خبير عسكري سوري لـ"تسنيم": التصعيد التركي للتغطية على أزمتها الداخلية ولحفظ ماء وجه أمريكا بعد انسحابها

خبیر عسکری سوری لـ"تسنیم": التصعید الترکی للتغطیة على أزمتها الداخلیة ولحفظ ماء وجه أمریکا بعد انسحابها

أكد الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري علي مقصود ، ان التصعيد في الخطاب الاعلامي التركي حول شمال سوريا هو للتغطية على الأزمة التي تعيشها في الداخل وايضا للتغطية على الانسحاب الامريكي لحفظ ماء وجهها بعد انسحابها بإرادتها.

وحول الهجوم العسكري التركي المحتمل في شمال سوريا بضوء أخضر أمريكي قال الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري علي مقصود في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، يجب أن نميز بين طبيعة الخطاب الذي حمل تصعيداً غير مسبوق وتهديدات بشن عملية عسكرية تستخدم فيها القوى الجوية والاسلحة البرية حيث كان هناك لأول مرة تحديداً وعلى لسان الرئيس اردوغان بأنه إما يوم السبت أو الأحد اي خلال يومين سوف تنطلق هذه العملية وهنا في تقديري عندما ننظر الى ان هناك وجود للقوات الامريكية والفرنسية في هذه المنطقة لن تستطيع تركيا أن تشن هجوماً او عملية في هذا الحجم.

وأضاف، يجب ان نميز بأن هذا التصعيد في الخطاب الاعلامي هو للتغطية على الأزمة التي تعيشها تركيا في الداخل وايضا للتغطية على الانسحاب الامريكي لحفظ ماء وجه أمريكا التي انسحبت بإرادتها، وبالتالي تركت أمريكا حلفائها الذين سمتهم على لسان ترامب الذي قال -بعد الانتقادات له من المسؤولين الامريكيين ومن الغربيين- بأننا قدمنا لهم (للأكراد) الأسلحة والأموال مقابل كل الخدمات التي قدموها للولايات المتحدة الامريكية.أي هذا الخطاب يعتبرهم مرتزقة.

وتابع، عندما تقوم تركيا بهذه العملية فهي تلقت من أمريكا بأن هؤلاء مرتزقة ولا يكون لأمريكا ان تضع هؤلاء في كفة الميزان مع حليف استراتيجي يشكل القوى العسكرية الثانية في حلف الناتو، قائلا، ان هذا التصعيد لا يمكن ان يكون على ارض له تجسيد وفق لهذا الخطاب ولكن ربما تكون هناك ضربات محدودة وأشير الى ان هذه الضربات المحدودة هي في التوافق والتواطؤ بين هذا الثالوث (الأمريكي-التركي الكردي) أي حتى المكون الكردي متواطيء مع هذه العملية.

ونوه العميد مقصود الى ان "هذه المسرحية تهدف الى منع تحقيق سوريا لمكاسب، أي ان الطرف الوحيد الذي يراد له ان لا يحقق مكاسب من هذا الانسحاب الامريكي وايضاً من التراجع من قبل حلفاء أمريكا "قسد" على المسار السياسية والميداني هو يراد للدولة السورية بأن لا تجني أي مكاسب من هذا السيناريو الذي حصل بإعلان ترامب الانسحاب من سوريا لأن بهذا القرار اراد ان يتحدى الدولة العميقة وعلى رأسها الدفاع والأمن القومي أن يقدم المكاسب والهدايا الى حليفه الاستراتيجي التركي لكي يقوم بالعمل وفق الخطوط الحمر التي رسمها او الادارة الامريكية امام التركي وبالتالي يتم اخراج هذه العملية بما يحفظ ماء الوجه".

وأضاف، ان تركيا هنا عندما تعتبر ان هذه العملية تهدف الى تحقيق هدفين اساسيين: الهدف الاول ابعاد الوجود الإرهابي عن الحدود مع تركيا والمقصود الوجود الكردي والهدف الثاني تريد ان تحول هذه المنطقة الامنة الى منطقة لإعادة المهجرين السوريين وقوامهم يزيدهم عن المليون لذلك تريد ان توظف هذه العملية للضغط على دول الاتحاد الاوروبي لتقديم الاموال والدعم المالي لتركيا، اولا مقابل اعادة المهجرين والامر الثاني لقاء ضمان تركيا للدول الاوروبية وتعهدها بعدم السماح بارتداد أي من هذه المجموعات الارهابية على دول اوروبا وايضا ان لا تغرقهم بهؤلاء المهجرين.

وبشأن التداعيات الأمنية على تركيا نتيجة هذا الهجوم، قال العميد مقصود،"يجب ان نستفيد من درس حصل في عفرين منذ عام، ما الذي حصل؟ عندما هددت تركيا وبدأت ادواتها الارهابية من الجيش الحر ودرع الفرات بالتقدم نحو عفرين، فكان هناك موقف سوري هدد الاكراد بالتدخل وطالب المكونات الكردية التي تدعي بأنه تدافع عن مدينة عفرين بأن يسمحوا للجيش السوري بالدخول الى عفرين لكي يتولى هو الدفاع عن هذه المدينة طالما انها مدينة سورية والشعب الذي يسكن فيها هو شعب سوري ولكن الموقف الذي تلقته الدولة السورية وعلى لسان اكثر من مسؤول وحتى في الميدان بدأوا يستهدفوا بعض الوحدات العسكرية التي تحركت وبإشارة ترمز الى ان القيادة السورية جادة فيما لو سمح الاكراد بالدخول الى عفرين".

وأضاف، لذلك هم من رفضوا بالتدخل السوري وانسحبوا من عفرين. ومسرحية ان هناك مقاومة وتصدي ولكن في حقيقة الامر سحبت القوات الكردية الى شرق الفرات لأن الامريكي كان قد أمرهم وقدم لهم النصيحة بأن عليهم ان يذهبوا الى المنطقة المراد تغيير الخارطة الديموغرافية فيها وهي ديرالزور والرقة وشمال سوريا في الحسكة وغير ذلك.

وبالنسبة لعدم توصل الاكراد والحكومة السورية الى اتفاق شامل لمنع حدوث هذا الهجوم التركي، أوضح الخبير العسكري السوري، " تقع المسؤولية  بكليتها على عاتق "قسد" والقيادات الكردية. بما يخص الوصول الى اتفاق سياسي، ان الدولة السورية رعت 3 جلسات من المفاوضات حضرها "الهام احمد" و"رياض حدو" وعدد من المسؤولين من قيادة "مسد" وقسد" وكان هناك توصل الى صيغة بنى عليها السيد الرئيس خطابه عندما التقى المجالس المحلية في اجتماع مع وزارة الادارة المحلية وكان هناك نقاط واضحة في ان يكون هناك مجالس مستقلة وادارات ذاتية وكان يقصد هذه المناطق بأن يعطى للأكراد وان تستجيب الدولة الى بعض المطالب بأن يكون لهم ادارة ذاتية في بعض القضايا الخدمية وغير ذلك، ولكن ما ان يغادروا دمشق ويصلوا الى الحسكة ومواقعهم لنسمع خطابا جديدا ينسف اي تفاهم مع الدولة السورية".

واضاف، وحتى عندما اعلنت امريكا على لسان ترامب الانسحاب منذ 8 اشهر من سوريا بدأوا بالتحول الى الدولة السورية في خطاب بأنهم يريدوا العودة الى الدولة السورية وان يحققوا السياسية ولكن ما ان توقفت عملية الانسحاب من قبل القوات الامريكية انقلبوا واكدوا بأن حليفهم الاستراتيجي الذي يلبي اهدافهم ومصالحهم هو امريكا والدول الغربية.

وتابع، بالنسبة للدول السورية وصبرها طيلة هذه المدة على هذا المكون هو لأنها تدرك بأن الحالة الطبيعية والوضع الطبيعي الذي سيعود اليه هؤلاء لان قادة هذه الفصائل لا يمثلون اهلنا في المكون الكردي فهؤلاء القادة معظمهم موجود في الخارج وبالتالي هم مستفيدون وستقدم لهم المكافئات على اي خطوة يوافقون عليها وينتصروا للموقف الامريكي اما من سيدفع الثمن هو القاعدة التحتية اي هؤلاء المغرر بهم والذين يعيشون حالة من القمع والابتزاز والاهانة، بتقديري، ان الدولة السورية كانت حريصة جدا ليتم التوصل الى اي صيغة ترضي هذا المكون وهذه الهوية ولكن بما لا يتعارض مع سيادة الدولة السورية على كامل ترابها.

واختتم العميد مقصود حديثه بالقول، "المشكلة ان امريكا كانت تريد ان تنال من القرار السيادي المستقل لسوريا ومن سيادتها على ترابها بل تريد لهذا الخيار والمسار التقسيمي ان يحمله هذا المكون الكردي لأن اسرائيل ترى في هذا المكون منذ زمن طويل وكما حصل في شمال العراق ترى بأنه هو التوأم للكيان الصهيوني في هذه المنطقة".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة