سلمان يعيد ترتيب احجار شطرنج الحكم.. هل هناك تغييرات جديدة قادمة؟

تدفع التغييرات الجديدة في السعودية "خالد بن سلمان" نحو هرم السلطة في هذا البلد، فبالرغم من الفراغ في منصب ولي ولي العهد إلا أن خالد على مايبدو سيكون الخيار الأول لمنصب ولي العهد بعد تولي محمد بن سلمان زمام المملكة.

اجرى ولي العهد السعودي يوم أمس السبت 23 فبراير تغييرات رئيسية في البلاط الملكي السعودي حيث عيّن، في امر ملكي، الاميرة ريما بنت بندر بن سلطان بدلاً من خالد بن سلمان الذي عينه ولي العهد مساعداً له في وزارة الدفاع.

الملك سلمان اجرى بعد وصوله الى سدة الحكم تغييرات واسعة في السلطة الحاكمة بالبلاد حيث كان ابرزها تعيين ابنه محمد في منصب وزير الدفاع وعزل نايف بن عبد العزيز من منصب ولي العهد ليسلمه الى ابنه محمد أيضاً ليمهد بذلك الطريق لوصوله الى حكم البلاد.

تأتي هذه التغييرات، بعد شهر من تغيير حدث في وزارة الخارجية ومقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، حيث عُزل "عادل الجبير" وجرى تعيين "ابراهيم العساف" بدلاً منه، ورغم أنه كان متوقعاً ان يحدث تغيير في السياسة الخارجية السعودية في عهد "العساف" نظراً لتوجهه الاقتصادي لكن وزير الخارجية الجديد لايزال هامشياً ولايصدر عنه أي موقف سياسي في وسائل الاعلام. كما لايزال الجبير يشارك في المؤتمرات الدولية ويبدو أن ماحصل هو مجرد تغيير في وزارة الخارجية وليس في السياسة الخارجية لهذا البلد.

 

حدثت التغييرات الجديدة في ظل غياب الملك سلمان الذي يتواجد في مصر في الوقت الراهن للمشاركة في القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ.

تدفع التغييرات الجديدة في السعودية "خالد بن سلمان" نحو هرم السلطة في هذا البلد سريعاً، فبالرغم من الفراغ في منصب ولي ولي العهد إلا أن خالد على مايبدو  سيكون الخيار الأول لمنصب ولي العهد بعد تولي محمد بن سلمان زمام المملكة. وهذا الاجراء هو في الحقيقة يقوم بالتمهيدات الضرورية لوصول محمد بن سلمان الى العرش رغم اهتزازه قليلاً بعد مقتل جمال خاشقجي واتهام محمد بن سلمان بالضلوع في هذه الجريمة ولكن الملك تمكن  من اجتياز هذه الازمة من دون الاكتراث للضغوط الاعلامية.

تثبت هذه التغييرات أن محمد بن سلمان لايزال القوة الوحيدة في هذا البلد لأن الملك لم يعين، في هذا الأمر الملكي، خالد في منصب وزير الدفاع بل سلمه منصب مساعد في وزارة الدفاع وهذا يثبت ان محمد بن سلمان لايرغب في ايجاد تغيير في المناصب الرئيسية حوله بل يرغب بأن تحدث التغييرات في المستقبل بأمر منه وليس بأمر الملك الحالي.

لكن فيما يخص اختيار الملك السعودي سيدة في منصب سفيرة في واشنطن هناك تحليلان حيث يعتبر الثاني هو الاقرب الى برأيي.

كما تعلمون ان الاميرة ريما كانت تتولى ادارة شؤون النساء في الهيئة العامة للرياضة، كما هي ابنة الاميرة هيفاء الفيصل بنت فيصل بن عبدالعزيز الامير السعودي الراحل، حيث كانت تعيش في امريكا اكثر من عقدين عندما كان والدها سفيرا للسعودية في امريكا كما يكون الامير سعود الفيصل وزير الخارجية الاسبق خالها.

وبعد معرفة من هي يمكن فهم سبب اختيارها في هذا المنصب ورغم ذلك هناك وجهتا نظر حول هذا الخصوص؛ الاول ان هذا التعيين هو بمثابة مكافئة من قبل بن سلمان الى بندر بن سلطان بسبب الدعم الذي قدمه له في مواجهة معارضيه ولوصوله الى العرش، حيث اراد بن سلمان عبر تعيين ابنته التعبير له عن الشكر.

التحليل الثاني والذي يعتبر الاقرب هو لأن السعودية تنوي عبر هذا التعيين الجديد تحسين صورتها في خارج حدود هذا البلد لاسيما وان سمعة هذا البلد تضررت كثير اً بعد جريمة مقتل جمال خاشقجي بطريقة مروعة.

بالاضافة الى ذلك يضاف تقارير منظمات حقوق الانسان عن الحالة السيئة في هذا البلد في مجال حقوق الانسان والحريات السياسية والاجتماعية ومنها حقوق النساء والاعتقالات الواسعة وتعذيب نشطاء حقوق الانسان، لربما يمكن لهذا التعيين الحد قليلاً من هذه الضغوط على البلاط الملكي.

ونظراً لما استعرضناه والتقارير التي تشير الى الوضع الصحي الحرج للملك سلمان في ادارة البلاد يجب انتظار حدوث تغييرات في اعلى الهرم بالسعودية اذ يبدو أن هذا الاجراء الاخير جاء كمقدمة لتحقيق الهدف النهائي أي تنصيب محمد بن سلمان ملكاً للسعودية.

حسن رستمي خبير في شؤون غرب أسيا

/انتهى/