د. هاشم الكندي لـ "تسنيم": العراق لا يمكن ان يحقق امنه واستقراره الا بخروج القوات الاجنبية
رأى رئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية ان الامريكان يحاولون من خلال ما يسمى بالحوار الاستراتيجي مع العراق الى ان يكون هذا الحوار بوابة "لشرعنة وجودهم غير القانوني في العراق".
وقال د. هاشم الكندي في حوار خاص مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء اليوم حول تلميح الولايات المتحدة الأمريكية أنها غير مكترثة بقرار مجلس النواب العراقي الداعي الي إخراج كافة القوات الاجنبية من البلاد، بناء على تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي الأخيرة السيد مصطفى الكاظمي الى أمريكا أن " الامريكان لا يريدون مغادرة العراق والانسحابات الاخيرة من بعض القواعد هي في حقيقتها اعادة تموضع تحت ضربات المقاومة الاسلامية التي تأتي رداً على الاعتداءات الامريكية التي تحدث بين فترة واخرى".
واوضح ان القرار البرلماني العراقي الذي دعا الى أخراج جميع القوات الاجنبية من العراق "جاء بعد تجربة كبيرة بان العراق لا يمكن ان يحقق امنه واستقراره الا بخروج القوات الاجنبية جميعا".
وفي مايلي نص الحوار مع الدكتور هاشم الكندي رئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية العراقي مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء:
تسنيم: ما هو مستقبل القوات الأميركية في العراق بعد زيارة السيد الكاظمي الى أمريكا فلماذا لا تريد القوات الامريكية مغادرة العراق وتطالب وفق ما اعلن ترمب بفترة زمنية تستمر لثلاثة أعوام بدلا من الانسحاب السريع وفق قرار البرلمان العراقي الذي طالب به القوات الأجنبية بالخروج السريع من العراق؟
الامريكان لا يريدون مغادرة العراق والانسحابات الاخيرة من بعض القواعد هي في حقيقتها اعادة تموضع تحت ضربات المقاومة الاسلامية التي تأتي رداً على الاعتداءات الامريكية التي تحدث بين فترة واخرى، وما أعلنه الامريكان في زيارة الكاظمي بانهم باقون حتى ثلاثة سنوات كما أشار ترامب في احدى تصريحاته وفي حقيقة الامر وكسباً للوقت وتشويه للحقيقة هم يريدون من هذا الاعلان أولاً الدفع بما يسمى الحوار الاستراتيجي مع العراق الى ان يكون بوابة لشرعنة وجودهم غير القانوني من خلال هذه الحوارات والامر الاخر هو خدمة ترامب انتخابياً على اعتبار انه من شعارات ترامب في حملته الاولى وهو عودة القوات الامريكية الى امريكا، لكن هذا الامر مجرد اعلان وليس حقيقة فهو يريد ان يبقي القوات الامريكية في العراق وقد أعلن ذلك سابقاً لضرب ما يسميهم أعداء أمريكا وأشار الى الجمهورية الاسلامية الايرانية والى سوريا في اكثر من مرة منها عندما جاء في زيارة الى قاعدة عين الاسد والاخرى خلال زيارة الكاظمي، وبالتالي هو يقول ثلاثة سنوات ليعطي ايحاءً بانه سائر في خطة الانسحاب ولكنه يحتاج الى توقيت معين لظروف تواجد القوات الامريكية في أي بلد، وبالتالي فان هذه الاعلانات الامريكية وتصريحاتهم تخدم الامريكان ومخططاتهم اذا كانت بصورة مباشرة او انهم يعلنون أموراً ويبطنون أمورا اخرى، وبما يتعلق بالعراق، فالعراق لديه قرار برلماني ولديه قرار شعبي بخروج القوات الاجنبية جمعاء من العراق وفي مقدمتها القوات الامريكية وبالتالي هذا الامر لا بد ان ينفذ، والشيئ الاخر ان هذا القرار البرلماني والقرار الشعبي العراقي جاء بعد تجربة كبيرة بان العراق لا يمكن ان يحقق امنه واستقراره الا بخروج القوات الاجنبية جميعا، وهذا امر تيقنا منه وأصبح بحكم الامر الواقع. الامر الاخر ان الكاظمي لم يطرح موضوع اخراج القوات الاجنبية والامريكية، ففي زيارته أخلّ في اتفاقاته مع الكتل السياسية التي تعهد لها بانه ستكون المطالبة باخراج القوات الاجنبية في مقدمة برنامجه الحكومي، وما بعد هذا الامر أعتقد بانه سيكون هناك المزيد من الضغوط، فاليوم لدينا دعوات بمسائلة الكاظمي ولربما أيضاً باقالته لتخليه عن هذا الدور، الامر الذي لعله ستكون هناك مطالبات او ان مسار المحادثات مع الكاظمي مع الامريكان في ما يسمى الحوار الاستراتيجي ستتخذ مناخات اخرى هذا اذا بقي في رئاسة الوزراء والامر المؤكد ان الثقل البرلماني لا يسمح ببقاء الامريكان في اي صورة كانت رغم ان الامريكان يعملون مع بعض الأطراف لتمييع هذا القرار ولكن هذا القرار سيكون هو الضاغط ولعله هو من سيحدد مستقبل حكومة الكاظمي وبقائه في رئاسة الوزراء.
تسنيم: ادعا ترامب خلال زيارة السيد الكاظمي الأخير الى أمريكا أن القوات الأميركية موجودة في العراق للمساعدة في حال أقدمت إيران على أي شيء، فماذا يقصد من هذا الكلام باعتقادك؟
تصريحات ترامب بانه وقواته باقون في العراق لمواجهة ما يسميه تدخلات ايران هو في حقيقة الامر عبارة عن كذبة امريكية جديدة فالامريكان جاؤوا بداعش ليعودوا الى العراق وهم الذين قالوا بانهم ندموا على خروجهم من العراق وبالتالي فان التذرع بايران هو عبارة عن اكذوبة امريكية جديدة لتحقيق الغاية الامريكية للعودة الى احتلال العراق وتحديداً بعد ان فشل مخططهم الداعشي وهزم وايضا ان هذا التصريح ينتهك سيادة العراق ودستورهه على اعتبار ان دستور العراق ينص على انه من غير المسموح ان يكون العراق منطلقاً للاعتداء على دول الجوار وبالتالي ترامب يعيد ما قاله سابقاً في عين الاسد بانه يريد ان يستخدم الاراضي العراقية لضرب الجمهورية الاسلامية الايرانية او للتجسس عليها وبالتالي فان ترامب ينتهك سيادة العراق وينتهك امن وكرامة العراقيين قبل كل شيئ من خلال هذا التصريح وبالتالي فان هذا يضاف ايضا الى سلسلة الانتهاكات والتجاوزات والتعاملات الامريكية التي لا تنظر للعراق كدولة مستقلة وانما تنظر له كبلد محتل او كولاية من الولايات الامريكية.
تسنيم: خلال الشهور الماضية وعندما اشتدت الدعوات من قبل البرلمان العراقي والكثير من الفصائل العراقية المطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق ، ازدادت أنشطة الجماعات الإرهابية من بينها داعش في العراق وفق المعطيات على الأرض، فهل تعتقد ان هنالك علاقة مباشرة بين تلك الضغوط على أمريكا وازدياد أنشطة الجماعات الإرهابية، او بعبارة أخرى هل يمكن القول أن أمريكا هي من تحرك الإرهاب في العراق؟
في الاشهر الاخيرة كان هناك تاكيد من قبل القوات السياسية وفصائل المقاومة على ضرورة تطبيق القرار البرلماني والارادة الشعبية العراقية باخراج القوات الامريكية من العراق والامريكان لجأوا الى تحريك الخلايا الارهابية وتنسيقها ضمن ما كانوا يعلنون وما كانوا قد خططوا له بان وجودهم ضروري لمحاربة الارهاب وانهم لا يشاركون في هذا الامر ورغم ان العراقيين اثبتوا بانهم قادرين على محاربة الارهاب والانتصار عليه بمفردهم ولكن هذا كان جزء من تخطيط الامريكان ومن تبناهم وهنا أذكر تقرير الرؤيا الامريكية لمستقبل العراق او ما يعرف بمجموعة عمل العراق تقرير كروكر الذي قال الامريكان فيه بالنص انه لا بد من استدامة التهديد الارهابي في العراق لكي يكون هذا الامر ركيزة او مبرراً لطلب العراقيين لبقاء الامريكان او حتى بقاء الامريكان بذريعة محاربة الارهاب وبالتالي الارهاب الذي هو صنيعة امريكية هم اعترفوا به فقد قالت هيلاري كلينتون وترامب بان داعش عبارة عن صنيعة امريكية، وهم اليوم يقومون بتحريك هذه الصنيعة او بقاياها للعودة او للايحاء بان الخطر الارهابي لا زال قائماً وموجوداً، وبالتالي هي أدوات امريكية يقومون بتحريكها عندما تشتد المطالبات وهم أيضاً في ذات الوقت يخرجون بعض الاصوات السياسية المرتبطة بهم ليقولوا بأننا لازلنا تحت التهديدات الارهابية وان الامريكان لا بد من بقائهم ولكن التاكيدات تقول على المستوى الرسمي وعلى المستوى العسكري والشعبي ان العراقيين كما انتصروا على الارهاب عندما كان قوياً وعندما كان يحتل أراضي وكانت لديه مصادر تمويل كبيرة، فهو اليوم قادر يقيناً من خلال المزيد من التجارب والخبرات والمزيد من القوة التي تعززت في الفترات الاخيرة على ان يهزم الارهاب الذي هو اليوم في حال ضعف، فالارهاب اليوم يتشكل على صورة زمر وجيوب وخلايا نائمة دائماً ما تتعارك عليها القوات الامنية وتنهيها في أيام قليلة.
/انتهى/