غزة المقاومة..استراتيجيات الصمود والنصر
قطاع غزّة هو المنطقة الجنوبية من السهل الساحلي الفلسطيني على البحر المتوسط؛ على شكل شريط ضيّق شمال شرق شبه جزيرة سيناء ، وهي إحدى منطقتين معزولتين (الأخرى هي الضفة الغربية) داخل حدود فلسطين، وتشكل تقريبا 1,33% من مساحة فلسطين.
وسُمّي بقطاع غزة نسبةً لأكبر مدنه وهي غزة، ويمتد القطاع على مساحة 360 كم مربع، حيث يكون طوله 41 كم، أما عرضه فيتراوح بين 5 و15 كم.
عملية طوفان الاقصى التي أذاقت أهم جيوش الشرق الاوسط مرارة الهزيمة رغم الانفاق الهائل على ترسانته العسكرية التي بناها طوال عقود لتنهار خلال ثلاث ساعات فقط ويفقد من 10-13 قاعدة متقدمة واكثر من 30 مستوطنة على أيدي مقاتلين اغلبهم يقودون دراجات نارية ويحملون الكلاشنكوف.
بدأ الهجوم برشقات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة ليتبع الهجوم تسلل عشرات المسلحين من الحركة عبر ثلاث محاور من البر بواسطة "دراجات ناريّة" ومن البحر عن طريق زوارق تحمل مسلحين ومن الجو بواسطة "طائرات شراعية" على متن كل واحدة منها مسلحين اثنين، ليتمكن مقاتلوا حركة حماس من قتل عشرات الإسرائيليين وأسر قرابة 100 أخرين.
إننا أمام حدث استثنائي نجحت من خلاله المقاومة الفلسطينية في توجيه أهم ضربة لتل أبيب منذ أكثر من نصف قرن.
قوة النخبة من المقاومة حققت بهذه الاستراتيجية "مفاجئة" في كل المعايير، ناهيك عن الأساليب غير التقليدية في الاقتحامات والتجربة القتالية تجربة مغايرة لكل فنون القتال المعروفة.
كسرت طوفان الأقصى ما يسمى بأسطورة الاستخبارات الاسرائيلية لأنها فشلت في كشف هجوم كبير كان يجري الاستعداد له على الاقل منذ عامين بحكم ما راينا من قتال متقن وجهد نوعي في ضرب الاهداف.
إنّ المقاومة الفلسطينية انقضّت على معسكرات كلفت تل أبيب 10 مليارات دولار بالإضافة إلى جدار مزود بالذكاء الاصطناعي في رصد الأهداف لكنه انهار امام الكلاشنكوف خلال اقل من ثلاث ساعات.
هول الصدمة التي أحدثتها عملية طوفان الاقصى ستبقى تلازم اسرائيل ان بقيت لعقود طويلة لانها دلالة على فشل كبير وهزيمة لايمكن ابتلاع مرارتها .
أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرات استثنائية وما حصل في طوفان الاقصى يعني أنها مهيأة لصراع يدوم أشهر مع إسرائيل.
إنّ صمود غزة اليوم أمام أكثر من 2000 طن من الصواريخ يعكس إرادة شعب يريد الحرية، أما اذا ما فكر الكيان الصهيوني في الاجتياح ستكون هناك "مجزرة" أخرى لجنوده وربما نشهد مفاجآت غير متوقعة من قبل المقاومة عما قريب.
قاسم الغراوي - كاتب وصحفي
/انتهى/