رئيس ملتقى الكُتّاب العرب: سينما المقاومة من الضروريات لصدّ الغزو الفكري الغربي
أكد الكاتب عبدالرحمن الشبعاني رئيس ملتقى الكُتّاب العرب والأحرار، في سياق تأكيده على أهمية مهرجان أفلام المقاومة الدولي أنه من خلال معرفة أهمية السينما الغربية بالنسبة لدولها، وتأثيرها السلبي علينا، نعرف مدى أهمية السينما العربية والإسلامية التي يتبنّاها (محور المقاومة).
وتطرّق الشبعاني الى أهمية سينما محور المقاومة في ظل الظروف الراهنة بالمنطقة، وقال: لا شك أن للسينما دور كبير وأثر بالغ في التأثير على نفسيات المجتمع وأفكارهم وثقافتهم سلباً أو إيجاباً… وقد عرفنا جيداً تأثيرات السينما الغربية منذ الستينات والسبعينات إلى اليوم، كيف أنهم - أي الغرب الصهيوني الكافر - استطاعوا غزو الشارع العربي والإسلامي، واحتلوا فكره وثقافته ونفسيته من خلال انتهاجهم منهجية التدجين والغزو الفكري والثقافي من خلال ما كانوا يعرضونه لنا من الأعمال السينمائية والدراما الغربية، ولمعرفتهم بأن الشريحة الواسعة والسواد الأعظم من الشباب العربي المسلم وحتى الشيوخ والأطفال ذكورا وإناثاً لا يهتمون للقراءة والمطالعة وتنمية الفكر والوعي من خلال الكتب والصحف وغيرها من المقروءات، بل جلّ اهتمامهم لمتابعة القنوات التلفزيونية - وإن كانت محلية آنذاك - والأفلام السينمائية التي كانت تعرض قديما عبر أشرطة فيديو أو اسطوانات مسجّلة صوت وصورة تعرض على الشاشة .
وأضاف الاعلامي العربي البارز: ساهمت السينما الغربية إسهاما كبيراً في تدجين الشعوب وغزو واحتلال فكرهم ونفسياتهم، حتى وصلوا إلى احتلال ما استطاعوه من الأرض والمقدسات .. بل وسيطروا على أهم مفاصل الدول والأنظمة العربية والإسلامية، ووصل بهم الحال إلى مراكز القرار ومصادرة وسلب سيادة الكثير من الدول العربية والإسلامية .. فكانت النتائج سلبية في حقنا بامتياز، بينما كانت إيجابية بالنسبة لصهاينة الغرب الكافر وربيبتهم "إسرائيل"، ولعل هذا كان هو العامل الأكبر المساعد لهم حتى وصلوا إلى المرحلة المرّة علينا وهي مرحلة صفقة القرن والتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب "إسرائيل"، من قِبَل أنظمة العمالة والانبطاح في المنطقة .
وتابع: فمن خلال معرفتنا أهمية السينما الغربية بالنسبة لهم، وتأثيرها السلبي علينا، نعرف مدى أهمية السينما العربية والإسلامية التي يتبنّاها (محور المقاومة).. بل أعتقد أنها من الضروريات التي كان المفترض أن نسبقهم نحن بها كمحور مقاومة إسلامية، ولكن لا بأس، فكما يُقال : (أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي) .
دور ايران الريادي في الوعي السينمائي
ووجّه رئيس ملتقى الكتاب العرب الأحرار الشكر والتقدير والعرفان للأخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وشعباً، وبالأخص القيادة والنظام الإسلامي في إيران الذي تبنّى منذ عقدين تقريبا وشجّع على إنتاج ما قد تم إنتاجه واستعراضه حتى اللحظة من كل تلك الأعمال السينمائية والدرامية التي ساهمت في تصحيح الكثير من الثقافات المغلوطة والمفاهيم الخاطئة، وبالذات فيما يخص التاريخ الإسلامي المحمدي ورموزه الحقيقيين، دون الوهميين والنمور الكرتونية الذين اختارتهم وسعت لتلميعهم المدرسة الأموية والشجرة الملعونة الخبيثة ... فضلاً عن الأعمال السينمائية التي تسهم في الحفاظ على ثقافة المجتمع المسلم، وتعزز فيه روحية التمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، وتعمل على تعزيز وترسيخ وعيه بخطورة المؤامرات الغربية الهدامة، وأهمية تعزيز روابطه الاجتماعية والبيئية والأخلاقية .
وحول إنتاج أفلام عن سينما محور المقاومة، قال: الأمر سهل وبسيط جداً هنا باعتقادي، فإنتاج الفيلم الذي يتناول قضايا المقاومة ويخدم قضية الأمة ليس بحاحة للتفكير الطويل، كما احتاجت لذلك السينما الغربية… السينما الغربية كانت نتاج وضع قصص خيالية ربما جميعها من مخيلة الكاتب القصصي أو ما شابهه .
وأضاف: أما بالنسبة للفيلم العربي وخاصة ونحن في هذه المرحلة التي نعيشها وتعيشها الأمة الإسلامية، فالشواهد كثيرة جدا على كل تلك الأعمال الإجرامية التي تنفذها أمريكا وإسرائيل بحق الشعوب العربية والإسلامية إما تنفيذا مباشرا أو عن طريق أدواتها وتنظيماتها الإرهابية المجرمة ذات الفكر الوهابي والطابع اليهودي الصهيوني (القاعدة وداعش ومشتقاتها) .
تابع الشبعاني: يحتاج المنظّر لها فقط تدوينها بدقة متناهية وبكل مصداقية وشفافية.. فلسنا بحاجة لأن نمعن في التفكير والتصور ولا بحاجة لأن نكذب .. فأمامنا وبين أيدينا رصيد هائل من إجرام الغرب الكافر وداعش الوهابي التكفيري الملتبس بلباس الإسلام .
وقال: وهذا يكفي للمشاهد أن يعطيه حافزاً ودافعاً لأن يحمل روحية الإنتقام للأرض والعرض والشرف والكرامة والدين والمقدسات .. وبالتالي يصدق كل تلك الأعمال الجهادية الثورية المقاومة مقابل تلك الأعمال الإجرامية الإرهابية، وحتى أنه سيستمد ويستلهم الوعي والقوة والإرادة والانتماء الحقيقي للدين والوطن والدم من خلال متابعته ومشاهدته لتلك العمليات البطولية التي حققها ونفذها أبطال المقاومة الإسلامية سواء في العراق أو إيران أو في اليمن أو سورية أو في لبنان وفلسطين وغيره، والمنتجون هم أدرى كيف يحسنون اختيار الشخصيات المناسبة لأداء الأدوار، وتسلسل المشهد، وإيصال الفكرة، ويتحقق ذلك من خلال إقامة مؤتمرات يشترك فيها كوادر إعلامية سينمائية من كل دول محور المقاومة .
/انتهى/