محلل سياسي عراقي لـ"تسنيم": أمريكا تحاول تبرير بقائها في العراق من خلال عمليات داعش
أكد المحلل السياسي العراقي كامل الكناني أن الولايات المتحدة الامريكية تحاول تبرير حضورها و بقائها في العراق من خلال عمليات داعش.
واكد "كامل الكناني" الخبير والمحلل السياسي العراقي ان ما نسمعه من رجوع داعش هي فبركات وفقاعات اعلامية لا ترتقي الى مستوى التهديد في ما تطرق الى التعاون الامريكي مع الدواعش مؤكدا ان اخبار المساعدة الامريكية للدواعش ليست مجرد اخبار بل ان الاجهزة الامنية العراقية امتلكت ادلة كبيرة على دعم الامريكيين لهذه المنظمة الارهابية خلال فترة احتلال العراق وخلال هذه الفترة.
وقال الخبير العراقي في معرض رده على سؤال لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن التقارير و الاخبار التي تفيد بنشاطات جماعة داعش الإرهابية في الاونة الاخيرة اكد كامل الكناني : في الحقيقة الاخبار التي يتحدث بها الكثيرون عن نشاطات داعش هي اخبار ترويج الكتروني في اكثرها هناك عمليات واقعية على الارض و لكنها لا ترتقي الى مستوى التهديد الأمني لا لأجهزة الامن العراقية و لا للواقع الاجتماعي العراقي.
وأضاف، هناك حصانة اجتماعية تكرست خلال الفترة السابقة بسبب ادراك الناس ان الانسياق وراء هذه المشاريع الارهابية لن يؤتي نفعاً و لم يحقق اهدافا و ان حقيقة داعش لا تمثل المكون و المجتمع السني و لا تدافع عنهم و انما هو مشروع غربي ، تفكيكي صهيوني ارهابي لا ينفع المواطنين ، فحقيقة الواقع الاجتماعي العراقي الان في اكثر المناطق العراقية هو واقع محصن امام اختراقات داعش و لذا فإن مساحة الترويج و مساحة التضخيم هي مساحة في وسائل التواصل الاجتماعية و على صفحات النت على الارض توجد عمليات بسيطة لا تمثل اي قيمة امنية او خرق امني كبير.
وحول مدى ارتباط هذه الضجة مع مطالبة العراقيين بخروج المحتلين من بلادهم ، قال : نعم هناك ربط في التحليل السياسي و في التحليل الأمني وفي قناعة اكثر العراقيين ان الولايات المتحدة الامريكية و المحور الصهيوني يستفيد من داعش كأداة لتمرير مؤامرة او لتسليم بحضوره او لابتزاز قوى سياسية و حكومات منطقة فبعد ان اشتدت المطالبة العراقية باخراج القوات الامريكية تحدث الامريكيون بشكل علني عن عودة داعش و خطر داعش وبدأت فعلا مجموعة من العمليات التي تقوم بها القوات الامريكية عادتا من نقل الدواعش من سوريا و تهريبهم من سجون في الحسكة وعمليات نقل و انتقال في غرب العراق البعيدة مثل وادي حوران و التنف و غيرها .
وأضاف، فمتوقع جدا ان تحاول الولايات المتحدة الامريكية تبرير حضورها و بقائها في العراق من خلال عمليات داعش و من المتوقع ان تستفيد من هذه القضية و هؤلاء هم حمير توصيل بالاهداف الغربية او الامريكية او الصهيونية وبالتالي فهناك قناعة تامة لدى اللعراقين ان هؤلاء الدواعش يمكن ان يتسببوا في بعض الايذاء لكنهم من ناحية القدرة العسكرية لاحتلال مدينة او منطقة فانهم فقدوا هذه القدرة وليس هنالك فرصة لهم للقيام بهكذا عمليات كبيرة و لكن من الناحية الامنية يمكنهم ان يقتلوا هنا او هناك او يهاجموا قطعا عسكرية هنا او هناك و هذا امر متوقع والأجهزة الامنية العراقية تمتلك قدرة واقعية وسيطرة خصوصا على الحدود العراقية السورية تمتلك سيطرة ارضية شبه كاملة و سيطرة جوية لابأس بها لذلك لا اتصور هناك خطر يشكله داعش من هذه الناحية لكن الاستفادة من الدواعش كسبب لاسباب الحضور او الضغط على القوى السياسية هذا امر قائم و حقيقي واكثر العراقيين مقتنعين به ويصدقون به.
وتابع، في هذا الاطار ان اخبار المساعدة الامريكية ليست مجرد اخبار بل ان الاجهزة الامنية العراقية امتلكت ادلة كبيرة على دعم الامريكيين للدواعش كانت هناك اعتقالات لدواعش كان الامريكان يخرجوهم خلال فترة تواجد القوات الامريكية.كانت القوات الامريكية تمارس دورا كبيرا في تجهيز بعض العمليات التخريبية القي القبض على الكثير من اعضاء الشركات الامنية الامريكية وهم يحملون احزمة ناسفة ورمانات وادوات تفجير.
واردف قائلا، في مجمل العلاقة من 2004 و 2005 الى خروج القوات الامريكية كانت هناك ادلة ثبوتية كثيرة وبعد خروج القوات الامريكية الان عبر طائرات الهليكوبتر وعبر وسائل نقل اخرى صورت وشوهدت طيارات امريكية تنقل الدواعش ، فقد تم نقل الكثير من الدواعش كما تم انزال عدة رزم من المساعدات اللوجستية للدواعش هناك حديث عن ان المساعدات الانسانية التي تقدم الى مخيم الركبان قرب الحدود العراقية السورية تتضمن مواد لوجستية لها علاقة بالتخريب والعمل الارهابي وليست مساعدات انسانية ولكن القوات الامريكية تسربها لهؤلاء الدواعش. هذه ادلة توثقت منها الاجهزة الامنية العراقية وتم مفاتحة الامريكان بالكثير منها ولكن الولايات المتحدة الاميريكة تنكر كعادتها . فاقول ان التعاون الامريكي مع الدواعش بالنسبة للعراقيين امر مقطوع به مسلم به.
وحول تحركات داعش في العراق وارتباط هذه النشاطات بوباء داعش و استغلالهم لهذه القضية في اطار ما نقلته بعض المصادر الاخبارية ان الدواعش قاموا بتوزيع مستلزمات صحية غير صالحة بين سكان مناطق عراقية بزعم الوقاية من فايروس كورونا و تشكيل فرق طبية وهمية لمكافحة الوباء ليكون اطارا لعملياتهم الارهابية اكد السيد كامل الكناني: بالحقيقة الدواعش يستفيدون من اي ظاهرة، يستفيدون من اي واقع ، يستفيدون من اي خلل و حتى يستفيدون من الانواء الجوية من المطر او الضباب و غيره لتنفيذ بعض من العمليات فربما تساهم عمليات الحجر الصحي ومنع التجول في اكثر مدن العراق ودعوة الحكومة العراقية من الناس للبقاء في بيوتهم ربما تهيئ بعض الفرص الاضافية و البيئة المساعدة للقيام بتحرك هنا و هناك ولكن من الناحية الواقعية ليس من السهل تجاوز هيمنة وسيطرة القوى الامنية على مناطق نفوذ الدواعش خصوصا ان قطعات الحشد الشعبي منتشرة في اكثر المناطق مجموعة كبيرة من الناس يتعاونون مع الاجهزة الأمنية العراقية ، الفجوة السابقة بين المواطنين و الاجهزة الامنية والشرطة والجيش لم تعد قائمة بحيث يعتبر الاندكاك الجماهيري مع الاجهزة الأمنية مصدر مهم من المصادر الامنية حول الدواعش وتحركاتهم فلا اعتقد ان الدواعش يستطيعيون أن يفعلو شيء ولكن من المحتمل ان تشكل الحالة الوبائية ومنع التجول و الحجر الصحي التي تعيشها اكثر المدن العراقية و أن تاتي بتاثير قليل ولكن لا اعتقد انه تاثير مهم و كبير.
وأضاف، لكن ممكن ان يستفيد الدواعش من الجو السياسي في المجتمع العراقي هنالك هبوط يعاني منه المجتمع العراقي على المستوى الاقتصادي بسبب انخفاض اسعار النفط وعلى المستوى السياسي بسبب ان الحكومة هي حكومة تصريف اعمال وتأخرت عملية انتخاب مكلف لتشكيل الحكومة لاكثر من ثلاثة اشهر وهنالك محاورات ومناكفات وخلافات سياسية عرقلة تشكيل الحكومة بيسر و سهولة تشكل هذه الاجواء بمجملها مع ازمة كورونا جو ضاغط على الحالة النفسية.
وتابع، لذلك انا اعتقد بان داعش و بسبب خسارتها على الارض تحاول ان تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي لاعادة ظهورها وتسويق نفسها بانها موجودة مستفيدة من هذه العوامل النفسية الذي يعاني منها العراقيين في هذه المرحلة ولكن على الارض لا يوجد تطور لصالح داعش.
/انتهى/