تمسك الفلسطينيين بمكانة الأقصى والقدس عقائديا وتاريخيا وثقافيا يفشل مخططات الاحتلال
ما سر ارتباط الأقصى والقدس بكل شيء من حولنا وخاصة في فلسطين بالوقت الذي تقترب فيه الأحداث الساخنة المتعلقة بـ "طوفان الأقصى"، من تحقيق انتصار تاريخي على العدو الصهيوني في ساحة المواجهة في غزة ولبنان بعد عام من النضال البطولي ومحاولات الابادة الجماعية التي يمارسها كيان الاحتلال، فما هي مكانة المسجد الاقصى ومدينة القدس في قلوب ونفوس الفلسطينيين؟.
مثلما يتربعُ المسجدُ الأقصى في قلوبِ الفلسطينيين ووجدانهِم.. فإنه يدخلُ في كل تفاصيلِ حياتِهم... حتى أسماءُ محلاتِهم ومنشآتِهم ترتبط ارتباطًا وثيقًا به.. جولةٌ صغيرةٌ في أزقةِ البلدةِ القديمةِ في نابلس.. و من بينِ تلك المحلات تشاهدُ محل "حلويات الأقصى" ويشتهر بتقديم أنواع متعددة من الحلويات الفلسطينية، نحن هنا لا لوجهةٍ تجارية، بل لأنه يحمل أيضًا رمزًا ثقافيًا وتراثيًّا.
في جولةٍ مع مراسلةِ وكالة تسنيم وإبراهيم النوباني أحد موظفين محلات الأقصى يقول: "البلدة القديمة في نابلس بأسوارها وحجارتها ومحلاتها العتيقة تشبه القدس وأزقتها وكأننا داخلها. يقول لنا من سنة السبعينات والمحل موجود، جميع الأجيال تربت هنا حتى المغتربين من الخارج يأتوا إلى هنا ومن لا يستطيع الذهاب للقدس يأتي ويستشعر انه في القدس وهذا المحل له تاريخ وعراقة لمدينة نابلس".
وتحدثنا إبنة صاحب المحل فلسطين أسعد الشنتير:" والدي إهتم في تسمية هذا المحل الأقصى نسبة إلى أولى القبلتين وعاصمة فلسطين القدس، لكل شخص له طريقة في نضاله والتعبير، فهتم بجلب الماكنات من غزة والصناعة تكون محلية فلسطينية بالكامل، وغير ذلك أسماء أبنائه فأنا فلسطين وأخوتي تحرير، ولنا، وباسل، أسماء لها إرتباط بالوطن.. نحن الجيل الثالث هذا المحل والصنعة من جيل إلى جيل يتناقل ونحن متمسكين به كتمسكنا بهذه الأرض".
نضالاتُ الفلسطينيين وأسماءُ فصائِلهمِ المقاوِمة تتراوحُ في مسمياتِها بين القدس والأقصى.. هجومُ السابعِ من اكتوبر بعد مرورِ عامٍ عليها.. حمل اسم طوفانِ الأقصى.. ولذلك دلالاتٌ على تعلقِ الفلسطينيين بأولى القبلتين وثالثِ الحرمين الشريفين.
يقول إبراهيم النوباني لوكالة تسنيم الدولية للأنباء:" الأقصى ليس فقط عقائدياً ودينياً بل هو متجذر ويجري في الدم، ليس فقط أسماء المحلات أو الأبناء تسمى بالأقصى والقدس بل أيضاً أسماء الحروب حتى يعلم العالم أجمع أن الهدف الرئيسي هو الأقصى ونحن نقاتل من أجلها قبلة الرسول (ص) وذكرت في القرآن، نحن أحق بها من أي أحد لهذا السبب تسمى بأسماء الحروب وكل شيء من حولنا".
"حلويات الأقصى" تمازجٌ بين الدين والثقافة في الحياة اليومية للفلسطينيين وتعكس فخر المجتمع الفلسطيني بهويته وتاريخه.
لم يكن طوفان الأقصى مجردَ عنوانٍ لعمليةٍ عسكريةٍ بل هو تمسكٌ بالإصرارِ على استعادةِ الهويةِ... ولطالما كانت القدس محورَ الصراعِ مع العدوِ الصهيوني الذي يبحثُ عن حقٍ مزعومٍ هناك.. مستغلاً صمتًا دوليًّا وهوانًا عربيًّا مريبَين.. لكنّ الفلسطينيين ومن والاهم لن يقبلوا بأن يكونَ مهوى أفئدَتِهم تحتِ سطوةِ الاحتلال الاسرائيلي وإن تكالبت عليهم الظروف كما تتكالبُ الأكَلَةُ على قَصْعَتِها.
/انتهى/