ناشط بحريني لـ"تسنيم": الثورة الإسلامية نموذج لجميع الدول في الاستقلال والحرية
رأى المعارض والناشط البحريني حسين البري، أن الثورة الإسلامية في ايران تعتبر نموذجاً لجميع الدول في الاستقلال والحرية.
وأوضح المعارض والناشط البحريني حسين البري في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء أن الدول العالمية تسعى لأن توحي للأمم و الشعوب استحالة النهوض من الداخل عبر الاعتماد على الشعوب و مقدراتها. فمتى ما سخرت شعوب هذه الأمم مقدراتها في رفع احتياجاتها وتحصيل أمنها و استقرارها و تحقيق أمالها ، قصرت و قطعت أيادي دول العالم الكبرى عن استغلال قدراتها واللعب بخيراتها.
وأضاف، ولإن القوى العالمية لا تجد أمنها و استقرارها و تطورها الا في تثبيت النظام العالمي الحالي الذي قام على جثث ملايين الضحايا في الحروب العبثية فهي تسعى للحفاظ عليه من خلال إيهام و إرغام شعوب المنطقة بأن هذا النظام العالمي و هذه القوى الموجودة هي البوابة الوحيدة نحو الاستقرار، الاستقلال، الأمن والتطور. و على هذا المنوال كانت هذه القوى تتهم كل من يعتقد بخلاف ذلك بالسعي خلف تقويض الأمن على المستوى الاقليمي والعالمي.
وتابع، لقد أثبت التاريخ بإنه لا يمكن لأي أمة أن تسير في رقيها و تحافظ على استقلالها من خلال اعتمادها و اتكائها على القوى العالمية، وما إن تفعل ذلك حتى تفقد استقلالها لهذه الدول حتى تتحول إلى يد عاملة لشركاتها الضخمة و سوق استهلاكية لمنتجاتها. فلا يمكن للاستقلال و السيادة و النمو أن يكون مستوردا في ظل نظام عالمي تتصارع فيه القوى على موارد العالم حتى لو كان ذلك من خلال نهب خيرات الشعوب و مواردها.
واردف قائلا، كما أثبت الإمام الخميني (رض) عبر حركته العظيمة أن لا سبيل إلى الاستقلال الحقيقي إلا من خلال الاعتماد على ابناء الأمة في تحقيق الاستقلال و السيادة أولا و التنمية الشاملة بناء على ذلك ثانيا. و أكبر مصداق على هذا الأمر هي ثورة الـ41 ربيعا التي احيينا ذكراها يوم أمس، و التي انطلق فيها الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه معتمدا على قدرة الشعب و إيمانا به لمواجهة أبرز رموز الاستعمار في القرن العشرين.
وأوضح ان مجريات الامور تثبت بأنه لم تشب عقيدة الامام رضوان الله تعالى عليه أي شائبة في اتكائه على أبناء الشعب الايراني و انتظاره للجيل الصاعد من الشباب المؤمن لتحقيق الآمال و السيادة الحقيقية الى جانب الإيمان منقطع النظير في أن الإسلام هو الحل لاستقلال إيران من غطرسة قوى العالم الشرقية والغربية أولا و تحقيق أمال الشعب الإيراني من خلال نهضة تنتمي لمعتقداته و تطلعاته وظروفه ثانيا. فلم ينادي هذا المؤمن بالجمهورية الإسلامية المستقلة في وقت كانت فيه كل دول العالم لابد لها إلا أن تكون شرقية او غربية الا من خلال يقينه الكامل بمعية الله و قدرة الجماهير المؤمنة.
وأضاف، و لا أشك هنا .. أنه لو لم تتعرض الجمهورية الإسلامية لكل سنوات المحنة و الحصار هذه و من خلال اعتمادها على شعبها الحي و المثابر لكانت مثال يحتذى به لكل دول العالم في المحافظة على ثنائية السيادة و الاستقرار الى جانب التطور و الازدهار وهذا ما لا تبتغيه هذه الدول التي لا تجد استقرارها و تطورها الا من خلال خضوع الاخرين لسيادتها. نعم ، فمتى و كيف يكون الاتكاء على قوى أجنبية سبيلا لتحصيل الاستقلال؟! وما فقد استقلال الا و وجدت هذه القوى؟. أما بالنسبة لبعض أنظمة المنطقة كـ نظام البحرين فلا يمكن أن يكون له ذلك . لأنه في الاصل مجرد كيان جاء ضمن هذا النظام الذي أسس لاستمرار وصول هذه القوى لخيراتنا ولا يمكنه لعب دور أخر خارج هذا النظام.
وتابع، فقد رُوِضت هذه الأنظمة لخدمة هذه القوى و تحقيق أهدافها الخبيثة في المنطقة، فلا يستطيع نظام كنظام آل خليفة أو حتى بقية أنظمة الخليج (الفارسي) أن تتخلى عن هذه القوى كونها تعتمد في بقائها على تأدية هذه الأدوار. و إن كان لي حديث في هذه النقطة فسيكون موجه لشعب البحرين الذي لابد له أن يخير نفسه بين أن يعمر هذه الأرض و ينعم بخيراتها بيده أو أن يرضى بفتات حقه الذي ينعم به غيره مِن مَن لا يستحق. فإن أراد أن يحقق سيادته على أرضه فلابد له من النهوض في قبال كل أشكال الاستعمار و أدواته و إلا أن يقبل بهذا الفتات لا في قبال إنسانيته بل في قبال سكوته عن حقه.
وأوضح أنه للاعتماد على الشعوب في نهضة البلاد ثمن لا يمكن أن تتحمله أو تؤديه حكومات كالبحرين أو السعودية. فالاعتماد على الشعوب يعني تمكينها في كل مجالات الحياة الاجتماعية و السياسية، الاقتصادية، الخدمية وهذا ما لا ترضاه هذه الحكومات التي ترى في ذلك تهديد لدوام حكمها و سيطرتها على الجماهير.
واضاف، الرهان على الشعوب يبدأ من تسليم المسؤوليات لها لتكون مسؤولة عن اختياراتها فمتى ما كان الشعب مسلوب الاختيار فهو مسلوب من المسؤولية و متى ما سلبت هذه المسؤوليات من أصحابها أصبحت ألعوبة في يد المتنفذين و أداة لهم. فمتى ما وجد الوعي لدى الجماهير و تمكنت من ممارسة حقها الطبيعي في شتى المجالات عندها تكون قادرة على تحقيق التغييرات المنشودة.
ولذلك لم تقتصر سياسات هذه الدول على سلب المسؤولية من الشعوب أو حتى سلب الاختيار من الجماهير بل عمدت لمحاربة الوعي الشعبي.
و من الطبيعي عند ذلك أن يكون كل تطور علمي أو صناعي أو عسكري يستورد و يدار من الخارج ، و حتما لن يكون ذلك من دون ثمن!.
ونوه الى ان تبدل موقف ايران بعد الثورة الاسلامية كان أحد مصاديق و معاني الثورة الحقيقية التي بدلت كل اركان النظام السابق و اطاحت بكل رجاله و غيرت كل سياساته الباطلة و أزالت كل معتقداته و سارت بالدولة إلى يومنا هذا على غير اتجاه. حيث أن كثير من النهضات و الثورات فشلت عندما اعتبرت سقوط النظام الحاكم هو نهاية الثورة بينما أعتبر الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه سقوط نظام الشاه هو أول خطوة في الاتجاه الصحيح و بداية لتحقيق أهداف الثورة و لا بد هنا على أن نقف عند عبقرية اختيار شعارات الثورة و أهدافها و أهمية بقاء الجماهير في ساحة الثورة و عدم تسليمها للنخب بمحض إسقاط النظام فشعب إيران كان ولا يزال الداعم الأول لأهداف هذه الثورة العميقة و هذا الأمر الذي رأيناه بالأمس خلال مسيرات الذكرى 41 للثورة.
وأضاف، أما في ما يخص تعاطي الأنظمة الغربية مع نظام الشاه و في المقابل سياسات نظام الشاه فذلك يعزز أسباب حماية الأمس و عداء اليوم فبالأمس كان نظام الشاه يؤدي دور شرطي الغرب و حافظ منافعه في قبال حمايته أما اليوم فالنظام الموجود يؤدي دور في الاتجاه المخالف تماما في دعم الشعوب المستضعفة في قبال غطرسة الغرب. ولهذا تأثير بليغ لا سيما على الساحة البحرينية فعلى الرغم من غالبية المؤمنين في ذلك الوقت (قبل 1979) الا انها لم تتبلور ضمن مجاميع حركية و كان الدور السياسي الأبرز يعود للحركات التحررية القومية و الشيوعية. الا انه مع تأثر المؤمنين في البحرين بشخصية و فكر الشهيد محمد باقر الصدر و انتصار الثورة الاسلامية بدأت المجاميع المؤمنة تتشكل لتلعب دورا سياسيا و ثقافيا واسعا حيث أصبحت هذه المجاميع إلى اليوم أبرز صوت و لاعب سياسي في البلاد.
/انتهى/