عرس الديمقراطية.. إيران تختار رئيساً جديداً لها
ساعات تفصلنا عن بدء افتتاح صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسة الايرانية الاكثر حماسة وتنظيما في المنطقة، حيث سيختار اكثر من 56 مليون ايراني رئيسا لهم من بين 4 مرشحين لهذا المنصب.
وافادت وكالة تسينم الدولية للانباء ان الانتخابات الرئاسية في ايران تضاهي في اجرائها وحملات المرشحين لها ومناظراتها تلك التي تقام في دول أوروبا وأمريكا حيث لايوجد شبيه لها في المنطقة مطلقا من حيث التنظيم والاعداد، وتقام الانتخابات الرئاسية الايرانية مرة كل اربعة اعوام لتجدد ايران نضارتها مع تجدد الانتخابات على مدى السنين والحقبات المتتالية.
وسيظهر أكثر من 56 مليون ايراني غدأ عبر توجههم الى صناديق الاقتراع صورة العزم والقرار الراسخ والثقة بالنفس والسكينة والهدوء في مواجهة العدو .
محطات من البرنامج الانتخابي للرئاسة الايرانية
اعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في الداخلية الايرانية في تاريخ 20 ابريل في بيان لها اسماء 6 مرشحين لخوض منافسات الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويتنافس غدا الجمعة الـ 19 من مايو /أيار في هذا السباق الرئاسي اربعة مرشحين بعد ان كانوا ستة على منصب رئيس الجمهورية، وهم الرئيس الحالي حسن روحاني وسادن الروضة الرضوية المقدسة ابراهيم رئيسي وعضو المجلس المركزي لحزب المؤتلفة الاسلامي مصطفى ميرسليم والوزير الاسبق للصناعة هاشمي طبا.
انسحاب قاليباف وجهانغيري
وانسحب مرشح الجبهة الشعبية لقوى الثورة عمدة طهران محمد باقر قاليباف في تاريخ 15 مايو لصالح المرشح ابراهيم رئيسي، كما انسحب النائب الاول للرئيسي الايراني اسحاق جهانغيري في 16 مايو لصالح المرشح حسن روحاني.
من هم المرشحون الذين سيتنافسون غدا
حسن روحاني الذي يعتبر محسوبا على تيار الاصلاحات ولد حسن روحاني في عام 1948 في مدينة سرخة بمحافظة سمنان، ونال الماجستير في عام 1995 والدكتوراه عام 1999 من جامعة غلاسكو كالدونيان، وتولى مسؤولية الملف النووي عام 2003 ومثل إيران في المفاوضات مع الجانب الأوروبي، واصبح روحاني رئيسا لايران منذ عام 2013 واطلق على حكومته شعار "التدبير والامل" وتنتهي مدة رئاسته في صيف 2017.
ابراهيم رئيسي الذي يحسب على التيار المبدئي ولد في عام 1960 في حي "نوغان" في مدينة مشهد المقدسة، تولى العديد من المناصب في القضاء الايراني و أصبح سادن الروضة الرضوية المقدسة بقرار من قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي.
ميرسليممرشح حزب المؤتلفة الاسلامي والذي اعلن عن تقارب اهدافه مع اهداف المرشح رئيسي، ولد في تاريخ 1947 في طهران وتولى بين عامي 1979 و1982 المساعد السياسي لوزير الداخلية، وكان عضوا في حزب الجمهورية الاسلامية، وبين عامي 1982 و1989 تسلم مسؤولية مؤسسة الرئاسة الايرانية ومستشار الاعلى لرئيس الجمهورية.
هاشمي طبا الذي اعلن عن انه سيصوت لروحاني في الانتخابات الرئاسية، تولى مناصب مختلفة منذ عهد الرئيس الشهيد محمد رجائي والحكومات اللاحقة، حيث اصبح وزير الصناعة في حكومتي الشهيد محمد جواد باهنر ورئيس منظمة التربية البدنية وفي حكومة آية الله هاشمي رفسنجاني بين عامي 1993 و1997.
الجو العام في ايران ومن خلال الصحافة وقنوات التلفاز يشير الى ان ايران ذاهبة باتجاه الاختيار بين روحاني او رئيسي رئيسا لإيران.
المشهد الدعائي
بدأ المرشحون الستة الدعاية الانتخابية منذ تاريخ نشر الاعلان عن اسماء المرشحين المؤهلين لخوض المنافسات الانتخابية في 20 ابريل حتى يوم أمس الاربعاء 17 مايو، كما بدأ اليوم 18 مايو الصمت الانتخابي لانتخابات الرئاسة الايرانية المقرر اجراؤها غدا الجمعة 19 مايو .
ولدى بدء الدعاية الانتخابية أعلن قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني العميد "حسين أشتري" في تاريخ 22 ابريل أن 300 ألف عنصر أمني سيعملون على تأمين الإنتخابات التي ستشهدها البلاد وذلك لضمان إقامة إنتخابات آمنة، وعظيمة.
وفي تاريخ 22 ابريل وافقت لجنة دراسة دعاية الإنتخابات الرئاسية لمرشحي الإنتخابات الرئاسية على أن يتم عرض المناظرات بين المترشحين على الهواء مباشرة.
المناظرات الشفافة
في المناظرة الاولى التي جرت يوم الجمعة 28 ابريل تحدث المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية مصطفى ميرسليم حول العشوائيات والهجرة الى اطراف المدن والحيلولة دون تطور هذه الظاهرة، كما تحدث ابراهيم رئيسي عن آلية تنمية العدالة الاجتماعية والحد من التفاوت الطبقي، وتحدث مصطفى هاشمي طبا حول السكن لاسيما مسكن الشباب، وحسن روحاني حول زواج الشباب وكيفية زيادة الزواج الناجح، واسحاق جهانغيري حول القضايا الاجتماعية ومحمد باقر قاليباف حول المشاكل البيئية في ايران.
وأقيمت المناظرة الثانية بين المرشحين الـ 6 للرئاسة الايرانية، الجمعة الماضية 5مايو، وتحدث المرشحون عن قضايا مختلفة تدور حول الثقافة والسياسة، حيث تحدث المرشح قاليباف عن كيفية دفع عجلة التطور العلمي وزيادة جودة التعليم، وتحدث ابراهيم رئيسي عن السبل المؤثرة للحفاظ على حقوق الشعب الايراني في الملف النووي وازالة العقوبات والحيلولة دون تكرار الانتهاكات الامريكية، وحسن روحاني حول الفرق بين اسلوب الحياة الايرانية الاسلامية واسلوب الحياة الغربية وماهو برنامجه لنشر اسلوب الحياة الاسلامية الايرانية.
وفي المناظرة الثالثة والاخيرة التي اقيمت الجمعة 12 مايو حول الاقتصاد، تحدث جهانغيري عن رؤيته حول مكافحة ظاهرة التهريب كعامل مساهم في تكوين هيكلية الاقتصاد المقاوم، وتحدث المرشح ميرسليم حول برنامجه لتخفيف اعتماد البلاد على صادرات النفط كمدخول أساسي لخزينة الدولة، وتحدث المرشح حسن روحاني حول ماهي أهم مشكلة في النظام المصرفي وماهو البرنامج لتسهيل تقديم القروض الهادفة للانتاج وخدمات المسكن والزواج وباقي الحالات الضرورية، وتحدث المرشح هاشمي طبا حول خططه المستقبلية ضمن نطاق الانتاج وتوفير فرص العمل خصوصا بما توفره هذه الخطط من تقديم الخدمات للشباب، وتحدث المرشح رئيسي حول برنامجه فيما يخص قانون جعل المساعدات النقدية هادفة، وتحدث المرشح قاليباف حول اهم أولوياته لزيادة نمو اقتصاد البلاد بغية التوصل الى اهداف وثيقة 1404 الوطنية.
56 مليون مواطن سيصوت
اعلن في تاريخ 9 مايو رئيس اللجنة الانتخابية في البلاد إلى أن أكثر من 56 مليون مواطن سيكون لهم حق التصويت في الانتخابات الرئاسية والبلدية والبرلمانية التكميلية بينهم حوالي المليون ونصف يقترعون للمرة الأولى.
الصحف الايرانية والانتخابات
اهتمت الصحف الايرانية اهتماما كبيرا بالانتخابات الرئاسية الايرانية، حيث شهد جميعها تأييدا واضحا لمرشح التيار الاصلاحي حسن روحاني ومرشح التيار المبدئي ابراهيم رئيسي.
وركزت صحيفة آفتاب يزد وآرمان امروز واعتماد وايران وابتكار بشكل واضح على جولات وحملات المرشح حسن روحاني الانتخابية في جميع المناطق الايرانية وخصصت بشكل لافت صفحاتها الاولى له.
كما اهتمت صحيفة جوان وخراسان و رسالت وافكار بشعبية وبرامج وحملات المرشح ابراهيم رئيسي الانتخابية وخصصت عناوينها لدعم هذا المرشح.
ايران ليست حديثة العهد في اجراء الانتخابات
هذا وأشار قائد الثورة الاسلامية آية الله الامام السيد علي الخامنئي في تاريخ 10 مايو خلال مراسم تخريج دفعة من ضباط جامعة الامام الحسين(ع) العسكرية الى انه اذا اراد احد القيام بأي عمل ضد الامن في البلاد سيواجه بالتأكيد ردة فعل وردا قاسيا.
وشدد سماحته على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست حديثة العهد في اجراء الانتخابات، قائلا، انها تجري الانتخابات منذ 38 عاما ونحن في اجراء الانتخابات خبراء ونعلم من هؤلاء الذين يتدخلون في الانتخابات فهؤلاء من الممكن ان يتغلغلوا في بيئات فكرية ويوجهون العداء والافكار السلبية.
الانتخابات تقام بهدوء وسط محيط إقليمي ينعدم فيه الأمن
كما أكد قائد الثورة الاسلامية في تاريخ 17 مايو أن الجمهورية الاسلامية تجري استحقاقها الانتخابي بكل هدوء والأمن مستتب في أرجاء البلاد، وسط محيط إقليمي ينعدم فيه الأمن.
الامام الخامنئي أشار إلى وجود عدد من المرشحين للانتخابات حيث يتكلم كل مرشح ويبدي وجهة نظره معينة ويمتلك كل منهم أنصار وقال: "في النهاية سيحصل مرشّح ما على أغلبية الأصوات ويفوز، لكن الفائز الحقيقي في هذه العملية (بغض النظر عمن سيحصد أغلبة الأصوات) هو الشعب الايراني. والفائز الأساسي هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانيّة".
غدا ستملأ الصناديق بأصوات هذا الشعب
وستجري الانتخابات في 63429 مركز اقتراع و14 الف صندوق متنقل في ايران، فيما سوف تجرى الانتخابات البلدية بشكل متزامن مع الانتخابات الرئاسية في أكثر من 141 مدينة عبر التصويت الالكتروني.
كما تم تخصيص 304 مركز للاقتراع في اكثر من 100 بلد في العالم، من اجل تسهيل عملية الإقتراع للإيرانيين المتواجدين في الخارج.
ويمكن لاي مواطن ايراني الاصل وبلغ الثامنة عشرة من عمره من التوجه الى صناديق الاقتراع حاملا معه بطاقته الشخصية أو رقمه الوطني الموجود عليها ليضع صوته في صناديق شفافة.
ويخصص مجلس صيانة الدستور بين 3 الى 5 مراقبين للاشراف على كل صندوق اقتراع، و حضور ممثلي المرشحين عند صناديق الاقتراع وذلك من اجل طمأنة الشعب والمرشحين ومؤيديهم.
ومن المقرر ان تعلن نتائج فرز الاصوات دفعة واحدة عقب اغلاق صناديق الاقتراع وبدء فرز الاصوات نهاية يوم غد الجمعة لكن مجلس صيانة الدستور اقترح على اجراء تشاورات في هذا الشأن من أجل الاعلان عنها بشكل تدريجي.
كلمة أخيرة
غدا الجمعة 19 مايو سوف تختار الجمهورية الاسلامية الايرانية رئيسا لها وسط تفائل داخلي من قبل الناخبين الايرانيين في فوز مرشحهم المناسب لهذا المنصب، وترقب دولي واقليمي لهذا المشهد الانتخابي الفريد من نوعه في المنطقة.
/انتهى/