باحث لبناني: الفرنسي يتميز بالاليات عن الامريكي الا انه لايتميز عنه في الاهداف

وقال الدكتور بلال اللقيس في مقابلة مع وكالة تسنيم الدولية للانباء ، يبدو ان الفرنسي بحسب المعطيات صحيح انه يتميز بالاليات عن الامريكي لكنه لا يتميز عنه في الاهداف. في الواقع لا يستطيع الفرنسي الخروج عن الامريكي حتى الان لكن ماذا سيحدث بعد الانتخابات هذا موضوع اخر، فهناك تميز كلامي فقط لا غير.

وفيمايلي نص المقابلة مع استاذ العلوم السياسية والباحث في الشؤون اللبنانية الدكتور بلال اللقيس:

 تسنيم: ما هي أسباب اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة؟

المسالة في لبنان وخاصة منذ المبادرة الفرنسية معقدة جداً. منذ انطلاقة المبادرة الفرنسية كان هناك ترحيب من قبل اطراف المقاومة ولكن ترحيب حذر. لكن الاطراف والقوى التابعة للسعودية وأمريكا كانوا مستاءين جدا من الانفتاح الفرنسي على حزب الله وكلام الرئيس الفرنسي بشأن حزب الله. كان هناك حالة استياء شديدة جداً لدرجة أن في بداية ترشح مصطفى اديب شنت قوى السعودية هجوماً حاداً على اديب.

منذ ان تم تكليف مصطفى اديب باتت الجهة الثانية تفكر بالضغط من أجل التأليف وان يقوم رئيس الجمهورية على التكليف بشكل تصبح حكومة اديب حكومة تصريف اعمال ولاحقا تصبح عبر هذه العملية تمكنت من تحقيق الذي تريده.

عندما بدأ اديب بالتكليف دخل على الخط مجموعة عوامل. العامل الأول، الامريكي اخذ قرار بحق وزيرين يعتبران داعمين لخط المقاومة وفرضوا عليهما عقوبات من أجل الضغط وكأنه يوافق على المبادرة الفرنسية ولا يوافق على التعاطي بهذه الطريقة مع حزب الله واطلب منكم التعامل مع حزب الله على أنه إرهابي.

الفرنسيون تميزوا قليلاً بالألية مع الامريكي والسعودي في التعاطي مع لبنان وحزب الله، كل شيء كان على ما يرام إلا أن المقاربة الفرنسية الغامضة دخل الامريكي والسعودي عليها ليقولا ان الحكومة يجب ان يكون فيها مداورة في الوزارة. هذا يعني وجود مسائل خطيرة تتعلق بالداخل، اصل الموافقة على تكليف رئيس الحكومة اعتبر تنازلاً من قبل قوى المقاومة لأن تكليف الحكومة في لبنان عادة تكون عبر مؤسسات دستورية ولكن في ظل انفجار بيروت والمبادرة الفرنسية لذلك كان هناك تعاون مع المبادرة الفرنسية من اجل تخطي بعض الازمة الكبرى على المستوى الاقتصادي. وكان قبل التكليف هناك تعاون من قبل حزب الله من اجل تخطي بعض الاشكالات وتفاعل الطرف الاقوى في لبنان مع المبادرة الفرنسية وطرح الرئيس الفرنسي والجميع كان يحاول تسهيل الامر.

كانهم يريدون الاستفادة من الجو الايجابي نحو فرض معطى مفاده ان المسير في فكرة المداورة في الوزارات يعني ان نقطة القوة في يد الطائفة الشيعية في لبنان لانه عادة في لبنان هناك توقيعان مثل توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فبناء على توافق الطائف، يكون التفاهم العام، ان يبقى للشيعة توقيع، ليحافظو فيه على نوع من الحضور في المسار التنفيذي وليس الحضور في البرلمان كرئيس برلمان، فاصبح هناك تفاهم بين كل المعنين في اتفاق الطائف على هذا الامر، ويعلم الجميع ان وزارة المالية تطل على جميع الوزارات ولها دور اساسي وموقع حساس يرتبط بالطائفة الشيعية في البلاد فلبنان مقسم على أساس الطوائف حاليا ولا يوجد هناك نظام سياسي ارقى او افضل او غير ذلك.

فكان المحور المركزي بالنسبة لهم هو انتزاع هذه السلطة من يد الطائفة الشيعية تحت عنوان مبادرة ايجابية او تعاون، لذلك فهناك حذر جاء من ان الامريكان دخلوا في معركة سياسية مباشرة مع الطاقم السياسي ومع حلفاء حزب الله ومن جهة اخرى يبدو ان الفرنسي بحسب المعطيات صحيح انه يتميز بالاليات عن الامريكي لكنه لا يتميز عنه في الاهداف. في الواقع لا يستطيع الفرنسي الخروج عن الامريكي حتى الان لكن ماذا سيحدث بعد الانتخابات هذا موضوع اخر، فهناك تميز كلامي فقط لا غير.

أصبحت المبادرة بمثابة اختبار لرئيس الجمهورية بمعنى ان الرئيس المكلف سيقدم على فعل لم يعمل من قبل في لبنان سيتجاوز من خلالها نتائج الانتخابات النيابية وسيعين ويحدد الوزراء دون الرجوع الى الطوائف ودون الرجوع الى رئيس الجمهورية الذي لن يصبح له اي دور لذا فالرئيس المكلف يريد ادارة لبنان بالكامل.

تسنيم: بعد تنحي اديب عن تشكيل الحكومة من هي الشخصيات المرشحة لتوكل اليها مسؤولية تشكيل الحكومة اللبنانية؟

ستبقى حكومة تصريف اعمال حسان دياب لما بعد الانتخابات الامريكية فليس هناك اي طرح حاليا ويمكن اعتبار حديث الملك السعودي منذ يومين بانه المفتاح الذي فجر كل المسالة في لبنان لان الفرنسي كان حتى اللحظات الاخير يتواصل مع حزب الله ويطلب من رئيس الحكومة المكلف ان يتعاون مع حزب الله وكان بلفعل هناك حوار قائم وفعال في هذا المجال حيث تم تسمية مرشح شيعي لتولي منصب رئيس وزارة المالية لكن خطاب ملك السعودية خلال مؤتمر الامم المتحدة وجه العديد من التهم لحزب الله وكان ذلك بمثابة تعطيل وتعويق المبادرة الفرنسية لانهم اعتبروها مبادرة قد تساعد على انقاذ الوضع في لبنان وان حزب الله سيكون مستفيداً من هذه المبادرة وان التعاون الفرنسي مع حزب الله يجب قطعه وادخال لبنان في مسار اخر يقوم على الضغط على لبنان حتى اوان الانتخابات الامريكية وكسر المقاومة وحزب الله وجميع حلفائهم من الطائفة المسيحية وغيرها من الاخوة السنة.

اذا يمكن اعتبار كلام الملك السعودي هو الحد الفاصل بين المسار الايجابي والانتقال الى المسار الاخر فانا اعتقد اننا سنواجه مشهداً يعتمد التصعيد في لبنان واستخدام الجانب الامريكي والسعودي لادواتهم في الداخل اللبناني وستبقى حكومة حسان دياب لما بعد الانتخابات الامريكية والبلد مرشح لمزيد من الضغوط والتوتر السياسي وانوه الى الحذر والانتباه من التوتر الامني الذي من الممكن استخدامه في البلاد.

تسنيم: ماهي الحلول للخروج من ازمة تشكيل الحكومة اللبنانية؟

لا يوجد حلول حاليا حتى الانتخابات الامريكية فالامريكي مصمم على نهجه لانه وفقا لتصريحات المسؤولين الامريكيين في الكونغرس ومنهم "جيفري فيلتمان" ان امريكا تكلفت ما يقارب 10 مليار دولار خلال السنوات الاخيرة لدعم حلفائهم والمجتمع المدني في لبنان للضغط علي حزب الله ومحاصرته ولم تتمكن من ذلك، فترامب اليوم يريد تقديم نفسه على انه اتم انجاز معين او اي شيئ من هذا القبيل لمواجهة حزب الله وربما يسعى السعودي ايضا الى تفجير لبنان اذا ما تأكد ان هذا التفجير يمكن ان يخدم مصالحه والقضاء على حزب الله فهم يريدون التصعيد وخلق المعوقات في وجه اي مبادرة ايجابية لتقويض الوضع في لبنان فالامريكان اتخذوا قرارهم بتصعيد الامور في لبنان قبل الانتخابات الامريكية لدعم موقف ترامب على الساحة الداخلية.

لكن مقومات القوة في الداخل اللبناني والمقومات الشعبية تشير الى ان المخطط الامريكي سيفشل لان جميع المؤشرات تدل على مدى حضور وقوة محور المقاومة وحزب الله على الساحة اللبنانية فهم الاكثر شعبية وقدرة ومناورة.

/انتهى/