محللان فرنسيان لـ "تسنيم": تعيين مبعوث خاص لسوريا يعبر عن ضياع السياسة الفرنسية
عين الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية "فرانسوا سينيمو" مبعوثاً خاصاً في سورية.
خاص/تسنيم: للحديث عن تعيين المبعوث الفرنسي إلى سوريا من ناحية والتوقيت والأهداف، وكالة تسنيم الدولية للأنباء التقت الباحث الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط "انطوان كارتيير" الذي قال إن تعيين مبعوث خاص للرئيس "ماكرون" في سوريا لا يقدم ولا يؤخر، لا بل يعبر عن ضياع السياسة الفرنسية أمام الهيمنة الأميركية عليها ومحاولة فرنسا ولو بشكل ظاهري التباين عن أميركا.
وأضاف "كارتيير": هناك ازدواجية بالسياسة الفرنسية وهي تعبر عن تخبط وعدم رؤية واضحة وإرادة فرنسا للعودة للملف السوري من خلال منفذ جديد خاص بها، لكن هذه العملية ستبقى حبراً على ورق ومناورات كلامية لا نفع لها ولا تقدم أي حل للأزمة السورية.
وبين "كارتيير": إن اختيار السفير السابق في طهران يمكن أن يكون له تأثيراً، لأنه عالم في قضايا المنطقة وهو كان له مهمات بلبنان سوريا والعراق، ولكن هل ستكون هذه فرصة أكبر لكي تتدخل فرنسا أكثر وبكثر وبشبه استقلالية عن أميركا في المشهد السوري. من وجهة نظري هذا السؤال يطرح نفسه!!.
باريس لن تقر بخطائها
وعن الخطوة الفرنسية هل هي اعتراف بالخطأ الذي ارتكب بحق سورية وشعبها، بين "كارتيير":
أعتقد أن فرنسا أدركت انها أخطأت في سوريا وبحق الشعب السوري لكن لن تقر بخطائها وتعيين هذا المبعوث ليس إقرار بالخطاء وليست بشرى سارة.
وختم "كارتيير" إن تعيين مبعوث خاص فرنسي إلى سورية يأتي ضمن سقف أميركي للتعامل الفرنسي والأوروبي بالملف السوري، وبالتالي هو يمكن أن يراقب بطريقة سلبية سورية أكثر ما يعمل على تقارب وجهات النظر وإعادة العلاقات الدبلوماسية إلا إذا كان هناك نوع جديد من العلاقات الدبلوماسية التي ستنتج.
لم يكن بالصدفة
من جانبها قالت الكاتبة الفرنسية "نسرين عبود":
وفق تحليلي فإن الرئيس "ماكرون" اكتشف أن محور المقاومة منتصر لا محالة وخاصة بعد تحرير الغوطة الشرقية واتجاه الجيش السوري نحو درعا، وبالتالي أعاد حساباته وعين مبعوثاً خاصاً له في سورية.
وبينت عبود أن تعيين سفير فرنسا السابق في طهران لم يكن بالصدفة، فهو رجل استخبارات وله علاقاته الوثيقة مع إيران وسورية وقنوات اتصال مع دمشق.
وأضافت عبود أن فرنسا رغم إغلاق السفارة لكن كان هناك اتصالات سرية واستخباراتية بين دمشق وباريس.
أبعاد اقتصادية
ورأت عبود أن تعيين مبعوث خاص لسورية من طرف ماكرون هو خطوة جيدة، وهو محاولة فرنسية من ماكرون أيضاً لحل النزاع السوري سياسياً، وباعتقادي أن الخطوة الفرنسية تحمل أبعاداً اقتصادية أيضاً باتجاه الحصول على حصة في إعادة الإعمار لان الرئيس السوري كان قد صرح في مقابلة متلفزة بأن "أي دولة أوروبية لم تساهم في مكافحة الإرهاب ولم تعد فتح قنوات اتصال دبلوماسية مع سورية لن يكون لها دور لي إعادة الإعمار".
وختمت عبود: المهم هو أن تكون هذه الخطوة هي تمهيداً لإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق وخطوة على طريق تغيير السياسة الفرنسية باتجاه سورية والكف عن السير تحت عباءة الأمريكي ترامب.
/ انتهى/