’’ريزان حدو‘‘ يكشف لتسنيم تفاصيل المبادرة التي قدمها للقيادة السورية حول عفرين
دمشق/ تسنيم/ قال المستشار الإعلامي لوحدات الحماية الكردية في سوريا ريزان حدو في حديثه لمراسلة تسنيم بدمشق: لا يوجد أي فصيل أو حزب كردي يطالب بالاستقلال عن سوريا، لافتاً أن كلام الرئيس الأسد عن العدوان التركي يعطي مشروعية وطنية لوحدات الحماية بأنها ليست إرهابية بل هم سوريون يدافعون عن مدينتهم.
وحول القصف التركي على مدينة عفرين شمال سوريا والادعاءات التركية التي تقول أنها تحارب الإرهابيين في سوريا، قال ريزان حدو: "بالنسبة لتصريح الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان عندما قال أنه ’’تتم عملية سحق الإرهابيين في عفرين‘‘، أقول: أنه لا وجود لإرهابيين في عفرين، بل الإرهابيون فقط هم أدوات الجيش التركي المتمثلة بهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الذين يتلقون الدعم من الجيش التركي وهذا الأمر بات يعرفه الجميع"، مضيفا: "أحب أن أقول للرئيس التركي وللمجتمع الدولي: إنه تم سحق عشرات المدنيين الذين كانوا يتواجدون في مدجنة في قرية "جلبر"بعفرين وهناك العشرات من المدنيين متواجدون تحت الأنقاض".
وعن الأوضاع الميدانية في مدينة عفرين، لفت حدو أن "القوات التركية موجودة على ثلاث جهات من عفرين، ويمكن القول إن عفرين محاصرة من ثلاث جهات؛ من جهة الشمال توجد الحدود السورية التركية، من جهة غرب غفرين توجد مناطق "دارة عزّة وأورم الكبرى وأورم الصغرى" حيث يتواجد الجيش التركي برفقة عناصر هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي الإرهابية، من جهة شرق عفرين هناك المناطق الممتدة من "أعزاز ومارع وصولاً إلى الباب حيث يتواجد الجيش التركي مع "درع الفرات"، وقد حاول الجيش التركي التقدم على عدة محاور منذ أيام، ولكن القوات الكردية تصدت له ودمّرت عدة مدرعات له".
وحول موقف الأكراد مما يجري في الشمال السوري، قال المستشار الإعلامي لوحدات الحماية الكردية: "نحن كسوريين بشكل عام وكرد خاصة، أكثر الناس كرها بالحرب، وكما تعلمون فإن مدينة عفرين كانت مدينة هادئة وكانت وحدات الحماية متواجدة فيها منذ عام 2012 ولم تقم بأي تدخل باتجاه الدولة التركية ولم تطلق أي رصاصة باتجاه الحدود، لكن فرضت علينا هذه الحرب وحتما سنواجهها".
ولفت حدو أن "مخطط الرئيس التركي يستهدف سوريا الوطن، وهو يحاول وصل مناطق "درع الفرات" بريف حلب الغربي، وصولاً إلى إدلب لتشكيل إمارة متطرفة واقتطاع جزء من الأراضي السورية، فالمخطط يستهدف الأراضي السورية أكثر مما يستهدف الكرد ".
وبالنسبة لتحميل وحدات الحماية مسؤولية ما يجري في عفرين للطرف الروسي وعدم تحميل المسؤولية للطرف الأمريكي الذي يدعم الأكراد في سوريا، أوضح حدّو: "إن البيان الصادر عن وحدات حماية الشعب مذيّل بتوقيع القيادة العامة لحماية الشعب في عفرين، وكما يعلم الجميع أن وحدات الحماية في عفرين ليست لديها علاقات مع الولايات المتحدة بل لديها علاقات مع روسيا، وتوجد عدة نقاط ومراكز روسية هناك، النقطة الثانية هي أن الجانب الروسي هو الراعي الرسمي لأستانا بحضور الطرفين الإيراني والتركي، وبدل أن يدخل الجيش التركي إلى إدلب بحسب اتفاق أستانا ليحارب المجموعات الإرهابية، كهيئة تحرير الشام والحزب التركستاني، وجدنا أنه دخل برفقة هؤلاء ووضع نقاطه على تخوم مدينة عفرين، لذلك من المنطقي أن نحمّل الروس المسؤولية".
وحول المعلومات التي تحدثت عن مبادرات تقدمت بها الجهات الكردية في عفرين للقيادة والجيش السوري لبحث التطورات الميدانية، قال حدو: "منذ أكثر من أسبوع أنا طرحت مبادرة واضحة، مضمونها أن تعقد الأحزاب الكردية الرئيسية والمستقلون الكرد اجتماعاً عاجلاً ينبثق عنه "خليّة أزمة" تكون مهمتها التوجه إلى دمشق بشكل علني وعقد مباحثات سريعة وطارئة مع الحكومة السورية لمعالجة التصعيد التركي على عفرين كونه يستهدف سوريا الوطن ولا يستهدف فقط مكوناً من مكونات الشعب السوري".
مضيفاً: "النقطة الأخرى هي التواصل مع المعارضة غير مسلوبة الإرادة التي لا تأتمر من الخارج، وأيضاً دعم وحدات حماية الشعب ودورها في الدفاع عن مدينة عفرين، إضافة إلى التواصل مع المجتمع الدولي وشرح الدور التركي المسيء الذي لعبه في الأزمة السورية خلال السنوات الماضية.
ولفت حدو أنه "لا يوجد فصيل أو حزب كردي يطالب بالاستقلال، فحتماً عند إنضاج أي حل سياسي فإن مؤسسات الدولة ستعود ويجب أن تعود".
وعن تلقي القيادات الكردية إشارات للتواصل من قبل الحكومة السورية، لفت القيادي الكردي: "بعد أن أطلقتُ هذه المبادرة وصلتني بعض الاتصالات وقالوا لي أن هناك ردود فعل إيجابية ستصدر وبعدها بساعات خرج تصريح الدكتور فيصل المقداد".
مضيفاً: "إن كلام الرئيس بشار الأسد خلال لقائه رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي، يعتبر العدوان التركي انتهاك لسوريا، وبهذا الكلام تم سحب الذريعة التي تدعيها تركيا لضرب الإرهابيين" لافتاً أن "كلام الرئيس الأسد، يعطي مشروعية وطنية لوحدات الحماية أنها ليست إرهابية بل هم سوريون يدافعون عن مدينتهم".
/انتهى/