الإسلامية في إيران والثورات الاخرى في المنطقة؟
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى فشل الثورات التي انطلقت في المنطقة مقارنة مع النجاح الباهر الذي حققته الثورة الإسلامية في إيران، ومن جملتها أن هذه الثورات كانت تفتقد إلى القائد الحكيم والمدبر الذي يحظى بشعبية شاملة بين مختلف شرائح المجتمع وشتى التيارات السياسية الفاعلة على الساحة بحيث تكون له كلمة الفصل في الأمور، وكذلك فهي تفتقد إلى ميثاق سياسي محدد، في حين أن نهضة الإمام الخميني (رحمه الله) قد ارتكزت على ميثاق ولاية الفقيه الذي يعد وثيقة حقوقية معتبرة. ناهيك عن أن هذه الثورات كانت تفتقر إلى الكوادر الفكرية والطاقات البشرية التنفيذية التي لها القابلية على تحقيق أهدافها والسير في رحابها، كما أنها عجزت عن وضع خارطة طريق محددة بعد أن انتصرت، لذا لم يستقر هذا النصر وأمسى المسؤولون في حيرة من أمرهم ولم يتمكنوا من طرح أنموذج سياسي بعد إسقاط الأنظمة الحاكمة فضلاً عن الاعتماد بشكل غير مبرر على القوى الغربية وفسح المجال للغربيين للتدخل في شؤون ثورتهم، وكذلك وجود بعض التصرفات الساذجة والخاطئة من قبل بعض مسؤولي الثورة وقادتها؛ وهذه الأمور قد تجسد بشكل واضح في الثورة المصرية، إذ إنّ الأخطاء الفادحة التي وقع بها الإخوان المسلمون واعتمادهم على الأفكار اللقيطة إلى جانب ابتعادهم عن التعاليم الإسلامية الأصيلة، كلّها أمور قد أسفرت عن فشل الثورة المصرية وسائر الثورات في المنطقة.
/ انتهى /