قلعة "سب" التاريخية.. أطول مبنى طيني في ايران + صور
تقع قلعة «سب» التاريخية في مدينة سيب وسوران، في محافظة سيستان وبلوشستان وتعد من اقدم الآثار في المحافظة الباقية حتى الان منذ العهد الاسلامي حيث تعكس طقوس ورموز الحكام الصفويين وما بعدهم.
قلعة سيب وسوران هي من أهم المعالم التاريخية في مدينة سيب وسوران الواقعة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوبي شرقي جمهورية إيران، حيث يعود تأريخ بناءها إلى ألف سنة مضت الى العهد القاجاري وتم إعادة تأهيلها آخر مرة قبل حوالي 180 عاماً. تُعَد قلعة "سب" الأثرية حالياً من أكثر الأبنية حصانةً بين الصروح التاريخية المتبقية في المحافظة، كما انها محمية من قبل منظمة التراث الثقافي في جمهورية إيران كونها من ضمن المعالم الوطنية للبلاد.
يُذكَر ان القلاع هي نوع من الأبنية المحصنة والتي كانت تُبنى في أوروبا والشرق الأوسط خلال العصور الوسطى من قبل طبقة النبلاء. نجدها دائماً في أماكن هامة مما يجعلها شاهدةً على التأريخ، فنجدها خاضت المعارك، وحيكت حولها الأساطير. وأصبحت على مدى السنوات مصدر فخر وإلهام لشعوبها. ومن البلدان التي اشتهرت بإنشاء القلاع والحصون العظيمة وبنائها هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تضم قلاعاً تأريخية كقلعة اوشيدا التي تُعتبَر أحد أكثر القلاع غموضاً في إيران وتُعتبَر قلعة اوشيدا دليلاً ملموساً على تبلور العبقرية الإيرانية قبل الفين و 264 عام، حيث تحاك حولها العديد من الروايات، ومنها وجود قبر "رستم دستان" (أحد أبطال الشاهنامة) في أعلى الجبل وذلك بسبب وجود العديد من آثار قبور الاسرة الاشكانية (البارثيون) 247 ق.م وغيرها من القلاع كقلعة رودخان وكريم خان والتنين وبم وقلعة بهستان وقلعة فلك الأفلاك وقلعة دختر وقلعة شوش الأثرية وقلعة نارنج. بالإضافة إلى قلعة سب والتي تُعَد من أقدم الآثار في سيستان وبلوشستان الباقية حتى الان. وفي العام 1996م عَمِلَت منظمة التراث الثقافي والسياحة على تسجيل القلعة في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية.
الموقع الجغرافي
توجد قلعة سب الأثرية في محافظة سيستان وبلوشستان التي تقع جنوب شرق جمهورية إيران وبالتحديد في مدينة سيب وسوران. قلعة سِب هي واحدة من أجمل القلاع بجمهورية إيران والتي إحتفظت أكثر من غيرها على سلامة بنائها، وتقع في قرية (سِب) على بعد 25 كيلومتراً عن قضاء سراوان وتسمى أيضاً باسم (سيب سوران).
تأريخ القلعة
ان قلعة سب الأثرية تُعتبَر من أهم المعالم التأريخية في مدينة سيب وسوران الواقعة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوبي شرقي إيران، حيث يعود تأريخ بناءها إلى ألف سنة مضت وتم إعادة تأهيلها آخر مرة قبل حوالي 180 عاماً، كما تُعَد قلعة سب حالياً من أكثر الأبنية حصانةً بين الصروح التأريخية المتبقية في المحافظة، كما انها محمية من قبل منظمة التراث الثقافي في إيران كونها من ضمن المعالم الوطنية في جمهورية إيران.
بناء القلعة
بُنيَت قلعة سِب في العصور الإسلامية الأولى في محافظة سيستان وبلوشستان وسكنها حتى العام 1965م عشائر (باركزايي) و(مير مرادزهي)، ثم بقيت خالية على حالها. ويتكون بناء القلعة من طابقين ويبلغ ارتفاع جدارها (30) متراً وعرضه (7) أمتار. اما القسم الذي كان يسكنه الملك فارتفاعه أكثر ويقع في أعلى القلعة، ويقال انها كانت تحتوي على (14) برجاً حواليها و(4) أبراج داخلها والتي تهدمت في الحروب والنزاعات. وتحتوي القلعة على (10) غرف صغيرة وكبيرة على أطراف الباحة المركزية، وللذهاب إلى الأماكن التي يتواجد فيها الحاكم، والأماكن المخصصة للاصطياف، يتوجب الصعود عبر درج سري قليل العرض ومنحدر بدرجة حادة. اما الطابق الثاني للمبنى، وهو أعلى بناء طيني في إيران، يحتوي على (6) غرف بمساحات مختلفة، أولها صالة في الجانب الغربي، بناها (مير محمود خان) واستُخدِمَت فيما بعد للاجتماعات الخاصة. وثانيها الغرفة التي بناها (مير يوسف خان) في الجانب الشمالي الشرقي، وإلى جانبها وإلى الجنوب منها غرفة أخرى بُنَيت على يد (محمد عمر خان) متصلة بطريق سري على شكل نفق يصعد إلى الطبقة الثانية، حيث كان لهذا الطريق أهمية أمنية كبيرة في حالة نشوب الحروب.
يوجد العديد من المباني حول فناء القلعة، وقد تم تشييد أغلب هذه المباني على طابقين يحتويان على مجموعة متنوعة من الغرف المصممة للاستخدامات المختلفة، بما في ذلك غرف لأقارب الحاكم المقربين، وأخرى لخدم وعبيد الملك، ومستودعات، وأماكن مخصصة لحفظ الحيوانات الأليفة والمستخدمة للركوب مثل الخيل، بالإضافة الى السجون وهي جزء من هذا المجمع. يبلغ ارتفاع الجدار الخارجي لهذه الغرف حوالي 6 أمتار من خارج القلعة. ويبلغ طول الجدار الذي يحيط به 48 متراً جنوباً و 27 متراً شرقاً.
المباني المحيطة بالقلعة:
كما ذكرنا سابقًا، هناك مبانٍ خاصة تقع جنوب القلعة (خارج الفناء الرئيسي) يقع المدخل والخروج الوحيد للقلعة في الجزء الجنوبي، وبعد أقل من 200 متر، يؤدي مباشرة إلى الحديقة الخاصة والكبيرة للحكام المشهورين في ذلك الوقت، والآن قد جفت أشجارها المقاومة كالنخيل، ناهيك عن الأشجار والنباتات الأخرى! وفي الجنوب الشرقي من القلعة، لا يوجد مبنى خاص الآن، ولكن وفقًا للأدلة المحلية، كان هناك مستودع كبير في هذا المكان حيث كان يستخدم لأغراض مختلفة، مثل تحصيل الضرائب وما إلى ذلك. يوجد في الطابق السفلي المسجد الكبير القديم للقرية، والذي تم بناؤه بأمر من العالم الحكيم والورع في القرية، مولانا رحيم بخش رحمه الله، في نصف القرن الأخير أي منذ حوالي خمسون عاماً.
ولكن إلى الجنوب الغربي من القلعة ، يوجد مسجد يسمى مسجد الملا دينار ، والذي يعد، إلى جانب مسجد الملا شقرة، أحد أقدم المساجد في قرية سب، وإلى أسفل قليلاً وعلى الجانب الجنوبي، توجد قبة تسمى قبة "الحاج صاحب الغوث"، وعلى الجانب الشرقي وخارج القبة، يمكن رؤية مقبرتين ترابيتين أخريين، ترتبطان بـ "أبو الفتح خان" ، شقيق محمد شاه، و "نوربي بي"، ابنة محمد شاه (آخر حاكم للقلعة)، ويقال أن القبة تخص عبد الرحيم جامي حفيد الشاعر والصوفي الشهير عبد الرحمن جامي.
/انتهى/