كيف قرأ الشارع السوري الصفعة الإيرانية لداعش في دير الزور وبماذا وصف التحالف الأمريكي +فيديو
دمشق- تسنيم: صواريخ حملت معها رسائل عديدة، أصابت داعش في المقتل وزرعت الرعب والقلق في الأوساط الصهيونية ومن خلفها أمريكا وجميع أدواتها في المنطقة، رسائلُ قرأها السوريون بعناية أيضاً، مدركين أن تغييراً جذرياً في أساليب الصراع ضد الإرهاب ستشهده المنطقة برمتها بعد الإنجاز الذي حققه الحرس الثوري الإيراني ضد تنظيم داعش ومن يقف خلفه.
تقول السيدة الدمشقية "غفران ديروان" لمراسل تسنيم في دمشق: "إيران ضربت داعش في الأراضي السورية وهذه رسالة واضحة وصريحة لداعش وأمريكا أننا موجودون على الأراضي السورية ومازلنا ندعم الدولة السورية، وهي مجرد ردّ صغير جداً على الهجمات الإرهابية التي استهدفت طهران من فترة قصيرة، وكما يقال أنها بداية وهناك أمور عظيمة قادمة نحن لا نعلمها"
وعن الفرق بين ضربات التحالف المدعوم من واشنطن وبين الضربات التي وجهتها إيران لداعش، تقول ديروان:"أمريكا صراحة هي من خلقت داعش ومن غير المعقول أن تضرب من خلقتهم هي، ثانياً؛ منذ أن أعلنت أمريكا عن ضرباتها في سوريا ضد تنظيم داعش، لم نسمع عن دواعش قتلوا، ولم نسمع أن إرهابيين بمجموعات كبيرة قتل في سوريا، بل كل الذي نراهم (قتلى) هم مدنيون سوريون من الرقة ومدينة الطبقة وأغلبهم من الأطفال"
مشيرة: "بالتأكيد هناك فرق كبير، فالصواريخ الإيرانية ضربت بالقاع الداعشي والقاع الإرهابي، أما ما نراه من الأمريكي فهم يضربون المدنيين للأسف"
أحد الطلاب الجامعيين اعتبر أن "الصواريخ كانت عبارة عن رسالتين من إيران؛ رسالة للعدو وأخرى للصديق، أما الرسالة للصديق فهي تأكيد لوقوفها إلى جانبنا نحن الشعب السوري ضد الإرهاب المتمثل بداعش، والرسالة الثانية للعدو المتمثل بإسرائيل وأمريكا والمنطقة بأن الصواريخ الإيرانية قادرة على الوصول إلى أي منطقة تريدها"
الصحفية السورية "أمل الحامض" عبّرت عن رأيها بالضربات الإيرانية قائلة: "رأيي بهذه الضربات الإيرانية على مواقع داعش، هي ردة فعل طبيعية من دولة عظمى كإيران على التهديد والعمل الإرهابي الذي استهدفها، كما أنها أتت نتيجة تزايد التنظيمات الإرهابية في سوريا، فإيران كدولة شقيقة من حقها الدفاع عن دولة داعمة للمقاومة كسوريا، فهي ردة فعل قوية من إيران وهي صفعة لإسرائيل وأمريكا، ولكي تري العالم أنها تقف إلى جانب الحق ومستعدة لأن تحارب تنظيم داعش، وليس كما يعتقد البعض أن إيران دولة طائفية أو أنها تدفع عن طائفة محددة في سوريا"
تقول الطالبة الجامعية "ياسمين الخمري: "هي رسالة قوية جداً تقول بأن إيران تقف معنا وإلى جانبنا ضد الإرهابيين الموجودين عندنا، وهذه الضربة التي وجهتها إيران لداعش بدير الزور كانت قوية جداً وتهدد الأمريكي والإسرائيلي"
لافتةً إلى أنّ "أمريكا كانت تدعي كثيراً بأنها تعمل لصالحنا وبأنها ضد الإرهاب، لكن هذا الكلام غير صحيح، لأنها لو كانت معنا لكان الوضع مختلفاً، وهذا التحالف الدولي لا أعتقد أنه أتى بنتيجة، بل على العكس، كانت أمريكا تسهل مرور داعش من الرقة إلى دير الزور وكانت تساعد الإرهابيين للوصول إلى سوريا"
وخلُصت ياسمين إلى القول: "إن الصواريخ التي ضربتها إيران، كانت أقوى من أي شيء فعله التحالف الدولي من بداية الأزمة حتى الآن"
يرى أحد المواطنين أن "هذه الرسالة قبل أن تكون موجهة لداعش، هي موجهة للأطراف، الأطراف الذين جاء أبوهم الكبير "ترامب" والتمّ بهم وزرع في عقولهم بأن يؤذوا إيران ما نتج عنه التفجير الذي استهدف إيران"
مشيراً أنه "عندما تستطيع الصواريخ الإيرانية أن تضرب دير الزور في سوريا، فهذا يعني أنه من الطبيعي أن يضربوا تل أبيب، أو يضربوا أي نقطة في إسرائيل، فهذه رسالة ليست لداعش، بل للجميع ولكل الدائرة المحيطة بإيران والدول المتحالفة مع اليهود وإسرائيل"
وختم الرجل حديثه بالقول: "لكنّ إيران أكبر من هذا كله ولا أحد يقدر أن يهزم إيران وهذا الواقع التي لا تريد باقي الدول أن تفهمه"
يرى السوريون أن تأثير الصواريخ الإيرانية على مواقع داعش في دير الزور أكبر من أن يكون رداً على العملية الإرهابية التي استهدفت طهران منذ أيام فالقلق والرعب الذي ساد الأوساط الأمريكية والإسرائيلية عقب إطلاق تلك الصواريخ، يشير إلى قرار استراتيجي اتخذه حلفاء سوريا ستتغير معه آليات محاربة الإرهاب في المنطقة برمتها"
/انتهى/