خاص/ تسنيم.. اليمن، استعدادات كبيرة في العام التاسع من الحرب
العرض العسكري الذي جرى يوم الخميس الماضي في ساحة "السبعين" بصنعاء كانت غيرمتوقعة للغاية ومثيرة للإعجاب.اليمن يمر في عامه التاسع من العدوان السعودي الاماراتي واسع النطاق..حرب تشبه إلى حد كبير بحرب التحالف العربي - الغربي بزعامة صدام حسين ضد الشعب الإيراني.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان الخبير في الشؤون الاقليمية "سعد الله زارعي" اكد في مقال خص به وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان العرض العسكري الذي جرى يوم الخميس الماضي في ساحة "السبعين" بصنعاء كانت غيرمتوقعة للغاية ومثيرة للإعجاب واضاف: اليمن يمر في عامه التاسع من العدوان السعودي- الاماراتي واسع النطاق..حرب تشبه إلى حد كبير بحرب التحالف العربي - الغربي بزعامة صدام حسين ضد الشعب الإيراني.
وجاء في هذا المقال: 21 سبتمبر يعرف في اليمن بذكرى الثورة ضد عبد ربه منصور هادي ومن هذا المنطلق قامت اليمن في الذكرى السنوية لهذا اليوم بعرض قدرتها المتزايدة. في هذه المناورات قامت القوات البرية والبحرية والجوية و الوحدات الصاروخية و الطائرات المسيرة بعرض انجازاتها وصناعتها الرائدة.
زوارق حربية من نوع عاصف 1، وعاصف 2، وعاصف 3، وصاروخ صياد أرض-بحر الذي يعمل بالوقود الصلب، وهو نوع من صواريخ كروز لا يمكن اعتراضه؛ والغام "ثاقب" و"كرار" و"مجاهد" البحرية؛ وثلاثة أنواع من الرادارات، B16، وشفق، وأفق، التي بامكانها كشف الأهداف على مسافة 90 كيلومتراً وعلى ارتفاع 35 ألف قدم؛ وصواريخ أرض - جو برق 1 برق 2 وفاطر 1 ووعيد وصقر، قادرة على استهداف الطائرات الحربية والتصدي لها.
وفي هذا العرض العسكري المهيب تم ازاحة الستار عن طائرات سلاح الجو المسير من نوع خاطف 2 وقاصف 2 وصاروخ "حاطم" الشبيه بصاروخ "خيبر شكن" (كاسر خيبر) الإيراني، وفي الوقت نفسه قامت القوة الجوية اليمنية والتي تم تدميرها عمليا في السنوات الأولى من الحرب، بأعادة تشكيل نفسها من خلال تحليق مقاتلات F5 ومروحيات MI-17 .
كان هذا المستوى من التطور العسكري لا يمكن تصوره من قبل تحالف العدوان، ومن هذا المنطلق زعمت وسائل إعلامهم دون تقديم أية وثائق بأن هذه الصواريخ إيرانية بحيث تم تغيير اسمائها ؛ لكن من يصدق بأن هذه الكمية الهائلة من الأسلحة الثقيلة التي عرضت يوم الخميس في ساحة "السبعين" بصنعاء، تدفقت من إيران إلى بلد محاصر بالكامل من قبل تحالف العدوان برا وجوا وبحرا.
وإذا كانت هذه حقيقة فهو اعتراف كبير بالعجز التكنولوجي والاستخباراتي والتفتيشي لتحالف العدوان الغربي - العربي ضد اليمن، لكن الحقيقة هي أن ايران بعيداً عن الالهامات والتوجيهات لم تتمكن من تقديم مساعدات تسليحية كبيرة لليمن خلال هذه الفترة، وهذا نتاج جهود اليمنيين المظلومين أنفسهم.
وقد أجرى اليمنيون قبل عدة أيام من هذا العرض العسكري مفاوضات مع السلطات السعودية في الرياض، رداً على الزيارة التي قام بها الوفد السعودي إلى صنعاء قبل أشهر. هذه المفاوضات كانت لها 4-5 محاور رئيسية، لم يتم التوصل إلى نتيجة محددة بشانها ماعدا محور واحد.ولذلك فإن العرض العسكري المهيب لأنصار الله وحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية يعد مؤشرا واضحا على عزم اليمن على تلبية مطالبه الإنسانية.
ماذا يريد اليمنيون؟ وقف الحرب، خروج القوات الأجنبية من هذا البلد، دفع الرواتب والأجور التي تأخرت خلال 8 سنوات من الحرب بسبب السيطرة السعودية على نفط مأرب وغاز شبوة والموانئ اليمنية، دفع التعويضات والخسائر االناجمة عن الحرب، وتحرير الموانئ والمطارات اليمنية بالكامل. وهذه المطالب الإنسانية ليست شيئاً يمكن للسعودية أن تؤجل تنفيذه للحصول على تنازلات من الجانب اليمني.
وقال وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد العاطفي في هذا العرض العسكري، " يجب على القوات الأجنبية أن تغادر أرضنا، وإلا فإنها ستواجه نار غضبنا". وهذا مطلب طبيعي، ادلى به تحت أشعة الشمس اليمنية الحارقة، حسب تعبير صحيفة "العربي الجديد". وفي السياق ذاته قال "مهدي المشاط" رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن : إنّ: "جزرنا وبحارنا ومضيق باب المندب ستكون لليمن كلمتها المسموعة فيها شاء من شاء وأبى من أبى" وهو حق طبيعي لا يمكن لأحد أن يصف ذلك بالكلام الخاطئ.
لقد واجه الشعب اليمني بحرب هجينة خلال هذه السنوات الثماني والنصف؛مزيج من الحرب الصعبة،وحرب الاستخباراتية، والحرب الناعمة، والحرب النفسية، والحرب الاعلامية، والحرب الاقتصادية،والحرب السيبرانية. وعندما ننظر إلى اصطفاف العدوان أمام الشعب اليمني، يثير دهشتنا بانتصار الحفاة المحاصرين امام القوارين والفراعنة.
إن الشعب اليمني، كما جاء على لسان وزير الدفاع اليمني، ينشد السلام، ولكن لا ينشد سلام مذل، بل سلام بمعنى الكلمة يوفر الأمن والهدوء لليمن والاخرين. اليمن لا يريد المساس بأمن جارته الشمالية أو الإضرار بمنشآته، لكن عندما تكون هناك إرادة لتدمير اليمن وضربه من الجانب السعودي، فإن هذا الشعب لا يمكن أن يعرب عن ارتياحه بالعبارات السلمية و ان يسمح بمواصلة هذا العدوان.
إن المفاوضات التي اجراها الوفد اليمني في الرياض خلال ايام الأحد والاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي ومقاومة الجانب السعودي امام مطالب اليمنيين العادلة -التي تم ذكرها- ستؤدي إلى عودة اليمنيين إلى وضع ما قبل وقف إطلاق النار. ان وقف إطلاق النار الذي لم يتم تمديده منذ اغسطس/سبتمبر هو وقف إطلاق نار يفتقد الطابع الرسمي ويمكن أن يتغير في أي لحظة. إذا استمرت عملية وقف اطلاق النار لفترة طويلة، فستكون أضرارها أكبر من أضرار الحرب نفسها؛ لأن هناك تواجدا كبيرا وتكلفة للقوات في عملية وقف إطلاق النار، من دون أن يؤدي إلى نتيجة دفاعية مقبولة. في عملية وقف إطلاق النار الطويلة الأمد،فإن الذي يعتمد بشكل أكبر على القوات غير النظامية ( التعبئة الشعبية ) سيتضرر أكثر. الجانب اليمني يعلم ذلك جيداً، ويعد العرض العسكري المرتكز على الابداعات الدفاعية والذي جرى يوم الخميس هو مؤشر واضح على هذا الاهتمام.
التطورات الجارية في اليمن تكشف عن تحرك جديد، إلى جانب بعض الأحداث الإقليمية التي حدثت هذه الأيام أو من المتوقع أن تحدث في الأسابيع المقبلة، تظهر عن اتجاه التطورات الإقليمية. ويمكن أن تترك هذه التطورات تاثيرا على مشاهد اليمن والقوقاز وفلسطين وبعض المناطق الاخرى.
إن وتيرة التطورات الجارية على الساحة الدولية تكشف بوضوح أنه لم يعد من الممكن النظر إلى مؤشرات فترة الحرب الباردة أو فترة أحادي القطب الملئية بالاحتدام والنزاع. إن القوى العظمى، التي كانت قبل ذلك اول المؤثرين على نشوء واستمرار الظواهر، أصبحت هي الآن تحت تأثير شديد للظواهرالمحيطة والإقليمية. التحالفات السابقة، التي كانت لها طبيعة قسرية ومهيمنة، أفسحت المجال اليوم امام التوافقات المشتركة، فلذلك بامكان اليمنيين استخدام الجهاد العسكري والعمل السياسي الذكي لتغيير الظروف لصالحهم.
انتهى/