اللواء هشام جابر لـ"تسنيم": ايران حققت انتصاراً دبلوماسياً وعسكرياً.. أي عدوان على ايران سيقضي على مصالح أمريكا في الخليج الفارسي
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني اللواء المتقاعد هشام جابر، ان ايران حققت انتصاراً دبلوماسياً في قضية ناقلة النفط، منوهاً إلى أن أي عدوان على ايران سيقضي على مصالح أمريكا في الخليج الفارسي.
وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني اللواء المتقاعد هشام جابر، أن ايران لا تريد الحرب ولا تريد ان تعتدي على احد ولا تريد ان تقوم بأي ضربة أولى، إلا أنها سترد على أي عدوان أو اخترق لسيادتها سواء كان براً او بحراً او جواً.
ولفت إلى ان أمريكا تدرك ان أي عدوان على ايران سيقطع اطرافها ومخالبها ويقضي على مصالحها في الخليج (الفارسي) اولا واسرائيل ثانياً.
واشار الى أن الحوثيين بإمكانياتهم المتواضعة استطاعوا ان يتحدوا دول التحالف التي شنت حرباً تحت شعار الحزم.
وأوضح أنه في حال تم العدوان على ايران ستنطلق صواريخ حزب الله يوميا بالمئات على الاهداف المحددة في اسرائيل، والحشد الشعبي لن يقف مكتوفاً، ستكون القواعد الامريكية في العراق لقمة سائغة لأبطال الحشد الشعبي العراقي.
وفي ما يلي نص الحوار مع اللواء المتقاعد هشام جابر:
تسنيم: الدول الغربية تسعى من خلال الترهيب للوصول إلى أهدافها في المنطقة، لكن في الآونة الأخيرة بعد الرد الإيراني وانتهاء فترة الصبر الاستراتيجي الايراني واسقاط طائرة أمريكية واحتجاز ناقلة النفط البريطانية، نرى بريطانيا اليوم تجبر على الافراج عن ناقلة النفط الإيرانية، كيف يمكن تفسير الرد الإيراني؟
هشام جابر: كان موقفاً حازماً وثابتاً وحكيماً من قبل ايران، ايران قالت أنها لا تريد الحرب، لا تريد ان تعتدي على احد ولا تريد ان تقوم بأي ضربة أولى، إلا أن ايران سترد على أي عدوان أو اخترق لسيادتها سواء كان براً او بحراً او جواً، وكانت صادقة ووفت بالعهد وأسقطت الطائرة الامريكية المتطورة جداً المسماة "غلوبل هوك" والتي يقدر ثمنها بأكثر من 150 مليون دولاراً وهذا تحدي لأمريكا لتهديداتها.
تراجعت أمريكا واقتنعت وبررت بأن هذه الطائرة لم يكن فيها أمريكيون، ايران بقيت ثابتة في مواقفها وصادقة، ثانياً موضوع افراج بريطانيا عن ناقلة النفط الايرانية في جبل طارق حيث حققت ايران انتصاراً دبلوماسياً، هذا ليس موضوعاً كما يروجون سياسي وقضائي ويتعلق بحكومة جبل طارق ومحكمة هذا قرار سياسي لان ايران قالت العين بالعين والسن بالسن والناقلة بالناقلة والصاروخ بالصاروخ حيث اخذت ايران موقعاً متقدماً جداً في جبهات الردع، ايران ليست بقوة امريكا إلا انها تستطيع ان تردع أمريكا عن أي عدوان لأن أمريكا تدرك ان أي عدوان على ايران سيقطع اطرافها ومخالبها ويقضي على مصالحها في الخليج (الفارسي) اولا واسرائيل ثانياً.
تسنيم: في ظل تنامي قدرات محور المقاومة واندثار حلفاء الولايات المتحدة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، أمام هذه الهزائم التي بدأت تصيب أمريكا ومحورها، ما هو مستقبل القوات الأجنبية في المنطقة؟
هشام جابر: أمريكا لديها عشرات القواعد العسكرية في العراق، ومعظمها في كردستان العراق، وقواعد شرق الفرات في سوريا وقواعد في الخليج (الفارسي)، ليس المهم وجود القوات العسكرية الاجنبية، المهم ردعها عن القيام بأي عمل عدواني، اليمن أكبر دليل، الحوثيون بإمكانياتهم المتواضعة استطاعوا ان يتحدوا دول التحالف التي شنت حرباً تحت شعار الحزم وإلى آخره، ورأينا ماذا جرى، انسحبت الامارات لأنها أيقنت ان هناك ردع ونية بالصمود والتصدي والحرب مكلفة وطويلة وهكذا، وفي جنوب لبنان كذلك الأمر، اسرائيل اقوى بكثير من كل الدول العربية إنما لا يخيفها إلا حزب الله لأنه يملك قوة الردع، وقوة الردع ليست في السلاح إنما في العقيدة والكفاءة القتالية ومعرفة الميدان، هذا خط المقاومة مترابط، برأيي سيحقق يوماً بعد يوم تقدما في مجال ردع أياً كان عن القيام بأي عمليات عسكرية ضد أي طرف من اطراف المحور المترابط واذا تم العدوان على أي طرف من هذا المحور المترابط فهذا كله يرد وهذا ما أعلنه السيد نصرالله يوم امس.
تسنيم: ألم يكن من الأفضل لدول المنطقة بناء قوة اقليمية دفاعية لتأمين المنطقة بدل الاعتماد على القوات الاجنبية، ألم تكن مثل هذه القوة أكثر فاعلية واقل تكلفة؟
هشام جابر: حتماً، لو صدقت النوايا، أمن الخليج (الفارسي) يهم ايران ودول الخليج (الفارسي) هذا شيء واضح. ما علاقة الامريكيون بحشد قوى غريبة من أقاصي الغرب في هذه المنطقة، كما قال الوزير محمد جواد ظريف، هذا شيء طبيعي، هم بدل أن يسعوا الى تأمين الخليج (الفارس) واستقراره، جعلوه منطقة قابلة للاشتعال، يجب ان تقتنع دول الخليج (الفارسي) أن ايران جار جغرافيا والتاريخ مهم جدا وعليهم أن يتعاونوا مع ايران لأن الجمهورية الاسلامية لم تعتد عليهم ابدا ودائما تمد يدها للتعاون معهم، هناك جغرافيا وتاريخ ولتقتنع دول الخليج (الفارسي) الذين يأتمرون بأمر أمريكا ليأخذوا درساً من التاريخ ومن صدام حسين ومن هم قبله وكل الذين نفذوا مخططات أمريكا.
نحن ننصحهم بدراسة التاريخ والجغرافيا، والجغرافيا مهمة جدا، ايران لن تنتقل من مكانها ولن تنتقل دول الخليج (الفارسي) من مكانها والافضل لهم ان يمدوا يد التعاون مع ايران لتأمين أمن الخليج (الفارسي).
تسنيم: يقول الكثيرون أن التنازل امام غطرسة الدول الغربية يؤدي الى ان تصبح هذه الدول اكثر جرأة على ان تتمادى وتستمر في اعتداءاتها على المنطقة، وبناء على هذا هل تعتقد ان السياسة الرادعة او الهجومية هي التي ستوقف هذه الغطرسة ام لا؟
هشام جابر: قوة الردع ثبت ان هي التي منعتهم من تنفيذ مخططاتهم العدوانية، لننتقل الى القوة الثانية، الحروب ليست ميزانية فقط ليست عسكرية فقط، هناك حروب اعلامية وحروب دبلوماسية ونفسية واقتصادية، هم يمارسون كل الحروب ضد ايران لأنها هي مركز محور المقاومة، هددوا عسكرياً فما تجرأوا وسحب الرئيس الامريكي فتيل الانفجار لأنه يدرك أن ثمن ذلك باهظاً عليه وعلى حلفائه.
الدبلوماسية الايرانية بدأت أيضاً تفعل فعلها ورأينا بأم العين التحرك النشيط لوزير خارجية ايران في المنطقة وفي اكثر من مكان ولم يبقى هذا التحالف الخليجي الذي ارادت امريكا ان تجعله لمواجهة ايران، عمان لا تعتبر عدوا او خصما بل صديقا، الكويت حيادية، وقطر رأينا ما جرى، والامارات انسحبت وفتحت خطاً، فماذا بقي في الميدان، امريكا ستحاول بكافة الطرق ان تزيد ضغطها. ايران ربحت عسكريا أي تصدت وربحت دبلوماسيا لان الدبلوماسية الايرانية حكيمة ونشيطة، يبقى الحرب الاعلامية التي يقتضي ان تستمر و تتطور.
تسنيم: ما هي أهم النقاط التي أشار إليها السيد حسن نصرالله في خطاب يوم أمس، وكيف نفهم حديثه عن أن اي حرب على إيران ستكون باهضة الثمن لمن يشن هذه الحرب؟
هشام جابر: ما قاله السيد حسن نصرالله، هو واقعي وصادق عندما تحدث عن أن أي حرب ضد ايران ستصيب المحور بمجمله، وهذا ما قلته شخصياً على عدت محطات منذ شهر، اذا كان الامريكيون يعتقدون أن باعتدائهم على ايران سيعرضون فقط مصالحهم في الخليج (الفارسي) ، لا، فإن اسرائيل تهمهم اكثر من تلك المصالح في الخليج (الفارسي)، وقلت انه في حال تم العدوان على ايران ستنطلق صواريخ حزب الله يوميا بالمئات على الاهداف المحددة في اسرائيل، هذا سبب رئيسي منع امريكا من الحرب، يضاف الى ذلك، كل الخبراء الاجانب يقولون، اذا نشبت أي حرب على ايران من أي جهة، فإن ساحة المعركة لن تكون الخليج (الفارسي) فقط إنما جنوب لبنان وجنوب سوريا والعراق ايضاَ، فالحشد الشعبي لن يقف مكتوفاً، ستكون القواعد الامريكية في العراق لقمة سائغة لأبطال الحشد الشعبي العراقي.
حاوره / سعيد شاوردي
/انتهى/