مجزرة "ميرزا اولنك" ...وصمة عار على جبين مدعي حقوق الانسان
أقدم إرهابيون من تنظيم داعش وجماعة طالبان السبت الماضي بهجوم على قرية ميرزا أولنك والتي يقطنها مواطنون مسلمون شيعة، فأضرموا النار في المساجد والبيوت وارتكبو مجزرة مروعة من خلال قتل العشرات وأسر المئات من أهالي هذه القرية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن إرهابيّون من تنظيم داعش بالتنسيق مع جماعة طالبان نفّذوا عمليات مشتركة ضد قرية ميرزا أولنك في ولاية سربل الأفغانية وقاموا باحتلال القرية وارتكاب جرائم إنسانية مروعة.
عمليات مشتركة لتنظيم داعش وجماعة طالبان ضد شيعة ميرزا أولنك
وكالات محلية أفغانية قالت إن الهجوم المشترك لإرهابيي طالبان وداعش على قرية ميرزا أولنك في بلدة صياد في ولاية سربل أدّى الى إضرام النّار في مساجد البلدة وقتل 50 من سكان القرية عبر قطع الرؤوس وإطلاق النار عليهم بدم بارد وأسر ما يزيد عن 150 عائلة.
موقع "خبرنامة" الأفغاني نقل عن مسؤولون محليّون في الولاية أن الارهابيّون سعوا في الماضي الى احتلال القرية الاستراتيجية، لكنّهم كانوا يواجهون الهزيمة في كل مرة إلى أن قامت القاعدة بتنسيق مع مجموعات داعش بتجهيز العديد والعدة من الولايات المجاورة للقرية وشنوا هجوما لاحتلال هذه القرية.
وبعد مقاومة عنيفة دامت 48 ساعة من قبل القوات الأمنية الأفغانية، دخل الارهابيّون هذه القرية وبدأوا بعمليات قتل واسعة ضد أهالي القرية التي نزح عدد كبير من أهاليها باتجاه البلدات المجاورة على مدى يومين من القتال.
الإرهابيّون سبوا صبايا القرية
بعد عمليات القتل التي طالت الأطفال والنساء والشّيوخ في قرية ميرزا أولنك أسرت قوى طالبان وداعش حوالي 80 من سكان القرية خلال الساعات الأولى من احتلال القرية ونقلوهم الى مكان غير معلوم بينهم أكثر من 30 من بنات وصبايا القرية.
ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي اتّهموا حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني بالتقصير تجاه عمليّات التطهير العرقي التي مارستها جماعتي طالبان وداعش ضد الشيعة في قرية ميرزا أولنك الافغانية.
الشيعة ضحايا مخطط السلام بين طالبان وأشرف غني
قالت وسائل إعلام أفغانية أن ردة فعل الرئيس الأفغاني أشرف غني في وجه هذه الجريمة كانت غاضبة بحيث توعّد بالانتقام لدماء الشهداء المظلومين من أبناء قرية ميرزا أولنك لكنه لم يكن مستعدا لتوجيه الاتهام بارتكاب هذه الجرائم لإرهابيي طالبان وداعش كي لا يلحق جماعة طالبان العار التاريخي والمخلد لهذه الجريمة وذلك في سياق حفظ "السلام الوطني" الذي يسعى له الرئيس الأفغاني مع حركة طالبان.
تجنّب الحكومة من ارسال قوات برية الى ميرزا أولنك
أدان سكان ومسؤولو ولاية سربل الأفغانية من الطائفتين السنية والشيعية التقصير الحكومي في خصوص هذه الفاجعة فبعد مضي ثلاثة أيام من الفاجعة الإنسانية في القرية الأفغانية، لم ترسل الحكومة أي قوات برية أو دعم جوي، وبالتالي فقد قام الارهابيّون بما يطيب لهم وارتكبوا كل أنواع الجرائم التي أرادوا ارتكابها ضد سكان القرية المظلومين من مجازر بحقهم وسبي وأسر وأخذ رهائن لمئات السكان.
صمت مدّعي حقوق الانسان
وفي غضون ذلك وجه والي محافظة سربل الأفغانية صرخات الى الحكومة الأفغانية ومؤسسات حقوق الانسان والمجتمع الدولي وشعوب العالم حول المجازر التي ترتكبها داعش وجماعة طالبان بحق أهالي القرية وأسر المئات منهم، إلّا أن المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان كانت شريكة في الدماء التي سالت على جبين الإنسانية في القرن الواحد والعشرين عبر الصمت الّذي لاذوا به.
تحرير الرهائن عبر جهود المسؤولين المحليين
وفي هذا السياق بذل عدد من وجوه المنطقة والمسؤولين المحليين في ولاية سربل جهودا كبيرة واستطاعوا التواصل مع عناصر داعش وطالبان، وكانت نتيجة هذه الجهود إطلاق سراح 250 من المحتجزين لدى عناصر التنظيمين الإرهابيين، فيما أرسلت الحكومة بعد مضي أربعة أيام من الفاجعة قوات جديدة الى المنطقة لإعادة الأمن الى قرية ميرزا أولنك.
/انتهى/