أمين مجلس الأمن القومي الأرمني لـ"تسنيم": لم ولن نجري أي محادثات مع باكو لتغيير الحدود
دحض أمين مجلس الأمن القومي الأرمني الشائعات التي تدور حول اتفاق باكو ويريفان لإيجاد تغييرات جيوسياسية على حدود ايران قائلاً: "أرمينيا لم ولن تطرح أي شيء حول الممر ولم تتفاوض حول هذا الامر مطلقاً".
وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان قضية جنوب القوقاز والتطورات في المنطقة بعد حرب قره باغ التي استمرت 44 يوما واتفاقية السلام الموقعة بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا في موسكو، وكذلك الأحداث التي وقعت في هذه المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية، انعكس ذلك على نطاق واسع في المحيط السياسي والإعلامي الإيراني.
حيث تم تشكيل وجهات نظر مختلفة في هذا الصدد وهناك العديد من التحليلات للتطورات المستقبلية والجغرافيا السياسية في منطقة جنوب القوقاز. وللتحقيق في هذه التطورات، أجرت وكالة تسنيم مقابلة حصرية مع أمين مجلس الأمن القومي الأرمني "أرمين غريغوريان" للاستفسار عن الغموض الذي نشأ في هذا الصدد.
تسنيم: منذ وصول السيد نيكول باشينيان إلى السلطة في عام 2018، شهدنا تطور العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين البلدين في السنوات الأخيرة، وهو ما يتعارض مع الشائعات حول رئيس الوزراء الأرميني، ماهي وجهة نظركم حول العلاقات بين طهران ويريفان؟
غريغوريان: كانت هناك العديد من الاتهامات ضد حكومة باشينيان في مختلف المجالات، لكننا قلنا دائما أن حكومتنا تتخذ خطوات لخدمة مصالح أرمينيا، وفي هذا الصدد يمكن أن اشير إلى أنه من مصلحة أرمينيا تطوير علاقاتها مع إيران.
ومنذ عام 2018، سعت الحكومة الأرمينية إلى توسيع علاقاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية مع إيران. بعد تشكيل حكومته الجديدة في عام 2021، أعلن باشينيان أن يريفان مستعدة لإقامة علاقات استراتيجية مع إيران وتعمل على تحقيق هذه السياسة.
بالإضافة إلى ذلك، يجتمع العديد من المسؤولين الإيرانيين والأرمينيين بانتظام، مما يشير إلى التطور الإيجابي للعلاقات بين البلدين الامر الذي يظهر أن الاتهامات الموجهة للعلاقات بين البلدين غير صحيحة.
تسنيم: هل تم وضع أهداف في المجالين السياسي والاقتصادي؟
غريغوريان: نعم، أولاً وقبل كل شيء، مجال الطاقة هو موضوع مهم للغاية بالنسبة لأرمينيا، ونحن نوليه أهمية كبيرة، لا سيما بناء محطة الطاقة الكهرومائية بين أرمينيا وإيران على الحدود.
بصرف النظر عن محطة الطاقة هذه، فإننا نتفاوض بشأن بعض البنية التحتية في مجال الطاقة. بعد ذلك، يكتسب المجال الاقتصادي أهمية خاصة بالنسبة لأرمينيا، خاصة خلال الاجتماعات بين السيد رئيسي والسيد باشينيان، حيث تمت مناقشة تطوير العلاقات الاقتصادية.
وعلى وجه الخصوص ، تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل مشتركة في هذا الصدد تكون مسؤولة عن متابعة الأمور المتفق عليها بين البلدين. هدفنا هو المساعدة في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتقريب البلدين من بعضهما البعض.
تسنيم: لقد مر حوالي أسبوعين على الذكرى الثانية لحرب قره باغ التي أحدثت تغييرات واسعة في المنطقة وتعاني المنطقة من التوترات والأزمات منذ ذلك الحين. ومن الأمور الغامضة مناقشة المعابر التي من المفترض أن يتم تشكيلها بين البلدين ومناطق الحكم الذاتي. أي بين ناختشيفان - جمهورية أذربيجان (معبر زنغزور) وقره باغ - أرمينيا (معبر لاتشين). فما الذي يحدث هناك؟
غريغوريان: بعد التوقيع على الإعلان الثلاثي بشأن وقف اطلاق النار، أثير الكثير من الغموض حول قضايا مختلفة، ليس هذا الإعلان فحسب، بل كان للحرب نفسها تأثير كبير في المنطقة. ومهدت هذه الحرب الطريق لوجود الإرهابيين في المنطقة وخلقت فرصة لتواجد الإرهابيين والقوات المسلحة لبعض الدول.
فيما يتعلق بإزالة الحصار عن الطرق الاقتصادية في المنطقة، لا بد لي من القول إن هذه القضية قد أثيرت وتم التأكيد عليها في كل من بيان نوفمبر وفي الاجتماع الثلاثي لقادة أرمينيا وروسيا وأذربيجان الذي عقد في روسيا يوم 11 يناير. أود أن أؤكد بثقة أنه لا يوجد أي ذكر للممر في البيان أو في الاجتماعات.
وعلى العكس من ذلك، ذكر الجانب الأذربيجاني مرارا أنه قد أثيرت قضية حول هذا الممر. أود أن أؤكد أن أرمينيا لم ولن تقول أي شيء عن الممر، ولم تتفاوض ولن تتفاوض أبدًا بشأن الممر.
تسنيم: صرح مساعد رئيس الوزراء الروسي أنه خلال المحادثات التي استمرت 9 أشهر بين مساعدي رؤساء وزراء الدول الثلاث (روسيا وأذربيجان وأرمينيا) ولم يكن هناك حديث عن بناء ممر في جنوب أرمينيا وتحدث فقط عن الطرق والمواصلات و طرق اقتصادية. لكن الرئيس الأذربايجاني قال في الأشهر الأخيرة "نحن سنأخذ هذا الممر حتى ولو بالحرب" هل هذه رسالة تهديد أم مجرد خدعة سياسية؟
غريغوريان: لم تطرح قضية الممر خلال محادثات هذه المجموعة المشتركة والاجتماعات الثلاثية، وأؤكد مرة أخرى أن هذا يظهر أن الجانبين الأرميني والروسي لديهما وجهة نظر مشتركة.
وفيما يتعلق بتصريحات علييف، تجدر الإشارة إلى أنه يحاول قول أشياء خارج نطاق المفاوضات، والتي لن تساعد أبدا في تطوير المفاوضات ولن يكون لها تأثير إيجابي.
وفي هذا الصدد يجب أن أقول إن القوات المسلحة الأرمينية مستعدة للدفاع عن وحدة أراضي البلاد وأمنها. لن تسمح أرمينيا بتغييرات الحدود في المنطقة، وفي هذه الحالة يمكننا أن نقول بوضوح أن هناك إجماعا دوليا على ذلك.
تسنيم: أعلنت الجمهورية الإسلامية الايرانية خطها الأحمر من التغييرات الحدودية والجيوسياسية في منطقة القوقاز، ولكن من ناحية أخرى، هناك العديد من الشائعات والتصريحات حول إمكانية اتفاق بشأن تبادل الأراضي بين أرمينيا وأذربيجان أو إنشاء عن ممر في شمال أو جنوب أرمينيا لأذربيجان، هذه التصريحات والشائعات قوية ومكثفة لدرجة أنها أثارت القلق بين الحكومة والشعب الإيراني من احتمال وجود اتفاق وراء ذلك. نريد رسالة واضحة منكم في هذا الصدد.
غريغوريان: لقد أشرت إلى أن هذه مجرد إشاعات كاذبة. وأود أن أوضح مرة أخرى أن حكومة جمهورية أرمينيا لم تتفاوض قط بشأن أراضي وسيادة أرمينيا. ولم ولن نجري أي مفاوضات بشأن حق السيادة والأراضي التابعة لأرمينيا.
/انتهى/