وزير الدفاع الايراني لـ RT : السعودية اختارت طريقا خاطئا.. لا يوجد ارهابي جيد وسيء
اجرت قناة روسيا اليوم حوارا مع وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان الذي زار روسيا قبل ايام للمشاركة في مؤتمر موسكو للامن وقد بثت القناة تسجيل هذا الحوار على الهواء، وقد تطرق العميد دهقان خلال الحوار الى عدة قضايا تخص الشأن الايراني والاقليمي والدولي.
وفيما يلي نص الحوار الذي اجرته قناة روسيا اليوم مع وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان:
سوال: سيادة الجنرال اليوم تحظرون هذه الفعالية الدولية وهي الدورة السادسة لمؤتمر الامن برعاية روسيا، لاحظنا ان الفرقاء او الاطراف المشاركة في هذا المؤتمر يوجد بينها تناقض كبير، في تعريف مفهوم الارهاب وفي تحديد من هي المنظمات الارهابية، يعني لنكن اكثر وضوحا، بلا شك ان جمهورية ايران الاسلامية لديها مفهوم يختلف عن مفهوم المملكة العربية السعودية او المملكة الاردنية الهاشمية او دول اقليمية اخرى، برايكم هذا التباين بالنظر في موضوع الارهاب هل يفشل هذا المؤتمر، ام انه يكون عامل لايجاد قواسم مشتركة و فهم مشترك ؟
العميد دهقان: بسم الله الرحمن الرحيم، اعتقد اننا لو حللنا الفضاء السياسي ووضعنا المفاهيم السياسية جانبا فاننا وبكل بساطة نستطيع ان نصل الى مفهوم مشترك حول الارهاب، الغرب اساسا و طوال الوقت حاول ان يعرف الارهاب على انه اي شخص من اي مكان يسعي الى مجابهة اهداف ومصالح الغرب الدولية، هذا يعتبر ارهابا، طبعا بالنسبة اليهم، نحن لانقبل بهذا التعريف، حرب الامم و حرب الافراد بهدف الحصول على الحق يعتبر امرا صحيحا، لانعتبره ارهابا مطلقا، على سبيل المثال الشعب الفلسطيني، الفصائل الفلسطينية التي تقاوم الكيان الاسرائيلي نحن ننظر اليهم كمقاومين ومجاهدين، و هم فصائل تبحث عن حقهم التاريخي لهذا الشعب، انهم يحاربون غاصبا و معتديا، اليوم و في بعض الدول العربية خصوصا العراق و سوريا و اليمن هنالك افراد يقاتلون ضد النظام الشرعي في تلك الدول، النظام الذي جاء اعتمادا على راي الناس، هؤلاء نعتبرهم من الارهابيين، وهم منبوذون حتى من قبل الشعوب، اذا كان فردا ما متعلق بامة ما فهو لايستطيع ان يقاتل مصالح امته و شعبه وناسه، لانها امته لذا فان الافراد الذين يمتلكون تحركا من هذا القبيل هم ارهابيون حتما، ولابد من مجابهتهم، اما الان و في هذا المكان فمن المهم جدا انه في العراق و سوريا ان نعرف ان هنالك افراد يقاتلون النظام والشعب وبعضهم ليس من هذه البلاد اصلا وليسوا اهل هذا المكان ولا حتى من اهل المنطقة، جاؤوا من دول اخرى ومناطق اخرى الى هنا، وهاهم يحاربون، هؤلاء للاسف يحملون اسم الاسلام معهم مع عدم وجود اي رابط بينهم و بين الاسلام، الاسلام لا يعني الارهاب، الاسلام هو دين السلام و الهدوء وهو دين حب البشر، الاسلام يبحث عن توسيع رفاهية الناس هذا الدين لايمكن ان يشجع على الارهاب، وهؤلاء الافراد اصلا غير مرتبطين بالاسلام، الوضع في سوريا باعتقادي ليس صعبا جدا من اجل ان يفهم، فصل هؤلاء الارهابيين عن غيرهم هنالك بعض الافراد حملوا السلاح لكنهم لم يحملوه ضد الشعب، لكننا نعتبر داعش و جبهة النصرة تنضيمان ارهابيان ، ونعتقد ان كل العالم لابد ان يساعد العراق و سوريا لازالة هؤلاء و القضاء عليهم، عملهم غير محصور في سوريا و العراق اليوم، هنا في روسيا و في دول شرق أسيا و أسيا الوسطى كلهم تحت تهديد هذه العصابات، واعتقد ان القضاء عليهم يحتاج عملا جماعيا، هنالك تعريف مزدوج و الارهاب لايمكن ان يكون جيدا و الاخر سيئا، هذه السياسة مزدوجة المعايير، و تعرف الارهاب بحسب المصالح الامريكية وليس بحسب مجابهة الارهاب.
سؤال: هنالك وفد من المملكة العربية السعودية يحضر مؤتمر موسكو للأمن و الكثير يتحدث عن ان الازمة في المنطقة احد اكثر تجلياتها هو الخلاف العقائدي و السياسي و العسكري بين طهران و الرياض ، هل يوجد امل في تفاهم ايراني سعودي لوضع حد لهذه الخلافات وبالتالي سيعم هذا التفاهم بالخير على دول المنطقة ؟
العميد دهقان:اولا ان هذا الموضوع كان في ذهننا، وبحسب اعتقادنا اريد ان اؤكد عدم اختلاف بين الشيعة و السنة، جميعنا مسلمون ومؤمنون بوحدانية الله و بالرسول محمد صلى الله عليه وآله سلم، ونقبل القرآن جميعا، نحن نؤمن بكل ذلك، ما اوجد هذه المشكلات هي الوهابية و السلفية ومنذ وجود الوهابية في السعودية وجدت هذه المشاكل في بلاد المسلمين، هم يسعون من اجل ايجاد تفرقة بين الشيعة و السنة هذه كانت سياسة انجليزية منذ البداية اوجدوها من اجل ان يمزقوا العالم الاسلامي، شعار ثورتنا في ايران كان حول وحدة العالم الاسلامي، نحن نسعى من اجل ذلك بكل ما بوسعنا، ونحاول استبعاد اي خلاف بين المذاهب الاسلامية، اليوم السعودية اختارت طريقا خاطئا، و انتهجت نهجا دعني اقول بانه نهجا غير عربي، يعتمد على تخريب علاقات الجمهورية الاسلامية مع التصوير ان ايران تريد السيطرة على بعض الدول، و التواجد فيها و التدخل فيها هذه كلها اوهام، اوهام لاوجود لاي دليل او اثبات على صحتها، نحن وفي الاساس لايوجد هذا في سياستنا الخارجية و المهم بالنسبة الينا ان تكون الشعوب الاسلامية عزيزة و ان تكون الدول الاسلامية قوية و ان لاتقع هذه الدول الاسلامية وشعوبها تحت تاثير الاستبداد و ان يعيش هؤلاء وفقا لمعتقداتهم، مع وجود حضور لهم في العالم، لذا فان ثورتنا حملت بيانا واضحا حول مساعدة المظلومين وهذا لايعني حمل السلاح و الدخول بين هذه الشعوب، ومن هنا اقول، لا وجود لمثل هذه الاشياء في سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية الخارجية، و هذا الخطاب لايعني ابدا ان ايران بالقوة تريد ان تجد مكانا لها في الدول الاخرى، لكن الامور ليست كذلك نحن لم نسعي الى ذلك، ولانتجاوز حقوق و اراضي الجيران و لانتدخل في شؤون احد، لكن للاسف اليوم السعودية تحولت الى نائب لامريكا و اسرائيل في المنطقة، و تطرح مسالة الحجاز و فارس هذه المسائل القومية و المذهبية تطرح من قبلهم ليسيطروا على المنطقة، والحضور الامريكي في المنطقة يتم باموالهم و على الدول العربية ان تعرف و حتى السعودية باموالهم جاء الامريكيون الى المنطقة وكذلك الامن الاسرائيلي، اسرائيل هي الوحيدة التي تتابع المشهد وهي فرحة، المسلمون يقتتلون و بدل من ان يكون بعض الشباب يشاركون في بناء دولهم فانهم يشاركون في هذه المعارك ويقتلون و يقتلون ضمن حركة الارهاب، يخربون البنى التحتية، ربما اليوم عمليات البناء تحتاج الى سنوات من الان، و كم من الوقت و المال يحتاج اليمن ليكي يبنى من جديد؟ لماذا يقبلون بذلك؟ وهؤلاء الناس يرون الظلم ويعيشونه و يهاجمون، اعتقد ان افضل طريق للسعودية يمكنها ان تسلكه في هذه الفترة هي ان تفكر للحظة في خططها التي تنفذها، وتسليح هؤلاء وحمايتهم وتدريبهم و الاعتقادات الخاطئة التي تلقنها هذا كله سينعكس عليها في المستقبل، و سيعود اليها و سيكون ذلك اصعب لان يوم المظلوم على الظالم اصعب بكثير من يوم الظالم على المظلوم، هذا سوف يعود عليهم، وذلك هو مستقبلهم.
سؤال: كما تعلمون بالامس كانت هنالك زيارة وصفت بانها مهمة جدا، لوزير خارجية المملكة العربية السعودية ومن موسكو جدد الجبير اتهامات الرياض المعروفة لايران بانها هي سبب الفتنة الطائفية في المنطقة و ان التوتر الحاصل الان هو بسبب سياسات ايران، في نفس السياق هنالك حديث عن نية امريكية بتشكيل ناتو مايشبه الناتو لتجتمع فيها عدد من الدول، دول المنطقة و في مقدمتها ربما تكون المملكة العربية السعودية، في حال قيام مثل هذا الحلف ماهي الاجراءات المتوقعة سياسيا و عسكريا من قبل جمهورية ايران الاسلامية ؟
العميد دهقان: نحن نعتقد ان اي تصرف من قبل الغرب و خاصة امريكا و بريطانيا في المنطقة لن يكون في مصلحة شعوب هذه المنطقة، انهم ياتون تحت شعار الامن و تامين الامن، لكنهم سيكونون عاملا لحالة اللاأمن في هذه المنطقة، المنطق يقول هذا، فهم اضافة الى ذلك سيعملون على تثبيت امن اسرائيل، و للسيطرة على ثروات المسلمين هنا، اعتقد ان الامريكيين و الاسرائيليين و البريطانيين لايريدون الخير للامة الاسلامية انهم يتجاهلون هذه الامة لذا فهم لن ياتوا لتامينها ولا لتامين الاستقرار فيها بل لتامين انفسهم و تامين مصالحهم ياتون من اجل اظهار بان المنطقة غير آمنة وليظهروا ضرورة تواجدهم فيها، يقولون هو بهدف تامين الامن، لكنهم سيتسببون بعدم وجود هذا الامن، وانهم ياتون ليبقوا او لايجاد سوق كبير للسلاح وتحويل المنطقة الى مستودع كبير للاسلحة لكن لا احد يستخدم هذه الاسلحة الا بتصريح منهم، لتسليح مجموعة ما فان ارادوا ان يحركوها و ان ارادوا يوقفوها، اعتقد اننا اليوم بحاجة للعقلانية، العقلانية التي لاتشوبها جاهلية ما قبل الاسلام عقلانية تاخذ مصالح المسلمين بعين الاعتبار، عقلانية تجعل شعار خادم الحرمين واقعا لزوار البيت الحرام و قبر الرسول عليه الصلاة و السلام، عقلانية تجعل هذا الشعار ذو قيمة و لا تجعل منه اداة تحدد من هو مسلم من غيره، و ان يقولوا من يقف مثلا ضدهم هو كافر وهو رافضي ويتكلمون عن جواز قتله و يختلقوا الاحاديث مثلا ذلك الحديث عن قتل ثلاثة من الشيعة مثلا و انه عملية القتل هذه ستجعل القاتل يجلس مع الرسول (ص)، هذه المعتقدات تخريبية لاتنسب الى الاسلام وهي باعتقادي لها ارتباط ببداية الاسرائيليين، كانت عبارة عن فرق و مذاهب مختلفة وهذه الفرق و المذاهب وهذه الاختلافات اتت من اجل ابعاد الجماعة الاسلامية و الامة الاسلامية عن القيادة، لايريدون للاسلام ان ينادي بالوحدة و كرامة الانسانية لايريدون له ان يكبر، لايريدون له ان ينادي بالسلام و التقدم بل انهم يظهرون الاسلام على انه ضد المدنية و للاسف استطاع الغرب ان يفعل ذلك، وبعض هذه الدول و من ضمنها السعودية يصرفون بشكل يومي ليفعلوا ذلك، السعودية الان تدرب الارهابيين وتصدرهم الى كل مكان، وتسلحهم هؤلاء الارهابيون يعلمون الاخرين وهنالك مثال لدينا اللص من اجل ان لاينكشف امره يقوم دائما بالصراخ ويقول بان هنالك لص، ويشير لاحدهم من اجل ان يحمي نفسه، السعودية تفعل نفس الشئ.
سؤال: في فجر الخميس وجهت اسرائيل ضربة لاهداف في دمشق، وفي نفس الذريعة التي تذرعت بها في المرات السابقة بانها تهاجم و تدمر اسلحة منقولة من جمهورية ايران الاسلامية الى حزب الله، اولا ما مدى صحة هذه الذرائع الاسرائيلية وكيف تتخيلون شكل المنطقة اذا تكررت هذه الضربات بشكل مستمر، يعني سوريا تواجه الان ضربات اسرائيلية وحركات مسلحة مختلفة من بينها داعش و جبهة النصرة ومايسمى بالجيش الحر و الى آخره من هذه المجاميع يعني الخارطة العسكرية السياسية في سوريا كثيرة التعقيد وانتم الحليف الاكثر مساعدة لنظام و حكومة الرئيس بشار الاسد اولا هل تتوقع ردا على هذه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ؟ و اذا تواصلت هذه الضربات ماهي الاجراءات التي تفكرون باتخاذها لوقفها؟
العميد دهقان: اولا الضربة العسكرية الامريكية في المنطقة و الضربة التي نفذت في مطار الشعيرات والضربات الاسرائيلية العسكرية التي توجهها في بعض المناطق من وقت لاخر، ليست سوى تشجيع للارهابيين ومنحهم القوة، الدولة السورية و الجيش السوري في حالة من التقدم انهم يتقدمون و ينتزعون المناطق من سيطرة الارهابيين، تسوء احوال الارهابيين ثم تاتي الضربات لتقول لهم نحن ندافع عنكم ونحميكم، لاتقلقوا فان دعت الحاجة فاننا سنتدخل هذا هو قول الاسرائيليين للارهابيين، باعتقادي فان هذه الضربات تهدف لذلك، انها ترمي لمنح الارهابيين القوة والامكانية على الاستمرار، يقولون للارهابيين لديكم حماة جيدين لاتقلقوا و حاربوا، كلاهما على خطا لان الارهاب و الارهابيين غير قادرين على البقاء والتخريب والاخلال بالامن، الطرف الاخر يتدخل بشكل سافر لايجاد ذريعة لما يفعل، كانوا يقولون بان الجيش السوري استخدم السلاح الكيمياوي ثم يخلقون جوا ضد الدولة السورية، ثم يقولون نحن نبهناهم، لكن الدولة السورية لاتملك السلاح النووي وهي سلمت اسلحتها الكيمياوية باعتراف الغرب و المؤوسسات الدولية، لقد اتوا و اخذوا هذا السلاح لكنهم يقولون الان بعدم وجود هذا السلاح من بعد ذلك، ومسالة الكيمياوي في خان شيخون الدولة السورية لم تدرج الكيمياوي في هذه الحرب، من اين جاء السلاح الكيمياوي نحن نعتقد ان داعش يمتلك الكيمياوي و الان عملية عسكرية نفذت على قاعدة لهم بالصدفة كان بمكان يحتوي على الغاز السام، هل من الواجب معاقبة الدولة السورية ؟ واتهامها بامتلاك الكيمياوي ؟ الم تستخدم داعش السلاح الكيمياوي ضد الناس ؟ لماذا في تلك الحالة لم يعاقب احد ؟ وفي الحرب علينا من قبل العراق هؤلاء الغربيون انفسهم سلموا السلاح الكيمياوي الى يد صدام، وصدام استخدم السلاح الكيمياوي ضد الشعب الايراني وهو استخدمه في حلبجة لماذا لم نسمع صوتا من احد؟ لماذا لم يعاقب احد ؟ والان يعاقبون نظام الاسد، نحن اعلنا ان لجنة التحقيق يجب ان تبحث المسالة لماذا يقف الغربيون ضد ذلك؟ اذا لم يكن لهم يد في ما جرى؟ او ان ماحصل قد خطط له مسبقا ؟ اذن لكانوا سمحوا للدول المستقلة ان تذهب بنفسها وتحقق، ونحن ولو استخدم نظام الاسد السلاح الكيمياوي فاننا سندين ذلك بالتاكيد، نحن ضحايا السلاح الكيمياوي ولدينا فتوى تحرم ذلك، ومن الطبيعي اننا لانستطيع ان ندافع عن استخدامه و لا ان نؤيد ذلك، مثلا اسرائيل تشن حربا الان الارهابيين على الحدود يضعفون الدولة السورية تقاتلهم الدولة ثم ياتون و يقولون قصفنا سلاحا لحزب الله، انتم على اطلاع بتاريخ اسرائيل و المنطقة متى اخذت اسرائيل تصريحا من احد؟ حتى لو صدر قرارا من مجلس الامن او قرارا دان اسرائيل فان اسرائيل تواصل القصف ولم تابه لاي شئ، هذه هي ماهية الكيان الاسرائيلي، هذه ماهية الكيان الصهيوني منذو البداية هي مبنية على الوحشية و الحرب و الدمار و حتى الان هذا ما يفعله دائما، يسئل احدهم ماالذي سيحدث؟ نحن نقول لاسرائيل ان تتعلم من دروس الماضي و من حربها في جنوب لبنان وتحريره و غزة اسرائيل الان لم تعد كالسابق لاتستطيع ان تفعل الان مافعلته في السابق اسرائيل تعاني من ازمة في الهوية انها تبحث عن هويتها لتعبر عن وجودها اعتقد بوجود ازمة سياسية و اجتماعية و ازمة هوية هناك، انهم يحاولون ان يحافظوا على الاوضاع لكن المهم ان الحق دائما واضح و النور سيطغى على الظلام والشعوب ستستيقض هناك تغيير كبير في المنطقة سيحدد هذا التغيير قدر كل شئ في هذه المنطقة.
سؤال: في سياق الملف السوري جمهورية ايران الاسلامية قدمت الكثير لسوريا و قدمت ضحايا بشرية هنالك اعداد بالمئات من الذين قدموا حياتهم دفاعا عن و بالاشتراك مع الجيش السوري ترد بعض الاحيان تقارير تقول بان الانفاق العسكري الايراني اصبح اكثر على الحرس الثوري منه على المؤوسسة العسكرية التقليدية و انتم جئتم الى المؤوسسة العسكرية من الحرس الثوري هل هذا صحيح ؟ هل ان هنالك تذمر في اوساط المؤوسسة العسكرية بان الدولة الايرانية تنفق اكثر على الحرب و على الحرس الثوري و على الفصائل المسلحة التي تساند حكومة الرئيس بشار الاسد اكثر مما تولي اهمية للجيش النظامي ؟
العميد دهقان: انظر، دخولنا الى سوريا جاء وفقا لطلب الدولة السورية القانونية نحن لانفعل شيئا في سوريا دون ارادة الدولة لانتدخل عسكريا في سوريا ولا باي وجه، ولانقبل تدخل احد، الا في حدود المساعدة وذلك بطلب من النظام الشرعي هناك، فلا مشكلة في ذلك و حتى السلاح فان سوريا تشتريه و ذلك واضح وفق اتفاقيتنا مع سوريا، لذى فان ذلك كله حرب نفسية اوجدت لتخويف الشعب السوري يقولون ان ايران تسعى لمنافع معينة هناك لذللك ذهبت الى سوريا، انهم يقولون ان هنالك المئات من الضحايا والشهداء ولكن كما تعلم لكل حرب ضحاياها وشهدائها واساسا وجودنا في سوريا هو وجود استشاري وتعليمي في بعض الاوقات وليس لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية اي قطع عسكرية تحارب على الاراضي السورية لسنا هنالك لهذا السبب.
سؤال: تلاحظون ان هنالك بعض التباين و التناقض بين مواقف وزارة الخارجية الامريكية و البيت الابيض فيما يتعلق بالموقف من جمهورية ايران الاسلامية، في الخارجية يقرون ان جمهورية ايران الاسلامية تنفذ الاتفاق النووي بينما الرئيس ترامب يشكك في هذا الامر، ويتوعد و يهدد ويزبد و يرعد ضد جمهورية ايران الاسلامية وانتم كان لكم قبل يام تصريح شهير بان عصر الكابوي قد انتهى، يعني لو افترضنا ان هذا الكابوي تمادى في غيه ونفذ التهديدات ما هو الرد المحتمل ؟ وبودي ان اشير الى ان احد قادة الحرس الثوري استضفناه و هو رجل كان يعمل في قيادة الحرس الثوري الايراني قبل ايام و قال اننا سوف نضرب مصالح الولايات المتحدة في جميع دول المنطقة اذا مافكر ترامب بتنفيذ تهديداته، هل ان ايران فعلا مستعدة لمواجهة هذا الطاغوت الامريكي؟
العميد دهقان: حسنا، في البداية السيد ترامب والجمهوريون و اللوبي الصهيوني والمتطرفون في امريكا كانوا ضد المباحثات النووية حاولوا ايجاد بعض الخلل في سير المباحثات وقبل ذلك اساسا العقوبات ضد شعبنا بنيت على اساس تقارير صنعت في اسرائيل بمساعدة المنافقين نحن لاننسى ان الموؤسسات الامنية الامريكية اكدت ان ايران لم تخل بتعهداتها وذلك يعود لسنوات كثيرة مضت اذن لماذا تتواصل هذه الاحوال وهذه الاوضاع ؟ اعتقد ان الاسرائيليين وبعض دول المنطقة والبعض في امريكا لم يكونوا على استعداد لاغلاق هذا الملف كان هنالك قرار ضد شعبنا بفرض العقوبات الاقتصادية غير الانسانية لذا لم يسمحوا حينها بان تصل المباحثات الى اي نتيجة ولكن الان و بعد التوصل لاتفاق كان عليهم ان يتاكدوا من تنفيذ بنوده لكنهم يخلون بتعهداتهم ويسعون الى حرمان الشعب الايراني من التوصل الى اتفاق، وبعبارة اخرى هم لايؤيدون وجود نظاما ايراني قوي ذي ابعاد مختلفة لا بالعلمي و لا بالاقتصادي ولا بالفني و لا بالسياسة، لايريدون لهذه العوامل ان تكون قوية في نظامنا، يستخدمون كل الادوات والامكانيات لتضعيف هذه العوامل وتضعيف قدراتنا، لماذا يذهب السيد الجبير الى مدن العالم ويتكلم ؟ لانه يريد ان يحصل لداعم له ضدنا، اي عداوه بيننا و بين السعودية ؟ ماذا فعلنا للسعودية ؟ نحن نقول كونوا اسياد انفسكم لديكم الاموال لديكم بلدكم ماذا تريدون من الاخرين ؟ نحن لا نقول بان شيئا خاصا قد حصل، الجمهوريون لديهم تحفظات و كذلك السيد ترامب اليوم يدافع عن اسرائيل وهو على علاقة كبيرة معهم ولكنه يقول لدول المنطقة انا معكم ايضا، وعلى كل الاحوال فانها كانت تلك شعارات الانتخابات الامريكية الان و كلما تقدمنا الى الامام نرى ان مواقفهم تصبح اكثر منطقية وهم يعرفون ان القرار الدولي لايمكن خدشه وهو غير قابل للخدش لكنهم بامكانهم ايجاد مشكلات اجرائية وهذا لايمكن ان يكون بهذه البساطة موقفنا الرسمي هو انهم و ان ارادوا نقض الاتفاق فاننا سنحرقه نحن اتينا الى المباحثات واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان برنامج ايران النووي لم ينحرف ابدا، انها موؤسسة رسمية دولية ، ايران تعتقد وتنظر الى هذه القضية على انها ملف قد انتهى اما اذا ارادوا العودة للعقوبات وايجاد بعض المشكلات فمن الطبيعي ان ايران لا تلتزم لوحدها، لكننا نؤكد اننا لانسعى لنقض هذا الاتفاق ولانسعى لايجاد ذريعة لهم ليقولوا ان ايران قد نقضت الاتفاق.
سؤال: حسنا بودي ان اسئلكم سيادة الجنرال ما مدى صحة التقارير التي تتحدث عن وساطة بين ايران وبين الولايات المتحدة الامريكية ؟ وان الوسيط هو طرف من دول المنطقة ؟ لم يحدد طبيعة هذا الوسيط ولكنه من دول الجوار، هل هذا صحيح ؟ ومن يتحدث عن هذه يقول ان السيد رئيس جمهورية ايران الاسلامية روحاني معروف بانه مفاوض مرن وقد حصل انه قد فاوض الامريكان عام 1985 حينما كان مسؤولا و مستشارا في السياسة الخارجية وانه نجح ايضا في المفاوضات فيما يتعلق بملف ايران النووي و بالتالي من الممكن في حال فوزه في الانتخابات القادمة ان يجد طريقا للتفاهم مع الادارة الامريكية، برايكم هل ممكن فعلا التفاهم مع الامريكان ؟
العميد دهقان: نحن لانقبل بوجود دولة وسيطة، ولانقبل بان يكون اي احد وسيطا لنا، في الاجواء الحالية ليس لدينا ما نقوله لامريكا التي تتدخل هنا و هناك وهي لايمكن ان تكون طرفا في حوار يسعى لايجاد تقوية في الروابط، نعتقد ان امريكا و ان غيرت سياساتها واصبحت دولة عادية من باقي الدول فمن الممكن حينها التحدث عن الروابط لكن امريكا بهذه الصورة لاتعتبر شريكا معنا، الحديث عن محاولات السيد روحاني لايجاد ارتباط مع واشنطن هو مجرى قصة و هو شعر ان سياستنا الخارجية حازمة وثابته و مبدئية وبالتاكيد ان السيد روحاني لايسعى لذلك، بل انه يلتزم سياسة الدولة .
/انتهي/