محلل سياسي عراقي لـ"تسنيم": ما هي خطة أمريكا للعراق؟
قال المحلل السياسي العراقي ورئيس شبكة الهدف للدراسات الاستراتيجية، هاشم الكندي، ان الأمريكان أثبتوا أنهم كانوا داعمين للارهاب وليسوا داعمين لحرب الشعب العراقي ضد الارهاب.
وقال هاشم الكندي، في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان امريكا تحاول تجاهل الإرادة الدستورية البرلمانية والشعبية العراقية في سبيل ابقاء قواتها ولكن هذا الامر اصبح اليوم مطلباً متجدداً لأبناء الشعب العراقي ومن القوى السياسية.
واضاف، بالنسبة للعراقيين ان الوجود الامريكي غير مقبول و مرفوض، قائلا، العراقيون اليوم ليسوا بحاجة الى الامريكان لا على مستوى التدريب و لا على مستوى الاستشارة ولا حتى على المستويات الاخرى وبالتجربة الماضية اثبت الامريكان أنهم كانوا داعمين للارهاب وليسوا داعمين لحرب الشعب العراقي ضد الارهاب .
وفي ما يلي نص الحوار:
تسنيم : البرلمان العراقي أصدر قراراً واضحا قبل أشهر طالب من خلاله القوات الأمريكية بالخروج من العراق لكن لا تزال القوات الأمريكية تماطل وتحاول التنمر على العراق وبكل وقاحة تهدد قوات الحشد الشعبي، فهل تعتقد أن أمريكا ستمتثل الى قرار البرلمان العراقي أم أنها تحاول شرعنة بقائها في العراق مجددا عبر ما تسميه إعادة التموضع في مناطق محددة مثل قاعدة عين الأسد؟
هاشم الكندي: حاولت امريكا ان تتملص من قانون اخراج القوات الاجنبية الذي اصدره البرلمان العراقي منذ عدة اشهر عملت ابتداء لمدة عام حتى لا يصل هذا القانون الى البرلمان و لايناقش كانت تمارس الترهيب على النواب العراقيين وعلى الكتل السياسية حتى لا يمرر هذا القانون وبعد استشهاد الشهداء القادة كان هناك اصدار لهذا القرار وايضا امريكا في حينها تعاملت مع هذا الامر بالتسويف وحاولت التشكييك بهذا القرار بأنه يمثل مكون واحد او انه جاء بتأثيرات معينة وبعد ذلك حاولت ان تستغل التظاهرات لعدم تنفيذ هذا القانون، اولا باجبار رئيس الوزراء على الاستقالة ومن المعلوم ان هذا الاجراء يحتاج الى ان تنفذ حكومة دائمة و ايضا حاولت امريكا تعطيل ايجاد بديل لرئيس الوزراء وتعمل وتخطط الى ايصال رئيس وزراء موالي لها لا يعمل على تطبيق وتفعيل قرار الشعب العراقي باخراج القوات الاجنبية.
بالتالي امريكا اليوم تعمل على تشكييك بقانونية وشرعية هذا القانون وتحاول ان تعرقل تنفيذه من خلال الجهات الحكومية العراقية وهي ايضا حاولت ان تغطي على الارادة الشعبية التي خرجت في يوم 24 من الشهر الاول من هذا العام بتظاهرة مليونية بمطلب واحد بخروج القوات الاجنبية وبالتالي امريكا تحاول ان تتجاهل الارادة الدستورية البرلمانية والشعبية العراقية في سبيل ابقاء قواتها ولكن هذا الامر اليوم اصبح بمطالب متجددة من ابناء الشعب العراقي ومن قوى سياسية واصبح من الاولويات اليوم حتى في حالة تشكيل حكومات المطلب الاساسي لبعض الكتل السياسية كاشتراط على رئيس الوزراء البديل وعلى حاشيته مسألة اخراج القوات الاجنبية.
تسنيم : ما الهدف من وراء طرح الحوار الاستراتيجي الذي دعت اليه مؤخرا أمريكا مع الجانب العراقي، هل باعتقادك الاتفاقية الأمنية السابقة باتت لم تلبي الطموح الأمريكي طويل الأمد في العراق وباتت واشنطن تسعى الى تحقيق مآربها من وراء طرح فكرة حوار جديد مع بغداد؟
هاشم الكندي: امريكا اليوم بعد ان تيقنت بأن الارادة العراقية والارادة الشعبية والبرلمانية ذاهبة الى ان تطبق قرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الاجنبية واصبح وجود الامريكان مرفوضا بدرجة كبيرة من العراقيين تحاول امريكا اليوم بالالتفاف محاولة تسويف وبعض المتغيرات الاخيرة التي اجبرت الامريكان على ان يعيدوا تموضوعهم وانسحابهم في قاعدتين. طرحوا للخداع حتى يلتفوا على الارادة الشعبية والبرلمانية العراقية طرحوا ما يسمى بالحوار الاستراتيجي هم يريدون من هذا الحوار شرعنة وجودهم وكسب المزيد من الوقت. وحوار استراتيجي معنى هذا الامر يمتد الى اشهر ولربما الى اكثر من عام وبعد ذلك ربما يريدون الذهاب الى اتفاقية جديدة مع العراقيين وهذه الاتفاقية ربما تأسس لوجود دائم وشرعي في العراق لقواتهم ويريدون بعد ذلك اعطاء طابع بأن وجودهم مقبول في العراق وباتفاقية وتحديدا بعد ان جعلوا هذا الوجود وجودا متمركزا.
يعتقدون بأنه يضمن مصالحهم وايضا بعد ان نشروا الاسلحة الاستراتيجية مثل صواريخ الباتريوت التي هي لحماية امن اسرائيل بالدرجة الاولى وهم يوهمون الجميع بأنها لحماية قواتهم المتواجدة في المنطقة وبالتالي الحوار الاستراتيجي هو خطة لشرعنة وجود القوات الامريكية في العراق ولكسب المزيد من الوقت واستغلاله لادخال قوات جديدة واسلحة استراتيجية بنهاية الحوار. وبالتالي هم سينشرون قواعد صواريخ استراتيجية وصواريخ اعتراض وربما المزيد من القوات القتالية والطائرات بمسمى هذا الاتفاق الاستراتيجي الذي هو مبدئيا مرفوض من قبل اغلب العراقيين. القرار العراقي بأنه لا حاجة لوجود الامريكان الذين لم يقدموا شيئا في محاربة الارهاب. بالنسبة للعراقيين ان الوجود الامريكي غير مقبول و مرفوض. العراقيون اليوم ليسوا بحاجة الى الامريكان لا على مستوى التدريب ولاعلى مستوى الاستشارة ولا حتى على المستويات الاخرى وبالتجربة الماضية اثبت الامريكان أنهم كانوا داعمين للارهاب وليسوا داعمين لحرب الشعب العراقي ضد الارهاب .
تسنيم : باعتقادك هل طرح الحوار الاستراتيجي من قبل أمريكا يهدف للبحث حول قضايا مصير القوات الأمريكية في العراق من بينها الانسحاب او انه يبحث عن رسم خارطة جديدة لبقاء هذه القوات لأجل بعيد في العراق؟
هاشم الكندي: الحوار الاستراتيجي هو خديعة امريكية امريكا. مع تصاعد الرفض الشعبي والسياسي البرلماني اليوم لوجود امريكا بات هذا الامر يحرجها على المستويين العالمي والداخلي. هناك اصوات في داخل امريكا ايضا ترفض وجود ونشر قوات امريكية ولعل الديمقراطيون بصورة عامة هم مع هذا الشيء حتى قسم من الجمهوريين هم اليوم يقولون بعودة القوات الامريكية وهذا كان جزءاً من وعود ترامب الانتخابية ومع العامل الانتخابي تتصاعد الدعوات الى عودة القوات الامريكية الى امريكا. لعل اليوم ادارة ترامب تريد ان تجعل بعض القوات متواجدة دون اعتراضات او انها توحي بأنها متواجدة ضمن اتفاقية لهذا طرحت الحوار الاستراتيجي وهو حوار الخديعة لان امريكا لم تحترم العراقيين لا على مستوى دولة ولا على مستوى حكومة ولا على مستوى سيادة او شعب.
وحتى كل الاتفاقيات لم تلتزم امريكا بها ولا بأي اتفاقية، اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة مع الامريكان في نهاية عام 2011 عندما دخلت في حيز التطبيق لم تنفذ امريكا اي من جوانبها العسكرية او الاقتصادية ولا المدنية ولا حتى من الجوانب الاخرى وبالتالي الحوار الاستراتيجي هو تسويف امريكي ومحاولة لتلميع وجه امريكا الذي اصبح مكشوفا وواضحا بمستوى الاجرام الذي قامت به في العراق من قتل الشهداء القادة وقصف العراقيين و انتهاك حرمة الاجواء العراقية والانتهاك للسيادة العراقية بالتالي هو اسلوب امريكي جديد للإيحاء بأن وجودهم سيكون مقبولا وضمن اتفاقية وامريكا تمارس ضغوطات على العراقيين للذهاب الى هذا الحوار ومن ذلك مثل تحريك خلايا داعش وايضا الحوار يراد منه تحييد المقاومة الاسلامية العراقية وخياراتها او جعلها معزولة او خارج ارادة الدولة العراقية عندما تقوم بعمليات في وقت الحكومة والجهات المسؤولة تقوم بحوارات مع الامريكيين. هكذا يريد الامريكان من خديعة الحوار الاستراتيجي الذي يبدو بأنه لن يكون لأن قرار الشعب العراق يقول بأنه لن يكون هناك حوار بمعنى المفاوضات انما لا بد من تطبيق قرارات الشعب العراقي البرلمانية والشعبية .
تسنيم : وفق ما صرح به السيد محمد علي الحكيم وزير الخارجية العراقي فان واشنطن طرحت من خلال اقتراحها اجراء حوار جديد مع بغداد، اعادة النظر بشكل واسع في ما يخص العلاقات مع الجانب العراقي في المجال الاقتصادي والثقافي والتعاون الأمني، فهل تعتقد أن الأمريكيين سيمنحون الجانب العراقي امتيازات في ما يخص هذه القضايا ام انهم يهدفون من وراء هذه الدعوة ان يبقون على الاتفاق السابق حياً بمجرد اطلاق اسم جديد عليه؟
هاشم الكندي: الوعود الامريكية الجديدة التي قال عنها وزير الخارجية العراقي بأن الامريكان سيذهبون الى تقديم دعم او مساعدات فيما يتعلق بالوزارات الاقتصادية او الفنية. الواقع يقول بأن الامريكان لم يلتزموا باتفاقياتهم السابقة، لم يقدموا شيئاً حتى مع اظهارهم لمنتجهم الامريكي داعش الارهابي لم يقدموا اسلحة، كان الشعب العراقي قد دفع ثمنها. وبالتالي لا يمكن خديعة العراقيين من جديد امريكا تريد ان تصور الامر بأنه يمكن ان يتجدد باتفاق جديد. العراقيون لايمكن ان يطمئنوا. بعد 10 اعوام على هذه الاتفاقية الامريكيية وامريكا لم تقدم شيئاً لا على مستوى التسليح ولا على مستوى الخدمات وعلى مستوى الخدمات.
ثبت للعراق بأن له صداقات تحترم نفسها مع بعض البلدان من خلال العلاقات المتكافئة والمتعاونة وفي مقدمتها ايران والصين وروسيا بينما لم يجد من الامريكان سوى الخذلان والعدوان طيلة هذه الفترة ولا يمكن للعراق ان يثق بامريكا بعد ان قتلت قادته الامنيين وقتلت ضيوف العراق وقتلت ابناء الشعب العراقي في الجيش والشرطة وانتهكت حرمة المدن المقدسة.
بالتالي لا يمكن ان تعاد الامور بوعد جديد لن يتحقق من قبل الامريكان كما لم يحققوا اي شيء من وعودهم والتزاماتهم السابقة لعل كل هذه الامور لن تؤخر الارادة العراقية التي تقول بضرورة اخراج القوات الاجنبية جميعا من العراق والعراق يتعامل بعد ذلك مع الدول بموجب مصلحته واحترام هذه الدول لسيادته وامنه ولامن مواطنيه.
غير ذلك وجود الامريكان هو وجود معادي وهي قوات احتلالية ووجودها يعطي للعراقيين خيارات واسعة لرفض وجودها والعمل على اخراجها ومن ضمنها حق مقاومة الاحتلال كما في المادة 51 من القانون الدولي التي هي من حق المقاومة الاسلامية العراقية ان تعمل على اخراج الاحتلال الامريكي القاتل كما اخرجته في عام 2011 .
/انتهى/