إيرواني: إيران ثابتة في دعم الحكومة والشعب السوري في محاربة الإرهاب
عبّر سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، عن "قلق طهران العميق" إزاء تصاعد الأوضاع في سوريا، وأعلن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستظل ثابتة في دعم الحكومة السورية وشعبها في محاربتهم العادلة والمصممة للإرهاب.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إيرواني قال في جلسة طارئة لمجلس الأمن حول التطورات الأخيرة في سوريا، مساء يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي: إيران تعترف تمامًا بسيادة سوريا في محاربة والقضاء على الجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام، التي جلبت الدمار والفوضى والمعاناة الواسعة.
وأوضح الدبلوماسي الرفيع للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة أن إيران تعبر عن قلقها العميق من تصاعد الأوضاع في سوريا. إن التطورات الأخيرة، وخاصة العمليات المنسقة التي تقوم بها جماعة هيئة تحرير الشام، التابعة للقاعدة والمعروفة أيضًا بجبهة النصرة، قد خلقت تهديدات جدية على سيادة واستقرار سوريا.
وأضاف إيرواني: إن حجم وتعقيد عمليات هيئة تحرير الشام، بما في ذلك استخدام الأسلحة المتقدمة والطائرات المسيرة، يشير إلى الدعم الخارجي المتعمد، وعلى رأسه الولايات المتحدة، التي حولت الإرهاب إلى أداة في سياستها الخارجية لتحقيق أهدافها السياسية.
وشدد سفير إيران في الأمم المتحدة على أن الدول المسؤولة عن تصعيد هذا النزاع يجب أن تكون مسؤولة عن أفعالها وما تسببت فيه من عواقب مدمرة على الشعب السوري.
وأكد إيرواني: ما حدث في حلب وإدلب يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمنطقة بأسرها بشأن عودة ظهور الإرهاب والتطرف. إن انعدام الأمن وانتشار الإرهاب والتطرف العنيف في سوريا لن يقتصر على حدودها؛ بل إن عواقبه ستشكل تهديدًا بالضرورة لمنطقة أوسع وأبعد من ذلك.
وفي ما يلي النص الكامل لخطاب أمير سعيد إيرواني:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس،
نشكُر الجمهورية العربية السورية، ومجموعة A3+1 (الجزائر، موزمبيق، سيراليون وغويانا) على طلبهم عقد هذه الجلسة الطارئة، كما نشكر الصين وروسيا على ضمان اهتمام مجلس الأمن بهذا الموضوع الحيوي. كما نُعرب عن شكرنا للسيد بيدرسن، المبعوث الخاص، على تقريره.
السيد الرئيس،
تعبّر الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن قلقها العميق حيال تصاعد الأوضاع في سوريا. إن التطورات الأخيرة، وخصوصاً العمليات الإرهابية المنسقة التي نفذتها جماعة هيئة تحرير الشام، فرع القاعدة والمعروفة أيضاً بجبهة النصرة، قد أوجدت تهديدات جدية ضد سيادة واستقرار سوريا.
كما أشار في رسالته بتاريخ الأول من ديسمبر المندوب الدائم لسوريا، فقد نظمت هذه الجماعة الإرهابية هجمات واسعة ومنسقة ضد محافظتي حلب وإدلب، مما أسفر عن عواقب مدمرة لهذه المنطقة ولشعبها.
خلال هذه الهجمات الإرهابية على حلب، تم استهداف مبنى القنصلية الإيرانية عمداً من قبل الجماعات الإرهابية.
إن الهجمات على المباني الدبلوماسية والقنصلية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ولا يجوز تحت أي ظرف من الظروف السماح بها. لا يحق لأي فرد أو جماعة أو دولة تنفيذ أو تسهيل مثل هذه الأعمال.
إن المسؤولية عن هذا التعدي السافر وانتهاك القوانين تقع على عاتق الدول التي قدّمت السلاح والدعم لهذه الجماعات الإرهابية، وزادت من تصعيد اعتداءاتها وانتهاكاتها المستمرة ضد المعايير الدولية.
السيد الرئيس،
في قلب هذه الأزمة تكمن التدخلات والدعم الخارجي الذي يواصل تمويل الإرهاب في سوريا، مما يضعف سيادتها ووحدتها الترابية.
إن حجم وتعقيد عمليات هيئة تحرير الشام، بما في ذلك استخدام الأسلحة المتقدمة والطائرات المسيرة، يشير إلى الدعم الخارجي المتعمد، وعلى رأسه الولايات المتحدة، التي حولت الإرهاب إلى أداة في سياستها الخارجية لتحقيق أهدافها السياسية.
يجب على الدول المسؤولة عن تصعيد هذا الصراع أن تتحمل مسؤولية أفعالها والعواقب المدمرة التي فرضتها على الشعب السوري.
إن هذه الهجمات الإرهابية تضعف مباشرة الاتفاقات التي أُبرمت في إطار عملية أستانا لإنشاء مناطق خفض التصعيد في إدلب. في الاجتماع الثاني والعشرين لصيغة أستانا، الذي عُقد في 11-12 نوفمبر، عبّر المشاركون عن قلقهم العميق إزاء وجود ونشاطات الجماعات الإرهابية التي تهدد حياة المدنيين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في إدلب.
في الوقت نفسه، فإن زيادة الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين والبنى التحتية في سوريا في شهري أكتوبر ونوفمبر، بالتزامن مع اتصالات هذا الكيان مع هيئة تحرير الشام، تشير إلى محاولة منسقة لزعزعة استقرار سوريا أكثر. إن الهجمات المستمرة من قبل إسرائيل على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان قد أعاقت إيصال المساعدات الحيوية، مما أجبر مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار.
السيد الرئيس،
إن ما حدث في حلب وإدلب يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لجميع المنطقة حول عودة ظهور الإرهاب والتطرف. إن انعدام الأمن وانتشار الإرهاب والتطرف العنيف في سوريا لن يقتصر على حدودها؛ بل إن عواقبه ستشكل تهديدًا بالضرورة لمنطقة أوسع وأكثر من ذلك.
لا يمكن ولا ينبغي التمييز بين أنواع الإرهاب. لا يوجد شيء اسمه "الإرهاب الجيد" و"الإرهاب السيئ". إن هيئة تحرير الشام، باعتبارها جماعة إرهابية تم تسميتها صراحة في قرارات مجلس الأمن، تمثل تهديدًا جديًا للسلام والاستقرار في المنطقة. إذا فشلت الأسرة الدولية في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية بحزم، فإن ازدياد سيطرتها على بعض المناطق في سوريا قد يؤدي إلى عواقب كارثية على المنطقة ككل ويشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن العالميين.
السيد الرئيس،
تظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابتة في دعمها للحكومة السورية وشعبها في محاربتهم العادلة والمصممة للإرهاب.
إيران تعترف بالكامل بحق سيادة سوريا في محاربة والقضاء على الجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام التي جلبت الدمار والفوضى والمعاناة الواسعة.
نؤكد أن جميع الإجراءات لمكافحة الإرهاب يجب أن تتم بتنسيق ورضا الحكومة السورية لضمان الاحترام الكامل لسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية.
إن التفاعلات الدبلوماسية النشطة الأخيرة لإيران مع شركائها في عملية أستانا، بما في ذلك روسيا وتركيا وسوريا، تؤكد هذا الالتزام.
إيران تدعو إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية عملية أستانا لمناقشة التطورات الأخيرة في سوريا والعمل على استراتيجية متكاملة لوقف الأنشطة الإرهابية في هذا البلد.
الزملاء الأعزاء،
كما تم التأكيد مرارا، فإن الحل الوحيد المستدام للأزمة السورية هو الحل السياسي الذي يقوده ويملكه الشعب السوري ويحافظ على سيادة واستقلال سوريا.
إن هذا يتطلب إنهاء الاحتلال والتدخلات الخارجية، ووقف استغلال موارد سوريا، وإنهاء جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية، وتشجيع الأطراف على الحوار والمشاركة الفعالة في العملية السياسية.
علاوة على ذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يولي الأولوية للمساعدات الإنسانية، وإعادة بناء البنية التحتية، وعودة اللاجئين بشكل آمن. إن شعب سوريا يستحق السلام والكرامة وفرصة لإعادة بناء وطنه خاليا من الإرهاب والتدخلات الخارجية.
شكرا لكم.
/انتهى /