محلل عراقي: الكيان الصهيوني اصبح محاصرا من قبل المقاومة من جميع الاتجاهات
رأى المحلل السياسي العراقي وائل الركابي، ان المواجهة الاخيرة مع الكيان الصهيوني اثبتت وجود أستراتيجية جديدة وتطور كبير في اداء المقاومة، خرجت فيه عن الرؤية (القطرية) التي تنحسر بالحدود الجغرافية لدولة فلسطين، والكيان الصهيوني اصبح اليوم محاصرا من جميع الاتجاهات، وأصبحت حدود فلسطين هي حدود محور بأكمله.
وقال الركابي في حوار خاص مع مراسل "تسنيم" في بغداد، : "الحمد لله على هذا النصر المبين .. هذا النصر الكبير الذي جسده اليوم ابطال المقاومة في غزة وفي فلسطين المحتلة ضد الكيان الصهيوني الغاصب، ومن كان يلاحظ كيفية انتقالة او تنقل ووصول مرحلة الانتفاضة والثورة الفلسطينية عبر عشرات السنوات، يجد ان هناك نقلة نوعية اليوم لدى ابناء هذه المقاومة".
وأضاف "هذه المقاومة التي شاهدناها ونشاهدها اليوم خرجت من الرؤية القطرية، التي كانت وكانها فقط تخص ابناء الوطن الفلسطيني وابناء دولة فلسطين المحتلة، وتحولت وانتقلت الى محور المقاومة محور الدول العربية ومحور الجمهورية الاسلامية في ايران باعتبارها دولة اسلامية".
وأشار الركابي الى انه "اليوم نجد ان هناك خشية واضحة لدى هذا العدو وهذا الكيان الغاصب الذي يجثم على قلوب الفلسطينيين وقلوب المسلمين جميعا لأكثر من 70 عام".
وأوضح، ان "المقاومة اليوم حولت الواقع الحقيقي الذي كان يتصوره البعض من حكام العرب الخونة والمتخاذلين الذين باعوا القضية الفلسطينية من خلال التطبيع ومن خلال بعض الاتفاقيات والمعاهدات مثل (كامب ديفيد) و(اوسلو) و (وادي عربة) و (التطبيع الاخير) للدولتين الخليجيتين الامارات والبحرين اللتان وقعتا على التطبيع في يوم واحد".
ولفت الى ان "العدو كان يتوهم انه يستطيع ان يحقق شيئا من خلال هذا التطبيع ومن خلال هذا الخذلان لان البعض من حكام العرب صوروا الامر من خلال هذا الخنوع ان العدو الاول للعرب ليست اسرائيل انما هو الجمهورية الاسلامية في ايران".
وتابع، ان "هذا المخطط ابتدأ منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 ، ومنذ ذلك الحين نجد ان المخططات الاجنبية، الغربية، الامريكية، الصهيونية، الخليجية، الوهابية، حاولت ان تغير بوصلة العداء من خلال اعلامها الواضح والموجه".
وأكد الركابي، على ان "الشعب الفلسطيني ادرك قبل غيره اليوم، ان لاوجود لدعم حقيقي من الحكومات العربية الرسمية بقدرالدعم الموجود من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران وعلى جميع الاصعدة، على تطوير المقاومة لذاتها وصناعة الصواريخ من خلال المد الحقيقي لهذه الصواريخ الذكية والمتطورة من الجمهورية الاسلامية في ايران"، مشيرا "خلال وجود الشهيد قاسم سليماني (رضوان الله عليه) كان يتعاطى مع هذا الواقع الحقيقي لان ايران تعتقد ان لا سلام في المنطقة ببقاء اسرائيل وهذا أمر اثبته الواقع".
وشدد على ان "الكيان الصهيوني اصبح محاصرا من قبل المقاومة من جميع الاتجاهات وليس فقط من الحدود الجغرافية لدولة فلسطين، فاليوم الحدود هي حدود محور بأكمله يمتد من اليمن الى العراق الى البحرين الى سوريا الى لبنان الى كل الاطراف التي هي تستشعر الحالة الانسانية والاخلاقية والعقائدية اتجاه ارض فلسطين المحتلة".
وأستطرد، ان "هذه الارض التي لابد وان تعود الى الحاضنة الاسلامية فهي ارض الانبياء و الصالحين التي ترفض هذا الوجود لهذه الثلة التي عاثت في الارض فسادا، وابطال المقاومة اليوم جسدوا هذه المعاني بشكل حقيقي وانهم ان شاء الله الثابتون على هذا الطريق وبهذا النصر لابد ان يتحقق الوعد الالهي".
ونوه الركابي الى ان "الله سبحانه وتعالى يريد ان يرى الانسان تواق لتنفيذ ما امره به، فالله يرفض الظلم، وبالتالي علينا ان نتحرك لردع الظالم الله يريد منا العون حتى يستطيع ان يغير من واقعنا شيء (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)، هذا الطريق هو طريق المقاومة وسوف لن يتخلى عنه ابناء المقاومة"، لافتا "توهم الاعداء بانهم يستطيعوا ان يمزقوا وحدة المسلمين من خلال خلق فتنة واشعال خلاف شيعي سني، لكنهم وجدوا ان ابناء غزة و ابناء فلسطين الذين هم سنة يدعمهم محور مقاومة شيعي ومن خلفهم الجمهورية الاسلامية في ايران".
وأعتبر ان "هذا الأمر ضيق الخناق على العدو بشكل منطقي وطبيعي وسلس وبعيد عن الخروقات الدولية بشكل مطلق، فاليوم المنطق يقول ان المقاومة حق مشروع، والمقاومة هي مثبتة في الاعراف الاممية والدولية".
وختم الركابي حديثه بالقول "نحن اليوم امام واقع لابد ان يكون التغيير امامه وفي الفترة المقبلة ان شاء الله، اليوم الكيان الصهيوني وبقيادة نتن ياهو اصبح عاجزا وذهب للتوسل لتهدئة الاوضاع وضاقت أمامه كل الطرق وانحسرت أمامه جميع السبل".
/انتهى /