اللواء سليماني وانصاره يحولون دون وقوع كارثة انسانية عبر منع الدواعش من تفجير سد الموصل
طهران/ تسنيم // بعد تمدد الدواعش في العراق وسوريا، اتجه هؤلاء الارهابيين نحو إقليم كردستان العراق وحاصروا مدينة أربيل لكن اللواء البطل قاسم سليماني برفقة عدد قليل من القوات التي تحت إمرته تمكنوا من فك هذا الحصار لينقذوا ليس أربيل فحسب، وإنما جميع المحافظات الكردية العراقية، كما دفعوا مخاطر الدواعش في تفجير سد الموصل الكبير وحالوا دون وقوع كارثة إنسانية.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء: لقد انهار مشروع داعش في المنطقة دون ان يثمر سوى عن إزهاق أرواح الأبرياء وإهدار ثروات البلدان الإسلامية وتدمير بناها التحتية، ولا سيما في العراق وسوريا؛ وكان قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وعد سابقاً بتحقق هذا النصر المؤزر في مدة قياسية بفضل دماء شهداء أبطال المقاومة والقوات المسلحة العراقية والسورية، ومن هذا المنطلق تنشر وكالة تسنيم الدولية للأنباء عدداً من التقارير الخاصة بهذا الإنجاز العظيم الذي أبهر العالم بأسره وفي الحين ذاته أغاض أعداء الإسلام والإنسانية من صهاينة وأمريكان و وهابية.
* استحواذ الدواعش على أكبر سدّ في العراق
بعد أن اقتحم تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" محافظة نينوى واحتل الغالبية الكبرى من أراضيها، تمكن بعد أشهر قليلة من السيطرة على أكبر سد في العراق، ألا وهو سد الموصل، وهذا السد لا يمتلك المقومات الأساسية التي تؤهله للصمود طويلاً دون صيانةٍ، فهو بحاجة دائمة إلى أعمال صيانة وتدعيم بالخرسانة، لذلك كانت هناك مخاوف من انهياره تلقائياً أو قيام هؤلاء التكفيريين الذين يحرقون الحرث والنسل على تفجيره وتدمير مناطق شاسعة من العراق جراء السيول التي تنجم عن ذلك.
وفي هذه الآونة تمكن الدواعش من احتلال مدينة سنجار التي يقطنها أتباع الطائفة الإيزدية فارتكبوا مجازر جماعية واغتصبوا النساء وباعوهن في الأسواق كجواري.
* الفتوى التأريخية للمرجعة الرشيدة في العراق وتأسيس الحشد الشعبي المقدس
في شهر حزيران / يونيو عام 2014م أعلن ممثل المرجعة في كربلاء وخطيب صلاة الجمعة في حرم الإمام الحسين (عليه السلام) سماحة الشيخ مهدي الكربلائي أنّ آية الله العظمى السيد علي السيستاني أصدر فتوى بوجوب حمل السلاح على كل من لديه القدرة على ذلك والانضمام إلى القوات المسلحة لأجل الدفاع عن الأرض والشعب والعرض والمقدسات، وهذه الفتوى التأريخية غيرت مجرى الأحداث بالكامل على الساحة العراقية فهب الشباب والكهول في صف واحد لمواجهة الإرهاب الوهابي المدمر.
هذه الفتوى المباركة أسفرت عن تأسيس قوات الحشد الشعبي المقدس التي قاتلت جنباً إلى جنب مع سائر تشكيلات القوات المسلحة العراقية من شرطة اتحادية وجيش وقوات مكافحة الإرهاب، وغالبية أعضاء هذا التشكيل العسكري هم من الشيعة لكن هناك أعداد كبيرة في صفوفهم من أهل السنة والمسيحيين وسائر الطوائف والديانات في العراق.
انضوت تحت مظلة الحشد الشعبي العديد من الكتائب التي كانت تدافع عن العراق ووحدته أمام الهجمة الداعشية الشرسة، ومن جملتها كتائب عاشوراء بقيادة السيد عمار الحكيم، وقوات بدر بقيادة هادي العامري، وعصائب أهل الحق بقيادة الشيخ قيس الخزعلي، وسرايا السلام بقيادة السيد مقتدى الصدر، وكتائب الإمام علي (عليه السلام) بقيادة شبل الزيدي، وكتائب بابليون المسيحية بقيادة ريان الكلداني؛ إلى جانب مكونات أخرى هدفها تحرير العراق من لوث الفكر التكفيري الوهابي.
يذكر أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية باركت بتشكيل الحشد الشعبي المقدس منذ اللحظة الأولى، وقد أكد اللواء قاسم سليماني في أحد خطاباته بعد تحرير الموصل: "الفضل في النصر الذي تحقق في الموصل يعود إلى رجل يعيش في دار متواضعة، وهو آية الله العظمى السيد علي السيستاني، فهذا الفقيه الحكيم الذي يمتلك دراية ووعياً، لا يدعم الشيعة فحسب، بل إنّ دعمه يشمل جميع العراقيين دون استثناء. هذا المرجع الكبير خلق الحماس في أنفس الشبان العراقيين، وبفضل فتواه المباركة تمّ تأسيس الحشد الشعبي، فأريقت دماء الشبان الشيعة دفاعاً عن الشبان السنّة، وهؤلاء الشبان سطروا أروع الملاحم في الدفاع عن شعبهم، وكل ذلك بفضل هذه الفتوى التأريخية المباركة".
* عام 2015م بوادر هزيمة الدواعش تلوح في الأفق
في أواخر عام 2014م وأوائل عام 2015م تزايدت أعمال العنف والذبح والتفجير في العراق وتمكن الدواعش من الاستحواذ على العديد من المناطق واحدةً تلو الأخرى مما أزم الأوضاع سياسياً وأمنياً الأمر الذي أسفر عن تباطؤ مواجهة القوات العسكرية العراقية لهذا المدّ التكفيري الظلامي بحيث اعتبر البعض أن تحرير بعض المدن أشبه بالمستحيل! ولكن فجأة تغيرت الأوضاع بالكامل وآتت الفتوى التأريخية أكلها حيث بدأت القوات العراقية المشتركة والمتمثلة في الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وفصائل الحشد الشعبي، بالتقدم بوتيرة متسارعة على جبهات القتال مع الوهابيين الدواعش، وكانت البداية من مدينة تكريت مسقط رأس الدكتاتور المقبور صدام حسين والتي كانت تعتبر أكثر الحواضن أمناً للإرهابيين التكفيريين بسبب السيطرة عليها من قبل أزلام النظام السابق الحاقدين على الشعب العراقي بعد سحب البساط من تحتهم وتجريدهم عن السلطة التي استحوذوا عليها بالقتل والإعدامات المتواصلة.
بعد معركة شرسة تمكنت القوات العراقية بكل تشكيلاتها مدعومة بالحشد الشعبي المقدس من تحرير تكريت وطرد الدواعش وأعوانهم منها، وهذا النصر يعتبر الأول من نوعه منذ سيطرة تنظيم ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية على المدن العراقية، والجدير بالذكر هنا أنّ أبطال الحشد الشعبي كان لهم الدور الأبرز في هذا النصر الكبير.
* دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تحرير مدينة تكريت من براثن الدواعش
سيادة اللواء البطل قاسم سليماني كان له تواجد في سوح القتال بمدينة تكريت وأطرافها، حيث ساهم بشكل فاعل في تحريرها من براثن الدواعش والذين وفروا ملاذاً آمناً لهم، وكان يشرف عن كثب على جريات العمليات العسكرية، وفي هذه الأثناء نقلت قناة السي أن أن الأمريكية عن عضو البرلمان العراقي ستار الغانمي بأنّ الدعم الإيراني للقوات العراقية منذ بداية الحرب مع الدواعش كان قوياً ومؤثراً للغاية ويستحق كل التقدير، وأضاف الغانمي أن دور إيران في هذه الحرب أكثر تأثيراً مما لعبته طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فالهجمات الجوية للتحالف كانت ضئيلة وغير مؤثرة على ساحة القتال.
وما أثار دهشة وإعجاب الأوساط الأمنية والسياسية في العالم بأسره هو أنّ اللواء سليماني بعد تحرير مدينة تكريت تمشى في شارع الأربعين المعروف والذي كان مقراً أساسياً للمجرمين البعثيين من أزلام صدام والوهابيين التكفيريين.
* عمليات تحرير محافظة الأنبار
فرحة تحرير تكريت لم تدم طويلاً، فقد طالت أيادي الغدر والخيانة محافظة الأنبار هذه المرة وفتحت الباب على مصراعيه لتنظيم داعش الإرهابي بالتغلغل في مناطق شاسعة ومدن هامة من محافظة الأنبار وسط ظروف غامضة أثيرت حولها الكثير من الشبهات والشكوك.
يذكر أنّ محافظة الأنباء تقع غربي العراق وهي أكبر المحافظات من حيث الرقعة الجغرافية، والكثير من نواحيها كانت عصية على القوات الأمنية العراقية والأمريكية منذ عام 2003م حينما تهاوى نظام الطاغية صدام حسين مما جعلها ساحة للاشتباكات والقتال طوال سنوات مديدة، ولكن بعد شهر من سقوط مركزها الرمادي بدأت القوات العراقية المشتركة مدعومة بأبطال الحشد الشعبي عمليات واسعة لتحريرها.
يذكر أنّ القوات الروسية في هذه الآونة بدأت نشاطها العسكري ضد تنظيم داعش لكن غاراتها الجوية كانت تقتصر على الأراضي السورية فقط.
* تحرير الرمادي من لوث الدواعش والخونة
في شهر كانون الأول / ديسمبر عام 2015م وبعد عدة أشهر من سقوط الرمادي، تمكنت القوات العراقية من تحريرها بدعم كبير من قبل مقاتلي الحشد الشعبي المقدس الذي تكاتف في صفوفه الشيعة والسنة والمسيحيين جنباً إلى جنب في هذه العمليات التأريخية.
* تحرير الفلوجة ضربة قاصمة لظهر الإرهاب الوهابي الصهيوأمريكي
هناك بلدان وقوى إقليمية ودولية معروفة دعمت المجرمين والقتلة الإرهابيين الذين اتخذوا من الفلوجة وكراً لهم، لذلك بقيت عصية على القوات الأمنية العراقية وحتى القوات الأمريكية المدججة بالسلاح لسنوات طويلة، وقد كانت تشكل خطراً كبيراً على العاصمة بغداد لأنها لا تبعد عنها سوى 50 كم ولكن في شهر حزيران / يونيو عام 2016م تمكن الجيش العراقي مدعوماً بسائر تشكيلات القوات المسلحة والحشد الشعبي من تطهيرها من دنس هؤلاء والقضاء على جرذان داعش الذين وجدوا فيها ملاذاً آمناً ومقراً للتفخيخ والذبح، فعمت الشارع العراقي فرحة عارمة.
* انطلاق عمليات تحرير الموصل
بعد تحرير الفلوجة وفي شهر تشرين الأولى / أكتوبر عام 2016م شدت القوات العراقية عزمها على تحرير أهم معقل للدواعش في العراق، أي مدينة الموصل، وقد شاركت في هذه العملية التأريخية جميع صنوف وتشكيلات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأبطال الحشد الشعبي المقدس إضافة إلى عدد من قوات البيشمركة التي تصدت للدواعش على الحدود المحاذية لإقليم كردستان فقط، وقبل انطلاق العمليات ألقت الطائرات العراقية ملايين المنشورات في المدينة تدعو الأهالي فيها إلى الابتعاد عن مناطق القتال والسعي للبقاء في المنازل أو التوجه نحو القطعات العراقية حفاظاً على سلامتهم.
* صراع في البيت الوهابي: انفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة
كما هو معروف عن الحركات الإرهابية التي تتبنى النهج الوهابي منطلقاً لها أنّها متعطشة للاستحواذ على السلطة والسيطرة على المصادر المالية، لذلك عادة ما تنشب بينها خلافات دامية فيذبح أعضاؤها بعضهم البعض، والمثير للسخرية أنّ كلّ فرقةٍ منهم تكفر الأخرى فيما لو لم تمنحها امتيازات مالية أو سلطوية!! وهذا ما حدث بالنسبة إلى جهبة النصرة وداعش، ففي أواخر شهر حزيران / يونيو عام 2016م نشر شريط فيديو لقائد جبهة النصرة المدعو أبي محمد الجولاني في قناة الجزيرة القطرية يعلن فيه انفصال تنظيمه الإرهابي عن تنظيم القاعدة وأطلق على هذا التنظيم الجديد اسم "جبهة فتح الشام" حيث نشرت وثائق في وسائل الإعلام العالمية تفيد بأنّ هذا المكون الجديد مدعوم من قبل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وتقدم له مساعدات مالية طائلة من السعودية وعدد من البلدان الخليجية والإقليمية.
يذكر أنّ جذور الخلاف بين تشكيلات تنظيم القاعدة وبما فيها جبهة النصرة الإرهابية وبين تنظيم أبي بكر البغدادي الموسوم بدولة الخلافة الإسلامية، قد نشب منذ عام 2013م عندما حدث اقتتال دامٍ بين الفصائل التابعة لهذه التنظيمات الإرهابية طمعاً في السيطرة على مناطق ثرية بالنفط، وجراء ذلك سقط المئات من الطرفين بين قتيل وجريح وكفّر كلّ طرف الطرف الآخر، وفي النهاية تمكنت جبهة النصرة بالتعاون مع سائر الزمر الوهابية التي آزرتها من سحق الدواعش وطردهم من بعض المناطق التي استحوذوا عليها، لكن الملفت للنظر أنّ الإرهابيين الأجانب كأنما تم تقسيمهم على الجانبين بشكل محسوب له مسبقاً، فانضم معظمهم لتنظيم داعش حسب أوامر من جهات يقال إنّها مجهولة كي يحدث اتزان في القوى الإرهابية المسلحة وتؤدي مهامها على أساس ما هو مخطط له!
بعد أقل من شهر من سحق الدواعش والمجرمين الذين منحوهم المأوى في الفلوجة، اتجهت القوات العراقية نحو الموصل وبدأ الزحف لتحريرها بشكل متسارع فاق كل التوقعات العسكرية، فقد بدأت قوات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب باقتضام القرى والمدن المحاذية لها بتدريج ومن ثمّ انضمت إليهم قوات الحشد الشعبي المقدس لتتسارع وتيرة عملية التحرير بشكل أكبر وبدقة أكثر، وفي نهاية المطاف حوصر جرذان الدواعش في منطقة ضيقة من الموصل القديمة.
وللكلام تتمة ...
/ انتهى/