وفاة المرجع الديني السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم
توفّي المرجع الكبير والفقيه العالم آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم، اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 87 عامًا متأثرًا بنوبة قلبية.
وتوفي السيد الحكيم في "مستشفى الحياة الأهلية" في النجف الاشرف ، بعدما أجرى هناك عملية جراحية قبل ثلاثة أيام. ويشيّع السبت في كربلاء المقدسة ثم في النجف الاشرف حيث سيوارى الثرى بحسب مكتبه.
والمرجع الحكيم هو ابن السيد محمد علي ابن السيد أحمد ابن السيد محسن الطباطبائي الحكيم، وهو مرجع شيعي معاصر، ويعدُّ واحداً من أبرز مراجع الشيعة المعاصرين، وواحداً من كبار المرجعيات الدينية في النجف الأشرف، وله عشرات المؤلفات والرسائل في الفقه والأصول وغيرها.
ولد آية الله الحكيم في الثامن من شهر ذي القعدة الحرام عام 1354هـ الموافق 1936م في مدينة النجف الأشرف، حيث بدأ تعليمه الديني في الحوزة العلمية منذ طفولته، وكان تلميذ السيدين الكبيرين آية الله العظمى السيد محسن الحكيم وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، وبعد الانتهاء من تعليمه، قام السيد الحكيم بتدريس الدروس التخصصية مثل الفقه وأصول الفقه والأخلاق والتفسير.
والجدير ذكره أنه منذ أن انتمى سماحة السيد الحكيم في بداية سني حياته للحوزة العلمية عايش التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية.
ووعى مسؤولية علماء الدين وتصديهم للتيارات المنحرفة الوافدة والأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، حيث تعرض للاعتقال مع أسرة آل الحكيم ابان نظام البعث البائد لأكثر من ثمان سنوات (من عام 1983 وحتى عام 1991).
تنوع نشاط سماحته بين التدريس على مستوى البحث الخارج في الفقه وفي علم الأصول، ونشر 24 كتاباً في أكثر من أربعين مجلداً في موضوعات مثل القضايا الفقهية وبعض القضايا الاجتماعية، كما ترجمت بعض مؤلفاته إلى لغات أخرى.
تابع السيد الحكيم الأحداث التي تهم العالم الإسلامي، وكانت له على الدوام المواقف والخطوات المناسبة. وأيّد الراحل مختلف الجهود الهادفة إلى وحدة العراق ومنعته، بما في ذلك دعم "الحشد الشعبي" الذي وصف مساهمته بهزيمة تنظيم "داعش" في العراق بأنها "محط فخر واعتزاز لجميع العراقيين والأمة"، مثنياً على تضحياته التي جعلت "العراق اليوم ينعم بالأمن والأمان".
ويشار إلى أنه إضافة لما تميزت به بعض كتاباته أثناء دراسته مرحلة السطوح العالية من تحقيقات ونكات علمية دقيقة فقد ظهرت له مجموعة مؤلفات منها:
المحكم في أصول الفقه، مصباح المنهاج وهو فقه استدلالي موسع على كتاب (منهاج الصالحين)، الكافي في أصول الفقه، كتاب في الأصول العملية، كتبه اعتماداً على ذاكرته في فترة الإعتقال حيث لم يكن بين يديه أيّ مصدر، حاشية موسعة على رسائل الشيخ الأنصاري (قدس سره) مهيئة للطبع في ستة مجلدات، حاشية موسعة على كفاية الأصول، وغيرها من الكتب والرسائل والتقريرات التي أغنت المكتبة الإسلامية وستبقى ذخراً لطالبي العلم والمعرفة والاستقامة.
المصدر :العهد
انتهى/